الصديق الغالي د.محمد ربيع
منذ سنوات كانت هناك رواية من تأليف ألبير قصيري مترجمة بعنوان "شحاذون ومعتزون" من ترجمة محمود قاسم نشرت في سلسلة صادرة عن هيئة الكتاب لم يكتب لها الاستمرار اسمها "الرواية العالمية"، قيل وقتها أن سبب توقفها هو اكتساح دور النشر اللبنانية لسوق الرواية المترجمة، وهو أمر غريب وغير مفهوم ويؤسف له، في الوقت الذي نشكو فيه ونردد النسب المذهلة للفارق بين المترجم إلى العربية في مقابل المترجم إلى اللغات الأخرى. المهم توقفت السلسلة وظلت "شحاذون ومعتزون هي الرواية الوحيدة المتداولة لألبير قصيري على نطاق القارئ العادي في مصر، بعدها وبمناسبة إخراج أسماء البكري لفيلم "شحاذون ونبلاء" المأخوذ عن الرواية قام محمود قاسم بترجمة رواية أخرى لقصيري هي "الضحك والسخرية" ونشرها في سلسلة روايات الهلال.
أديب مصري يكتب عن مصر (وهو من أصول شامية بالمناسبة) يوصف في فرنسا بأنه من كبار أدباء فرنسا في القرن العشرين ولا نعرف عنه في مصر الكثير أمر خطير كما قلت، وليس الخطأ هو خطأ قصيري الذي قضى عمره كله زاهدا في الأضواء والولائم والبيزنس الثقافي لأن ذلك لم يمنع عنه الشهرة في الغرب، لكنه خطأ واقع الثقافة المصري الآن. خطأ يجب أن يعمل الجميع على تداركه والحد من آثاره الضارة على العقل والوعي والإبداعية المصرية.