11. آن الأوان لتغيير بعض المسمَّيات الذّكوريّة لمؤسّسات تجمع الجنسين حينا، أو كلّها من الإناث حينا، نحو: نقابة/ منظّمة/ رابطة المعلمين← نقابة الهيئات/ القوى التّدريسيّة، مسار/ صفّ المتميّزين← مسار التّميّز، لجان الآباء/ أولياء أمور الطّلبة← لجان ولاية أمور الطّلبة، دار المعلّمين ←دار إعداد الطّواقم/ الهيئات التّعليميّة، غرفة المعلّمين← غرفة الهيئة التّدريسيّة، قائمة المرشَّحين للبرلمان عن الحزب…← القائمة البرلمانيّة المرشّحة… ، وعلى هذا فلْنَقِسْ، أمّا " بيت المسنّين"، فلْنُبْقِهِ- وأمدّ الله في أعمار الجميع- على ذكورته، فالنّساء، يَبْقَيْنَ عرائسَ مهما طَوَيْنَ من سنين.
12. لايجدي في شيء أن ألتزمَ وحدي بتنفيذ هذه المقترحات أو بعضها، ولن يغيّر في الصّورة أن تنضمّ إليّ مجموعة من طواقم التّدريس، فالأمر يتطلّب تبنيّا من ألسنة وأقلام العاملين والعاملات في الإعلام بوسائله المختلفة، فالجمهور هناك أوسع من أعداد المجموعات التي تتلقّى العلم علينا، في ميادين عملنا، في الأكاديميّات أو في المدارس… ولست متيقّنا أنّ دراسة واحدة كافية لقلب الأمور واجتراح المعجزة… ولذا، هي دعوة للحركات النّسويّة بأن تتوجّه إلى وسائل الإعلام بمن فيها لنقل هذا المطلب وإشاعته. 13. الإبداع ليس وقفا على الكاتب! فلنبدع جميعا… رغم يقيني بأنّ اللّغة بريئةٌ منّا ومن كبائرنا وصغائرنا… وإبداعاتنا، إن هو إلاّ اعوجاجٌ اعتدنا إسقاطَه على الآخر.
حواشٍ
1- تُعقد مؤتمرات دوليّة عديدة كلّ عام، في أوروبا واليابان وأستراليا وكندا والولايات المتّحدة، والجمعيّات النّسويّة والجامعات نشطة في هذا المجال، ومن أشهر هذه الجمعيّات:
BAAL= British Association for Applied Linguistics COSWL= Committee On the Status of Women in Linguistics = JALT Japan Association of Language Teachers International Gender And Language Association = IGALA Organization for the Study of Communication, Language, and Gender = OSCLG
وغيرها، وكلّها تختصّ باللّغة والجندر والأبحاث النّسويّة والألسنيّة التّطبيقيّة، ولها جميعا نشاطات موثّقة، وأدبيّات، ومواقع في الإنترنت.
2- ينظر مثلا قوله تعالى: " والنّخلُ باسقـٰتٌ لها طلعٌ نضيدٌ" ( ق، 10)، وقوله: " تنزع النّاسَ كأنّهم أعجازُ نخلٍ منقعرٍ"( القمر، 20)، وقوله:" … قالتْ نملةٌ يا أيّها النّملُ ادخلوا مساكنَكُم…" ( النّمل، 18). القرآن الكريم.
3- للاستزادة في موضوعة الجنسنة وعلاماتها في الألمانيّة، يراجع مثلا:
Paxton, Norman( 1987). German Grammar. Great Britain.
ברנשטיין, זאב( 1991). גרמנית לדוברי עברית. אוניברסיטת תל אביב: דיונון.
4- - الفرّاء، المذكّر والمؤنّث.
المبرّد، المذكّر والمؤنّث.
ابن جنّي، المذكّر والمؤنّث.
ابن التّستريّ،المذكّر والمؤنّث.
ابن الأنباريّ، أبو البركات، البلغة في الفرق بين المذكّر والمؤنّث.
الأنباري، أبو بكر، كتاب المذكّر والمؤنّث.
ابن سيده، المخصّص. المجلّد الخامس، السِّفران 16- 17، (وهو أوسع ما كتب في هذا الباب).
5- تسهيلا، يراجع: عطاالله، نون الوقاية، الفصل الأوّل.
6- لغة التماشق: لغة أحد بطون البربر في شمال إفريقيا وفي منطقة الصحارى، وهي لغة بربريّة، اعتنق أهلها الإسلام، يتحدّث بها أكثر من مليونين في أنحاء الجزائر وبوركينا فاسو وموريتانيا وليبيا ومالي والنّيجر، ومتحدّثوها يجيدون العربيّة أيضا. ولعلّ أهم لغات بطون هذه العائلة البربريّة هي الأمازيغيّة، والتي هي لغة الحضارة لزهاء عشرين مليونا من سكّان المناطق المذكورة، أي أنّها اللّغة شبه الشّاملة للبربر، وخاصّة لسكّان الجنوب منهم، ولها جذور تمتدّ في تاريخ حضارة المكان إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ومتحدّثوها نشطون اجتماعيّا وسياسيّا في الجزائر والمغرب، وعملوا على إحيائها. يشار إلى أنّ الخطّ الفينيقيّ الذي هيمن على الشّمال الإفريقيّ، هو من خطوط كتابتها الأساسيّة، ولا ننسى دور الفينيقيّين في المنطقة، بما أبقوه من معالم حضاريّة، وما زالت قرطاج وغيرها شاهدا على تلك الفترة.
ثمّة علاقة اشتقاقيّة بين التماشق أو التماجق، والتمازغ والطوارق( الملثّمون)، ولهؤلاء علاقة تاريخيّة بالفتوحات الإسلاميّة، وبطارق بن زياد المتحدّر منهم، والاسم " الطّوارق" ليس مشتقّا من طارق بن زياد، بل هو من " تماشق" أو " تمازج" التي تعني عندهم: الرجال الأحرار، أو لعلّه مشتقٌّ من منطقة تارقة/ فزّان الليبيّة، حيث كانوا، ومنها انطلقوا لشؤون حياتهم، أو لحروبهم ونشر الدّعوة الإسلاميّة، وأصل الكثيرين منهم من اليمن، من الذين جاءوا في عهد الفتح الإسلاميّ في شمال إفريقيّا، واختلطوا مع السّكّان الأصليين وتزوّجوا منهم.
7- هذه هي الحال في الفصحى، أمّا في محكيّتنا- الجليليّة مثلا- فعلامة الإناث تشمل الجنسين، وكذالك علامة الذّكور، وعليه نجد الصِّيَغ التّالية:
1. مين هِنِّ؟- للمؤنّث وللمذكّر.
2. مين هُنِّ؟- للمؤنّث والمذكّر.
3. وينهُِنْ؟- للجنسين أيضًا
4. وينْكُنْ + وينُنْ+ وينِنْ؟- للجنسين أيضا.
5. وينْكُ (و)؟- للجنسين أيضا.
6. وين إنتُ(و)؟، وين رُحتُ(و)؟- للجنسين أيضًا.
7. كتابَكْ- للمذكّر.
8. كتابِكْ- للمؤنّث.
نلاحظ في النّماذج أعلاه ثلاثة أمور:
أ- النون علامة جمع عامّة مع اختلاف في الحركة السّابقة لها: 1+ 2+ 3+ 4.
ب- الحركة قد تميّز بين المذكَّر والمؤنّث. 7+ 8.
ت- الضمّة التي تدلّ على الواو/ الميم - علامتي جمع المذكّر- من باب التّغليب للمذكّر، والتّغليب هو فلسفة اللّغة العربيّة في الشّأن الجنوسيّ أو الجندريّ، 5+ 6.
يشيع "أ" بأنواعه في لغة الشّمال، وفي بعض مناطق فلسطين التّاريخيّة، وفي سوريا ولبنان، وفي الأردن( بلا تعميم)، والأصل في هذا مردّه كما أرى إلى هيمنة اللّغة الآراميّة التي كانت اللّغة الدّوليّة lingua franca قبل العربيّة، وابنتها اللّغة السّريانيّة، ففي الآراميّة:
أنتُونْ للمذكّر( nū’ant) وأنتِن للمؤنّث( antēn’)، الضّمّة والكسرة مشبعتان، ولكنّهما لا تصلان إلى لفظ المدّ كما هي الحال في العربيّة الفصحى. أمّا في السّريانيّة فللمذكّر: attōn’ وللمؤنّث attēn’.
محكيّتنا قريبة من اللّغتين المذكورتين، وقضيّة النّون الجمعيّة الشّاملة، موجودة أصلا في اللّغة الأكاديّة: attunu’ للمذكّر، و: attina’ للمؤنّث، واللّغات الثّلاث تعتمد على الحركة فرقا بين التّذكير والتّأنيث( في ضمير الخطاب المتّصل، حافظت السّريانيّة والأكاديّة على النّون، واعتمدتا على الحركة في التّمييز- كُنْ، كِن). للمقارنة، يُنظر إلى محكيّتنا أيضا "ب". إن كانت هذه اللّغات تعتمد على الحركة، فمحكيّتنا لا تعتمدها، فمن ضمّ قبل النّون كانت هذه لهجته مطلقا للجنسين، ومن كسر قبل النّون كانت هذه لهجته مطلقا. بشأن الضّمائر في الأكّديّة والآراميّة والسّريانيّة، ينظر:
برجشتراسر، التّطوّر النّحويّ، ص. 78، موسكاتي، مدخل، ص. ص. 172- 173،Gray, Comparative, p. 62.
8- الدّورة السّادسة والأربعون، 1980. ينظر: الخطيب،العيد الذّهبي، ص. 146.
9- نضيف إلى هذه الأوزان أوزانا جاءت شاملة للجنسين، وأحيانا للعدد، ومنها: فَعْلٌ( رجلٌ زَوْرٌ وامرأة زَوْرٌ ورجالٌ زَوْرُ ونساءٌ زَوْر)، فُعُلٌ( رجلٌ جُنُبٌ وامرأةٌ جُنُبٌ وقوم جُنُبٌ)، فَعَلٌ( رجلٌ نَصَفٌ وكذا المرأة والقوم، ومثلها دَنَفٌ)… للتّوسّع في هذا ينظر: ابن دريد، أبو بكر، جمهرة اللّغة، 3: 1251، ولمزيد من الأوزان المشتركة، والأوزان المؤنّثة الخالية من علامة تأنيث، يراجع: ابن سيده، المخصّص، 16: 108- 170.
10- عنَتِ الآنسةُ، أصلا، الجاريةَ التي تأنس إليها لطيبِ نفَسِها ونفْسِها أو لطيبِ حديثِها، أو تأنسُ إلى قربها ومحادثتها. وهي كالأنيس دلالة، ولا أعرف، بعد أن انتهى عهد الجواري، ظاهريّا، لِمَ خصّوا غير المتزوّجة بهذا الشّوق إلى حبّك أن تكون قريبا إليها، تحبّ حديثها ونفَسها، أو لِمَ أخرجوا المتزوّجة من هذا الحكم؟ كلّ النّساء أوانسُ وآنسات، أو هكذا يردن، إن لم يكن عند " السّادة أو الأسياد" اعتراض. تنظر مادة أنس في اللّسان، وتاج العروس.
11- ينظر موقع:
www.gogay.co.il، رسالة بتاريخ 21/ 06/ 2005.
12- ينظر: إنجيل متّى، الأصحاح الخامس.
13- ينظر: إنجيل يوحنّا، الأصحاح الثّامن.
14- صارت التّغييرات المشار إليها في الإنجليزيّة شائعة في الأدبيّات والممارسة، وذلك جرّاء عناية الأكاديميّات والحركات النّسويّة بالأمر، ينظر مثالا لا حصرًا: منشورات جامعة مينيسوتا:
University of Minnesota, Style Manual Writing Guide Bibliography، ومنشورات APA: American Psychological Association، حول استعمال اللاجنسنة في اللّغة، وللتوسّع، باستطاعتنا البحث في مواقع المعلومات( الشنكبوتيّات: شبكة+ عنكبوت، وليست من اختراعي) عن : Sexist & Non Sexist Language/s.
15- لمزيد من التّفاصيل في قواعد اللغةالفارسيّة، ينظر:
حلمي، كمال الدين( 1992-1993). مقارنة بين النّحو العربيّ والنّحو الفارسيّ. الكويت: ذات السّلاسل.
لواساني، أحمد( 1972). مدخل إلى اللّغة الفارسيّة. بيروت: ؟
16- والنّصيحة بالرّحيل إلى إيران ( وحدَها)، أوردها " روس كيللي" في مقالة له يحمل فيها على دعوات اللّغات اللامجنسنة، ولقد أضفتُ أسماء للغات وشعوب أخرى، لأنّني أحسست بأنّ الكاتب يتجاوز معاداة النّسويّات واللّغات غير المجنسنة، إلى معاداة إيران حصرًا، والأمر فيه موقف تعصّبيّ غربيّ تشتمُّ منه رائحة العداء. للتوسّع انظر مقاله تحت عنوان Against the Theory of Sexist Language في موقع غوغل تحت هذا العنوان، أو تحت:
http://faculty.ed.umuc.edu/ jamthew/articles/against.html.
17- عطاالله، نون الوقاية، ص. 37.
18- اسم الإشارة للمؤنّث المفرد: ذِ ← ذِهْ، ذِهِ، ذي، تِ ← تا، تي، تِهْ، تِهِ.
19- " قَالَتْ فَذٰلِكُنَّ الَّذِى لُمْتُنَّنِي فِيْهِ وَلَقَدْ رَٰوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِِهِ فَـٱسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَآءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ ٱلصّـٰغِريَن" ( الآية: 32).
20- أقرّ مجمع اللّغة العربيّة في القاهرة وجوب التّأنيث للتّفرقة بين المذكّر والمؤنّث، وذلك في دورته الرّابعة والأربعين عام 1978.
21- يحفظ التّراث البشريّ، العربيّ وغير العربيّ، تأنيث ما عُدّ من آلهة، ولذا وردت كلمة إلـٰهة كثيرا في معتقدات البشر الدّينيّة، وكذا كلمة ربّة، أما في ما بعد التّوحيد، فلا تستعمل هذه المؤنّثات إلا مجازا، وفي منأى عن كونها لفظة مؤنّثة لاسم الجلالة؛ الله، الرّبّ.
المراجع
1. الإنجيل المقدّس. 2. القرآن الكريم. 3. ابن الأنباريّ، أبو البركات كمال الدّين بن محمّد( 1970). البلغة في الفرق بين المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التّوّاب، القاهرة. 4. ابن التّستريّ، سعيد بن إبراهيم( 1983). المذكّر والمؤنّث. تح. أحمد هريدي، القاهرة. 5. ابن جنّي، أبو الفتح عثمان( 1985). المذكّر والمؤنّث. تح. طارق عبدالله، جدّة. 6. ابن دريد، أبو بكر ( 1988). جمهرة اللغة. تحقيق، رمزي بعلبكي. بيروت: دار العلم للملايين. 7. ابن سيده، أبو الحسن عليّ ( ؟). المخصّص. المجلّد الخامس، السِّفران 16- 17، بيروت: دار الكتب العلميّة. 8. الأنباري، أبو بكر محمّد بن القاسم ( 1978). كتاب المذكّر والمؤنّث. تح. طارق الجنّابي، بغداد. 9. برجشتراسر، ج. ( 1997). التّطوّر النّحويّ للّغة العربيّة. تصحيح وتعليق: رمضان عبد التّوّاب. القاهرة: مكتبة الخانجي. 10. حلمي، كمال الدين( 1992-1993). مقارنة بين النّحو العربيّ والنحو الفارسيّ. الكويت: ذات السّلاسل. 11. الخطيب، عدنان( 1986). العيد الذّهبي لمجمع اللّغة العربيّة. القاهرة: دار الفكر. 12. عطاالله، إلياس( 1996). نون الوقاية. الناصرة: سلسلة الثقافة. 13. الفرّاء، يحيى بن زياد ( 1989). المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التوّاب، القاهرة. 14. لواساني، أحمد( 1972). مدخل إلى اللغة الفارسيّة. بيروت: ؟ 15. المبرّد، محمّد بن يزيد( 1996). المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التّوّاب، وصلاح الدّين الهادي، القاهرة. 16. موسكاتي، سباتينو وآخرون( 1993). مدخل إلى نحو اللّغات السّاميّة المقارن. ترجمة، مهدي المخزومي وعبد الجبّار المطلبي، بيروت: عالم الكتب. 17. Gray, L. (1934). Introduction to Semitic Comparative Linguistics. New York: Columbia University Press. 18. Paxton, Norman( 1987). German Grammar. Great Britain. 19. ברנשטיין, זאב( 1991). גרמנית לדוברי עברית. אוניברסיטת תל אביב: דיונון