دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: قصص للكاتب الروسي الكبيرأنطوان تشيكوف الخميس 15 مايو 2008, 3:52 pm | |
| أنطوان بافلوفيتش تشيكوف (29 يناير 1860 : 15 يوليو 1904 ) من كبار الأدباء الروس كما أنه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم كتب عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية كما أن مسرحياته كان لها أفضل الأثر على مستوى القرن العشري (الساذجة) ترجمة حصه العمار طلبت - قبل بضعة أيام - من مربية أولادي ( جوليا فاسيليفنا ( موافاتي بغرفة المكتب. -تفضلي بالجلوس ( جوليا فاسيليفنا ) - قلت لها - آيما نسوي مستحقاتك. ويبدو أنك تلبسين رداء الرسمية والتعفف إذ أنك لم تطلبيها رسميا مني رغم حاجتك الماسة للمال ... حسنا ... آنا إذا قد اتفقنا على مبلغ ثلاثين روبلا في الشهر... -بل أربعين قالت باستحياء. -آلا .. اتفاقنا آان على ثلاثين ، دونت ملاحظة بذلك . أدفع إلى المربيات ثلاثين روبلا عادة . لقد عملت هنا مدة شهرين لذا.. -شهران وأيام خمسة قالت مصححة -بل عملت لمدة شهرين بالتمام والكمال - قلت بإصرار - لقد دونت ملاحظة بذلك ، وهذا يعني أنك تستحقين ستين روبلا يخصم منها أجر تسعة أيام تعرفين تماما أنك لم تعملي شيئا ل ( آوليا ) أيام الأحد وآنت تكتفين بالخروج به للنزهة ... هناك أيضا ثلاث إجازات و... ولم تعقب .. اآتفت المسكينة بالنظر إلى حاشية فستانها فيما آست محياها حمرة شديدة .. مانبست ببنت شفه -ثلاث إجازات فلنخصم من ذلك إذا اثنى عشر روبلا ... آما وأن ( آوليا ) قد مرض فاستغرق ذلك ثلاثة أيام لم يتلق عبرها أي درس ... شغلت إبان ذلك ب ( تانيا ) فقط ، هناك أيضا أيام ثلاثة شعرت فيها بآلام في أسنانك ممضة اعفتك زوجتي خلالها من العمل بعد الظهر ... اثنا عشر وسبع يساوي تسعة عشر ، واطرحي ذلك فيتبقى بعد ذلك ... آ ... واحد وأربعون روبلا ... أصبح ذلك واحمرت العين اليسرى ( لجوليا فاسيليفنا ) ثم ... غرقت بالدمع ، فيما تشنج ذقنها وارتعش ... وسعلت بشدة ثم مسحت أنفها ... إلا أنها ... لم تنبس بحرف " -قبيل ليلة رأس السنه آسرت آوب شاي وصحنه ، يخصم من ذلك روبلان رغم أن تكلفة الكوب هي في الواقع أآثر من ذلك إذ إنه آان ضمن ترآة قيمة ... لا يهم ليست تلك هي أولى مامنيت به من خسائر ... بعد ذلك ونتيجة لإهمالك صعد ) آوليا ) شجرة فتمزق معطفه ، يخصم من المجموع عشرة روبلات ... آما وأن الخادمه قد سرقت - بسبب لامبالاتك حذاء ( فانيا ) ينبغي أن تفتحي عينيك جيدا ... أن تتوخي الحذر والحيطة فنحن ندفع لك ثمن ذلك ... حسنا نطرح من آل ذلك خمسة روبلات وإني قد أعطيتك عشرة روبلات يوم العاشر من يناير -لم يحدث ذلك همست ( جوليا فاسيليفنا( -بلى دونت ملاحظة بذلك قلت بإصرار -حسنا وإذا أجابت بنبرات آسيرة. -فإذا ما خصمنا سبعة وعشرين من واحد وأربعين فسيتبقى لك أربعة عشر روبلا وغرقت بالدموع حينها آلتا عينيها فيما ظهر العرق على أنفها الصغير الجميل ... ياللبنية المسكينة -لم أحصل على مال سوى مرة واحدة -قالت صوت راعش متهدج النبرات - وآان ذلك من زوجتك . ماتجاوز ما استلمته ثلاث روبلات ... لا أآثر سيدي -حقا أرأيت لم أدون ملاحظة بذلك - سأخصم من الأربعة عشر روبلا ثلاثة فيتبقى لك أحد عشر روبلا ودفع إليها بالمبلغ فتناولته بأصابع مرتجفة ثم دسته في جيبها. شكرا قالت هامسة. -ولماذا هذه ال ( شكرا ) سألتها -للمبلغ الذي دفعته لي. لكنك تعرفين أني قد غششتك ... أني قد سرقتك ونهبت مالك فلماذا شكرتني -في أماآن أخرى لم يكونوا ليدفعوا لي شيئا البتة -لم يمنحوك على الإطلاق شيئا زال العجب إذا لقد دبرت هذا المقلب آي ألقنك درسا في المحافظة على حقوقك ، سأعطيك الآن مستحقاتك آاملة ... ثمانون روبلا ... لقد وضعتها في هذا الظرف مسبقا ... لكن - تساءلت مشدوها - أيعقل ذلك أن يتسم إنسان بكل ذلك الضعف والاستسلام لماذا لم تعترضي لم آل ذلك الصمت الرهيب ... أيعقل أن يوجد في هذا العالم النابض بالظلم والأحقاد والشراسة إنسان بلا أنياب أو مخالب إنسان في سذاجتك وخضوعك وابتسمت في ذل وانكسار فقرأت في ملامحها " ذاك ممكن " واعتذرت منها مجددا عما سببته لها من ألم وإحراج ، إذ إن الدرس آان قاسيا حقا قبل أن أسلمها الظرف الذي يحوي أجرها ... ثمانون روبلا تناولتها بين مكذبة ومصدقة ... وتلعثمت وهي تكرر الشكر ... المرة تلو المرة ثم غادرت المكان وأنا أتأملها وسيل من جراحات الإنسان المعذب في أرجاء غابة الظلم يندح في أوردتي وهمست لنفسي: -حقا ما أسهل سحق الضعفاء في هذا العالم
عدل سابقا من قبل دكتور : محمد ربيع هاشم في الخميس 15 مايو 2008, 4:07 pm عدل 1 مرات | |
|
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: قصص للكاتب الروسي الكبيرأنطوان تشيكوف الخميس 15 مايو 2008, 4:05 pm | |
| وفــاة مــوظــف لأنطون تشيكوف ذات مساء رائع كان ايفان ديمتريفيتش تشرفياكوف ، الموظف الذي لا يقل روعة، جالساً في الصف الثاني من مقاعد الصالة ، يتطلع في المنظار إلي ( أجراس كورنيفيل ). وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة ، وفجأة... وكثيرا ما تقابلنا (وفجأة) هذه في القصص. والكُتّاب علي حق ، فما أحفل الحياة بالمفاجآت ! وفجأة تقلص وجهه ، وزاغ بصره ، واحتبست أنفاسه... وحول عينيه عن المنظار وانحني و... آتششش!!! عطس كما ترون ، والعطس ليس محظورا علي أحد في أي مكان ، إذ يعطس الفلاحون ، ورجال الشرطة ، بل وحتي أحيانا المستشارون السريون . الجميع يعطس ، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج ، ومسح أنفه بمنديله ، وكشخص مهذب نظر حوله ليري ما إذا كان قد ازعج أحدا بعطسه ، وعلي الفور أحس بالحرج . فقد رأي العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما . وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية . وقال تشرفياكوف لنفسه : - لقد بللته... انه ليس رئيسي ، بل غريب ، ومع ذلك فشيء محرج ينبغي أن اعتذر . وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلي الامام وهمس في اذن الجنرال : - عفوا يا صاحب السعادة ، لقد بللتكم.. لم أقصد . - لا شيء ، لا شيء . - أستحلفكم بالله العفو . انني.... لم أكن اريد ! - أووه، اسكت من فضلك ! دعني أصغي ! وأحْرَج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة ، وراح ينظر إلي المسرح . كان ينظر ولكنه لم يعد يحس بالمتعة ، لقد بدأ القلق يعذبه ، وأثناء الاستراحة اقترب من بريزجالوف وتمشي قليلا بجواره ، وبعد أن تغلب علي وجله دمدم : - لقد بللتكم يا صاحب السعادة.. اعذروني.. انني لم أكن اقصد أن... فقال الجنرال: - أوووه كفاااك ! أنا قد نسيت وأنت مازلت تتحدث عن نفس الامر ! . وحرّك شفته السفلي بنفاد صبر . وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلي الجنرال بشك : ( يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه... ولا يريد أن يتحدث... ينبغي أن أوضح له انني لم أكن أرغب علي الاطلاق... وأن هذا قانون الطبيعة ، وإلاّ ظن أنني أردت أن أبصق عليه ، فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد ! ) . وعندما عاد تشرفياكوف إلي المنزل روي لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف . وخُيِّل إليه أن زوجته نظرت الي الأمر باستخفاف ، فقد جزعت فقط ، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف ( غريب ) . - ومع ذلك اذهب إليه واعتذر... وإلاّ ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات ! . - تلك هي المسألة ! لقد اعتذرت له ، ولكنه... كان غريبا... لم يقل كلمة مفهومة واحدة... ثم إنه لم يكن هناك متسع للحديث . وفي اليوم التالي ارتدي تشرفياكوف حُلّة جديدة ، وقص شعره ، وذهب إلي بريزجالوف لتوضيح الأمر... وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأي هناك كثيراً من الزوار ورأي بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار ، وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه إلي تشرفياكوف . فراح الموظف يشرح له : - بالأمس في ) اركاديا ) لو تذكرون يا صاحب السعادة عطست و... بلّلتكم من غير قصد.. اعتذر.. - يا للتفاهات.. الله يعلم ما هذا ! . وتوجه الجنرال إلي الزائر التالي : - ماذا تريد ؟ . وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب: ( لا يريد أن يتحدث ... إذن فهو غاضب.. كلا ، لا يُمكن أن ادع الأمر هكذا.. سوف اشرح له...) . وبعد أن أنهي الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه إلي الغرفة الداخلية ، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم : - يا صاحب السعادة ! إذا كنت أتجاسر علي ازعاج سعادتكم فإنما من واقع الإحساس بالندم !. لم أكن أقصد ، كما تعلمون سعادتكم ! . فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب : - إنك تسخر يا سيدي الكريم ! . وفكر تشرفياكوف : ( أية سُخرية يمكن أن تكون ؟ ... ليس هنا أية سخرية علي الاطلاق ! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم ! ... إذا كان الأمر كذلك فلن اعتذر بعد لهذا المتغطرس. ليذهب الي الشيطان ! ...سأكتب له رسالة ، ولكن لن آتي اليه... أقسم لن أتي ) ! . هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد إلي المنزل . ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة . فقد فكر وفكر ولم يستطع أن يدبّج الرسالة . واضطر في اليوم التالي إلي الذهاب بنفسه لشرح الأمر . ودمدم عندما رفع إليه الجنرال عينين متسائلتين : - جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة ، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم. بل كنت اعتذر لأني عطست فبللتكم... ولكنه لم يدر بخاطري أبدا أن أسخر وهل أجسر علي السخرية؟ فلو رحنا نسخر ، فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذن.. وفجأة زار الجنرال وقد ارتعد وأرعد : - أخرج من هنااا !! . فسأل تشرفياكوف هامسا وهو يذوب رعبا : - ماذا ؟ . فردد الجنرال ودق بقدمه : - أخرج من هنااا !! . وتمزّق شيءٌ ما في بطن تشرفياكوف . وتراجع إلي الباب وهو لا يري ولا يسمع شيئا ، وخرج إلي الشارع وهو يجرجر ساقيه.. وعندما وصل آليا الي المنزل استلقي علي الكنبة دون أن يخلع حُلته... ومات.
عدل سابقا من قبل دكتور : محمد ربيع هاشم في الخميس 15 مايو 2008, 4:29 pm عدل 1 مرات | |
|
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: قصص للكاتب الروسي الكبيرأنطوان تشيكوف الخميس 15 مايو 2008, 4:23 pm | |
| الصبي الشرير ترجمة الدكتور أبو بكر يوسف هبط إيفان إيفانيتش لابكين، الشاب اللطيف الهيئة وأنا سيميونوفنا زامبليسكايا، الشابة ذات الأنف الصغير المقعي، على الشاطئ المنحدر، وجلسا على أريكة . وآانت هذه الأريكة تقوم قرب الماء تماما، وسط خمائل الصفصاف اليافعة الكثيفة . مكان ساحر ! ما إن تجلس هنا حتى تختفي عن العالم، فلا تراك إلا الأسماك والعناآب المائية الراآضة آالبرق فوق صفحة المياه . وآان الشاب والشابة مزودين بالسنانير والشباك وعلب ديدان الطعم وغيرها من أدوات الصيد . وما إن جلسا حتى شرعا على الفور في صيد السمك . وبدأ لابكين يقول وهو يتلفت : - آم أنا سعيد بأننا أخيرا أصبحنا وحدنا..أريد ان أقول لك الكثير يا آنا سيميونوفنا..الكثير جدا..عندما رأيتك أول مرة..سنارتك تغمز..أدرآت عندها لأري غرض أحيا، أدرآت أين معبودي الذي ينبغي أن أآرس له آل حياتي الكادحة الشريفة .. يبدو أنها سمكة آبيرة تغمز .. ما إن رأيتك حتى أحببتك، لأول مرة، أحببتك حبا جارفا ! انتظري لا تجذبي، دعيها تغمز.. خبريني يا عزيزتي، استحلفك، هل أستطيع أن آمل – لا بأن تبادليني الحب، آلا فأنا لا استحق، أنا حتى لا أجرؤ على التفكير في ذلك، هل أستطيع أن أطمع في...اسحبي ! رفعت آنا سيميونوفنا يدها عاليا بالسنارة وشدتها وصرخت . ولمعت في الهواء سمكة فضية خضراء . - يا إلهي ، فرخ ! آي ، آه .. أسرع ! أفلتت ! أفلتت السمكة من السنارة، وتلوت على العشب قافزة نحو محيطها و .. غاصت في الماء . ! وبينما آان لابكين يطارد السمكة أمسك عفوا بذراع آنا سيميونوفيا بدلا من السمكة، عفوا ضمها إلى شفتيه ...وشدت هي ذراعها، ولكن بعد فوات الآوان : فقد انطبقت الشفتان عفوا في قبلة . حدث ذلك عفوا . وتلت القبلة قبلة أخرى، ثم الإيمان والتأآيدات .. يا لها من لحظات سعيدة ! ولكن ليس هناك شيء سعيد بصورة مطلقة في هذه الحياة الدنيوية، فالشيء السعيد عادة يحمل في طياته السم، أو يسممه شيء ما خارجي . وهذا ما آان في هذه المرة أيضا . فبينما آان الشاب والشابة يتبادلان القبلات سمعا فجأة ضحكا . نظرا إلى النهر وأصابهما الذهول : فقد آان هناك صبي يقف في الماء عاريا مغمورا حتى وسطه . آان ذاك هو التلميذ آوليا شقيق آنا سيميونوفنا، آان واقفا في الماء ينظر إلى الشاب والشابة وهو يبتسم بخبث، وقال : -أه .. تتبادلان القبل ؟ طيب ! سأقول لماما . فدمدم لابكين وهو يتضرج بالحمرة . -آمل بأنك إنسان شريف .. إن التلصص شيء وضيع، والوشاية شيء منحط، آريه .. أعتقد أنك إنسان شريف ونبيل . فقال الإنسان النبيل : - هات روبلا وعندئذ لن أقول ! وإلا فسأقول . وأخرج لابكين من جيبه روبلا وأعطاه لكوليا، وضم هذا قبضته المبللة على الروبل، وصفر ثم سبح مبتعدا . ولم يعد العاشقان الشابان إلى تبادل القبلات بعد ذلك في هذا اليوم . وفي اليوم التالي جلب لابكين أصباغا وآرة من المدينة لكوليا، وأهدته أخته آل علب الأدوية الفارغة التي آانت تمتلكها . ثم اضطرا إلى إهدائه أزرار أآمام قميص بوجوه آلاب . ويبدو أن هذا آله أعجب الصبي الشرير، ولكي يحصل على المزيد مضى يراقبهما . وأينما ذهب لابكين وآنا سيميونوفيا آان يذهب . ولم يترآها دقيقة واحدة . وصر لابكين على أسنانه وقال : - وغد ! ما أصغره ومع ذلك فياله من وغد آبير ! -ترى آيف سيصبح فيما بعد ؟ ! وطوال شهر يونيو نغص آوليا على العاشقين المسكينين حياتهما . آان يهددهما بالوشاية، ويراقبهما ويطالب بالهدايا. ولم يكن يكفيه ما يحصل عليه، وفي آخر الأمر بدأ يتحدث عن ساعة جيب .. فماذا ؟.. اضطرا أن يعداه بساعة . وذات مرة ، أثناء الغداء عندما قدموا البسكوت المحشو بالحلوى قهقه آوليا فجأة وغمز بعينه وسأل لابكين : - أقول ؟ هه؟ واحمر لابكين بشدة؛ وبدلا من البسكوت راح يمضغ الفوطة، وهبت آمنا سيميونوفيا واقفة من أمام المائدة ورآضت إلى غرفة أخرى . وظل العاشقان في هذا الوضع حتى آخر أغسطس، حتى ذلك اليوم الذي طلب فيه لابكين، أخيرا، يد آنا سيميونوفنا . أوه آم آان يوما سعيدا فبعد أن تحدث لابكين مع والدي العروس وحصل على موافقتهما، آان أول ما فعله أن انطلق إلى الحديقة ومضى يبحث عن آوليا، وعندما وجده آاد يبكي من الفرحة وأمسك بهذا الولد الشرير من أذنه . وجاءت آنا سيميونوفنا رآضا . فقد آانت هي الأخرى تبحث عن آوليا، وأمسكت بأذنه الثانية .. آان ينبغي أن تروا أية متعة ارتسمت على وجهي العاشقين عندما راح آوليا يبكي ويضرع إليهما : - يا أحبائي، يا أعزائي، لن أعود إلى ذلك . آي، آي، سامحاني . وبعد ذلك اعترافا بأنهما لم يشعرا أبدا طوال فترة حبهما بمثل هذه السعادة، بمثل هذه المتعة الغامرة، التي أحسا بها عندما آانا يشدان أذني هذا الولد الشرير . | |
|
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: قصص للكاتب الروسي الكبيرأنطوان تشيكوف الخميس 15 مايو 2008, 4:36 pm | |
| الكلب بمعطفه الجديد ؛ وبشيء ما يتأبطه يلجُ العريف " آخميلوف " باحةَ السوق يتبعه شرطيٌّ ذو شعر أحمر ، حاملاً ما صادراه من فاآهة .. الصمت يشيع في الأرجاء ، وليست ثمّة حرآة جلّية .. أبوابُ المحلات ونوافذها مواربةٌ علىَ سعتها مثل أفواه جائعة تحدّق بأسى لدنيا الله. علىَ نحوٍ مباغت تٌمزّق أستار الصمت صرخةُ " : هكذا تريد أن تعضّني أيها الكلب الملعون . هذا زمان ما عاد للكلاب حرّية عضّ الآخرين .. آه !.. آه أوقفوه !. يندلع نباحٌ متواصل .. تتوجّه أنظار " آخميلوف " ناحيةَ الصوت .. هناك آلبٌ برجلٍ عرجاء يفرٌّ هارباً من ناحية " مخزن أخشاب بنجوجن " ملاحَقاً مِن قبل رجلٍ ذي قميص أبيض يحاول الإمساك به فيتعثّر ساقطاً .. غير أنّه يفلح في القبض عليه من قائمتيه الخلفيّتين .. يعوي الكلبُ ومعه تستمرُ صيحاتُ الرجل. وجوهُ بعيونٍ ناعسةٍ تطلُّ من نوافذ المحلات ؛ تُطالع حشداً بشرياً التأم سريعاً آأنّه انبثقَ من ثنايا الأرض. " -أتعتقد أنّ من الضروري توجيه اللوم والتوبيخ لتجمّع غير مسموح به آهذا ؟ ".. يحاور آخميلوف شرطيَّهُ. يستديرُ يساراً ويخطو باتجاه الحشد جوار الباب الرئيس لمخزن الأخشاب ، يشاهد الرجلَ ذا القميص الأبيض يرفع يداً عارضاً على العيون المُبحلِقة إصبعاً مُدمّىَ فيما وجهه يشي بتعابيرِ رجلٍ شبه مخمور : " إنتظر ! .. سأجعلك تدفع الكثير مقابل هذا ، أيها الشيطان. " وسرعان ما يتعرّف أخميلوف على الرجل : إنّه " آريوآين " ؛ مثلما يشاهد الكلب خالقَ الجلبةِ يرتجفُ وسط الحشد وقائمتاه الأماميتان ممدودتان ..آلبٌ أبيض تُبقّع ظهرَه بقعةٌ صفراء ، عيناه تمتلئان بتعابير الخشية والقلق. " -ما الخَطب ؟ ! " .. يروح أخميلوف يتساءل ، صانعاً طريقاً له وسط الحشد " . لماذا تقف هنا ؟ وما الذي جرىَ لإصبعك ؟ ومن آان يصرخ ؟ " -أنا .. لم أمَسَ أحداً .. ينطقُ "آريوآين" ثم يواصل "آنت أتجول في غابة ديمتري ديمتريفتش ، هناك عندما هاجمني هذا الكلب المتوحش وعضّ اصبعي .. ليس لديَّ يا سيدي غير هاتين اليدين أعمل بهما ، وعضّةُ هذا الكلب ستوقفني عن العمل لفترةٍ لا تقل عن سبعة أيام ، لهذا على صاحبه أن يدفع لي تعويضاً ؛ ألا يوجد في القانون ما ينبغي تحمله من تبِعات مخاطر الحيوانات ، لانّه لو تُرِك لكلِّ حيوان حريةَ العضّ والفتك بالآخرين فلن يبقَ أحدٌ علىَ قيدِ الحياة في هذا العالم" بصرامةٍ ظاهرة يرتفعُ حاجبا العريف أخميلوف ويهبطان : -مَن هو صاحب هذا الكلب ؟ .. لن أسمح لمثلَ هكذا خروقات أن تحدث وتستمر . إنَّ على الجميع أن لا يترآوا آلابَهم طلقيةً آما تشاء ، لقد ولّىَ الزمن الذي يُترك فيه مَنْ لا يُطيع القوانين سأعاقب مالكَ هذا الكلب ، وسأعُلِّمه من أنا . يستدير إلى الشرطي المرافق: -يا يلديرين ، تحرَّ عمّن يكون صاحب هذا الكلب .. هذا الكلب يجب أن يُقتل .. إفعل ذلك سريعاً ، فقد يكون مسعوراً .. على أي حال لمن هذا الكلب ؟ -يبدو أنّه آلبٌ الجنرال ييجالوف .. ينطُقُ أحدٌ من الحشد. -للجنرال ييجالوف ؟ ها ..! يالديرين ، إخلع معطفي ! .. ما هذا الحر الشديد ! من المحتمل أن تمطر هذا اليوم .. يوجد ثمة شيء لا أفهمه آيف عضّك هذا الكلب ؟ يتوجه العريف أخميلوف إلى "آريوآين "متساءلاً . "وآيف طال أصبعك ، إنّه آلبٌ صغير بينما أنتَ رجلٌ آبير ؟ .. ربّما فعلت ذلك بنفسك وأدّعيت جرحك من فعل هذا الكلب المسكين سعياً للحصول على مال .. أعرفكم أيها الشياطين!! " -أطفأ السيجارة في وجه الكلب لكن الكلب ليس غبياً فعضّه ، ياسيدي . " يتفوه الشرطي يلديرين. -تكَذٌب ! .. ما شاهد مثل هذا ، يا سيدي ما شاهد مطلقاً .. ولكنْ دعْ الحاآم يقررّ ، القانون يؤآد بسواسية الجميع في هذا العهد ؛ ولي أخٌ يعمل في قسم الشرطة فإنْ لم.. -توقف ! " -آلاّ ! هذا ليس آلب الجنرال "يقول الشرطي يلديرين مُظهراً إهتماماً ، " لا يملك الجنرال آلباً آهذا ، هذا آلبٌ لا يمُت إلى آلابه بشيء." -أمتأآد من ذلك ؟ " يسأل العريف أخميلوف. -نعم ، آلّ التأآيد. -وأنا متأآد أيضا .. آلابٌ الجنرال غالية الثمن ، أما هذا الكلب فليس له شعر مقبول ولا شكل يُعتَد به لماذا يقتني الناس آلاباً قميئة .. لو آان في بطرسبورج أو موسكو مثل هذه الكلاب هل تخمن ما يحدث ؟ لن يجهدوا أنفسهم في البحث في فقرات القانون للتخلّص منها ، بل يصنعون لها نهاية سريعة .. " ياآريوآين " لا شكّ أنك تعاني من ألم الجرح لذلك سوف لا أترك الأمرَ يجري عادياً ، سألقّن مالكي هذه الكلاب درساً .. ولكن يبتسم أخميلوف مفكِّراً ! أعتقد أنني شاهدتُ هذا الكلب في باحة الجنرال. " -طبعاً ؛ إنه آلب الجنرال " يأتي صوت من عمق الحشد. -يالديرين ؛ ساعدني .. ألبسني معطفي وخذ الكلب إلى الجنرال تأآد إن آان له أم لا. قل وجدته في الطريق فأتيت به ؛ قدم لهم رجاءً ؛ إرجوهم أن لا يترآوا الكلب في الشارع ، لأنه آلب ثمين وقد يرتكب أحدهم حماقة فيطفئ سيجارة في خطمه فيتسبب في إيذائه ، الكلب مخلوق رقيق .. وانت أيها الغبي .. أخفضْ يدك فلا ضرورة لعرض إصبعك السخيف ، إنها حماقتك. -ها هو طباخ الجنرال ، دعونا نستفهم منه .. مرحباً بروخور تعال هنا للحظة ، إنظر هل هذا آلبكم ؟ ! -هذا ! .. لم نقتن مثل هذه الكلاب في حياتنا أبداً. -هذا آلب لا يستحق السؤال عنه .. يتمتم أخميلوف .. متشردٌّ وينبغي قتله . -آلا .. ليس لنا مطلقاً ، بل هو عائد لأخ الجنرال الذي وصل إلى المدينة توّاً . سيدي لا يفضِّل هذه الأنواع ، إنما أخوه من يرغبها. -هكذا إذاً أخوه فلاديمير إيفانوفيتش وصل إلى هنا " يتساءل أخميلوف بمحّياً مُشرق وابتسامة تغمر وجهه " : حسناً ، حسناً ، لم أآن أعرف ذلك . " إذاً هو في زيارة لمدينتنا! -نعم ، ياسيدي في زيارة ، -حسناً ، حسناً وهذا هو آلبه ، أنا مسرور جداً خذه ! يا لهُ من آلب صغير وبارع ، سريعاً أمسك باصبع هذا الرجل ها .. ها .. ها ، لماذا ترتجف أيها الكلب الصغير .. لم تفعل شيئاً يستحق الخوف ؛ وهذا الرجل وغدٌ وشرير .. ينادي "بروخور" على الكلب ويذهب به بينما يوجه أخميلوف تهديداته إلى "آريوآين" . يحكم شدّ معطفه على جسده ثم يتخذ طريقه إلى داخل السوق يتبعه الشرطي يلدرين حاملاً الفاآهة المصادرة.. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: قصص للكاتب الروسي الكبيرأنطوان تشيكوف الأحد 18 مايو 2008, 11:56 pm | |
| لا اعلم ان كنت قد قاطعت نشرك لأعماله يا دكتور محمد .. و لكن ان كان باستطاعتك اضافة المزيد .. فزدنا منه و لك جزيل الشكر. |
|