وقال يرثي جعفر بن عليّ الهاشمي :
1- على هذهِ كانتْ تَدورُ النَّوائِبُ
وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهَابِ مَذَاهِبُ
2- نَزَلْنا على حُكْمِ الزَّمَانِ وأَمْرِهِ
وهَلْ يَقْبَلُ النَّصْفَ الأَلَدُّ المُشَاغِبُ؟
3- وتَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ والقَلْبُ مُوجَعٌ
ويَرْضَى الفَتَى عنْ دَهْرِهِ وهوَ عاتِبُ
4- أَلا أَيُّها الرُّكْبَانُ والرَّدُّ واجِبٌ
قِفُوا حَدِّثُونا ماتَقُولُ النَّوادِبُ
5- إلى أيِّ فِتْيانِ النَّدَى قَصَدَ الرَّدَى
وأيُّهُمُ نابَتْ حِمَاهُ النَّوائِبُ
6- فَيا لأَبِي العَبَّاسِ كَمْ رُدَّ راغِبٌ
لِفَقْدِكَ مَلْهُوفاً وكَمْ جُبَّ غَارِبُ
7- ويا لأَبي العَبَّاسِ إنَّ مَنَاكِباً
تَنُوءُ بِمَا حَمَّلْتَها لَنَواكِبُ
8- فيا قَبْرَهُ جُدْ كُلَّ قَبْرٍ بِجُودِهِ
ففيكَ سَماءٌ ثَرَّةٌ وسَحائِبُ
9- فإنّكَ لَوْ تَدْري بِما فيكَ مِنْ عُلاً
عَلَوْتَ وباتَتْ في ذُراكَ الكَواكِبُ
10- أخاً كُنْتُ أَبْكيهِ دَماً وهوَ نائمٌ
حَذاراً وتَعْمَى مُقْلَتي وهوَ غائِبُ
11- فماتَ،ولا صَبْري على الأَجْرِ واقِفٌ
ولا أَنَا في عُمْرٍ إلى اللهِ راغِبُ
12- أَأَسْعَى لأَحْظَى فيكَ بالأَجْرِ إِنَّهُ
لَسَعْيٌ إِذَنْ مِنّي لَدَى اللهِ خَائِبُ
13- وما الإثْمُ إلاّ الصَّبْرُ عَنْكَ وإنَّما
عَوَاقِبُ حَمْدٍ أنْ تُذَمَّ العَواقِبُ
14- يقولونَ:مِقْدَارٌ على المَرْءِ واجِبٌ
فقلتُ:وإعْوالٌ على المَرْءِ واجِبُ
15- هُوَ القَلْبُ لَمَّا حُمَّ يَوْمُ ابْنِ أُمِّهِ
وَهَى جانِبٌ منهُ وأُسْقِمَ جانِبُ
16- تَرَشَّفْتُ أَيَّامِي وَهُنَّ كَوالِحٌ
عليكَ،وغالَبْتُ الرَّدَى وهوَ غَالِبُ
17- ودافَعْتُ في صَدْرِ الزَّمانِ ونَحْرِهِ
وأيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحَارِبُ ؟
18- وقُلْتُ لـهُ:خَلِّ الجَوادَ لِقَوْمِهِ
وهاأَنَذَا فازْدَدْ فإنَّا عَصَائِبُ
19- فواللهِ إِخْلاصاً مِنَ القَوْلِ صَادِقاً
وإلاَّ فَحُبِّي آلَ أَحْمَدَ كاذِبُ
20- لَوَ اَنَّ يَدِي كانتْ شِفَاءكَ أَوْدَمِي
دَمَ القَلْبِ حَتّى يَقْضِبَ القَلْبَ قاضِبُ
21- لَسَلَّمْتُ تَسْليمَ الرِّضَا وتَخِذْتُها
يَداً للرَّدَى ما حَجَّ للهِ راكِبُ
22- فَتىً كانَ مِثْلَ السَّيْفِ مِنْ حَيْثُ جئْتَهُ
لِنَائِبَةٍ نابَتْكَ فهوُ مُضَارِبُ
23- فَتىً هَمُّهُ حَمْدٌ على الدَّهْرِ رابِحٌ
وإنْ غابَ عنهُ مالُهُ فهوَ عازِبُ
24- شَمائِلُ إنْ يَشْهَدْ فَهُنَّ مَشَاهِدٌ
عِظَامٌ، وإنْ يَرْحَلْ فَهُنَّ كتائِبُ
25- بكاكَ أَخٌ لَمْ تَحْوِهِ بِقَرابَةٍ
بَلَى إنَّ إِخْوانَ الصَّفَاءِ أَقَارِبُ
26- وأَظْلَمَتِ الدُّنْيا التي كُنْتَ جَارَهَا
كأنَّكَ للدُّنْيا أَخٌ ومُنَاسِبُ
27- يُبَرِّدُ نِيْرانَ المَصَائِبِ أَنَّني
أَرَى زَمَناً لَمْ تَبْقَ فيهِ مَصَائِب ُ