فى الذكرى الستين للنكبة : الفالوجا في قصر ثقافة الفيوم

في مناسبة الذكرى الستين لنكبة العرب في فلسطين 1948 يقدم نادى أدب إطسا عرضا لفيلم تسجيلي من إنتاج المركز القومي للسينما بعنوان "الفالوجا" يتضمن بالشرح التاريخي والوثائقي خفايا ما حدث خلال حصار الفالوجا من خلال شهادات المعاصرين لها والمشاركين فيها. أعد السيناريو والرؤية الفيلمية له السينمائي القدير وضيف ندوة قصر ثقافة الفيوم الفنان: فاروق عبدالخالق
يعرض الفيلم التسجيلي في قصر ثقافة الفيوم بقاعة العروض بالدور الثالث في الساعة التاسعة مساء ويستمر العرض حوالي 55 دقيقة يتلوه أمسية لمناقشة المادة التاريخية والرؤية الفيلمية للعرض

مرحبا بهذه الندوة وهذا العرض وهذه دعوة لجميع اعضاء المنتدى للحضور والتفاعل والمشاركة

افتتح النقاش عقب عرض الفيلم بكلمة الفنان فاروق عبدالخالق استعرض فيها بعض الجوانب المتعلقة بظروف إنتاج وعرض الفيلم، مبتدئا بتاريخ الفيلم التسجيلي الذي مهدت لحضوره على الساحة الفنية الجريدة الإخبارية الناطقة التي كانت تعرض قبل الأفلام في دور السينما، وأشار إلى أن الجريدة الناطقة لم تلعب دورا هاما في تسجيل وتوثيق أحداث النكبة وحصار الفالوجا باستثناء عدة مشاهد عرضت بمناسبة تكريم وزير الحربية آنذاك لأبطال الفالوجا، بدا في مشهد منها ضابط صغير برتبة بكباشي من ضباط الحصار كان هو الوحيد الذي أدى التحية العسكرية بثقة وصافح وزير الحربية دون أن ينحني له على التقليد العسكري. هذا الضابط الصغير كان البكباشي جمال عبدالناصر الذي قاد الجيش للانقلاب على النظام الملكي كله بعد حادثة الفالوجا بعدة سنوات. ثم استعرض الفنان فاروق عبدالخالق ظروف إنتاج وعرض الفيلم قائلا إنك إذا أردت إنتاج فيلم تسجيلي في مصر فلابد أن تتعامل مع ظروف صعبة، وليس أكثر هذه الظروف صعوبة هي مساحة الحرية المتاحة لمنتج الفيلم. وفي هذا السياق روى قصة العرض الوحيد للفيلم على شاشة التلفزيون المصري المملوك للدولة، حيث قدم هذا العرض خلال برنامج قديم وشهير هو "سينما لا تكذب ولا تتجمل" وكانت الحلقة الأخيرة في عمر هذا البرنامج هي نفس الحلقة التي عرض خلالها فيلم "الفالوجا" مما أطلق المجال لتكهنات لم يتسن له أبدا أن يتأكد منها، من هذه التكهنات أن ضيفا عربيا كبيرا كان في زيارة لمصر خلال عرض البرنامج وشاهد الفيلم وأغضبه ما رأى. ويقول فاروق عبدالخالق: إنه بعد كل هذه السنوات فهو لايزال يجهل السبب المؤكد لإيقاف البرنامج رغم اتصاله عقب حدوث ذلك بمعد البرنامج الفنان/محمود حسن الذي لم يفصح عن شيء غير أن نبرة صوته في التليفون كانت مملوءة بالحزن. ورغم حرص الفيلم التام على أن يقدم وجهة نظر محايدة وتاريخية من خلال أربع شهود عاصروا حدث الحصار وكانوا قريبين منه حد المشاركة في صنعه فإنه يندهش عندما يفكر فيما يمكن أن يثير حفيظة أحد ضد فيلمه، هل هو استفزاز الحقائق لمن يريدون التكتم عليها في عصر لم يعد التكتم فيه ممكنا؟!.
وختم الفنان فاروق عبدالخالق كلمته برثاء للتاريخ وللذاكرة العربية التي تعاني معضلة في الاستيعاب والتعامل مع وقائعه وقال: نتحدث عما ينساه المؤرخون لا ما ينساه التاريخ لأن التاريخ لحسن الحظ لا ينسى شيئا وسأضرب مثلا باللحظة الراهنة التي نجلس فيها ونتحدث لو فتحنا جرائد اليوم سنجد أبوابا مثل "حدث في مثل هذا اليوم" تتحدث عن أمور مثل إصابة ملكة إنجلترا بنزلة برد بينما لا يذكر أحد أنه في مثل هذا اليوم 26/6 ومنذ ثلاث أو أربع ساعات مضت تم إعدام ضحايا حادثة دنشواي.
بعدها بدأت مداخلات نقاش مطول بين حضور العرض ومعده ومخرجه الفنان فاروق عبدالخالق استمرت ما يقارب الساعتين وتناولت الكثير من الجوانب الهامة المتعلقة بوقائع النكبة وقضايا السينما التسجيلية. من بين النقاشات الهامة التي قدمت مداخلات للمناضل الماركسي الأستاذ محمود مرسي والروائيين محمد جمال ود.مصطفى عطية جمعة والقاص محمد يوسف والناشط المدني سمير عبدالباقي. واختتم اللقاء بمداخلة للروائي الكبير عبده جبير ومدير عام الفرع الثقافي بالفيوم القاص منتصر ثابت. ومن الشعراء والمثقفين ضيوف العرض الشاعر د.محمد ربيع هاشم والشاعر صبري رضوان والشاعر مهدي صلاح والشاعر مصطفى عبدالباقي والناشطان المدنيان نصر الدين ابوعطوة ومحمود محرم. وكذلك عدد كبير من جمهور قصر الثقافة الذي جذب اهتمامه مشاهدة الفيلم التسجيلي وإن أبدى اهتماما أقل بالنقاش حوله. أدار ندوة الفيلم القاص عصام الزهيري. ]
الأديب عصام الزهيري بقدم المخرج الكبير فاروق عبد الخالق في الندوة

[/center]