و ما ولدت الشاعرة إلاّ لتنتصر
أنصاع للوردة لضحى بوترعة
الحبيب الهمامي (جريدة الصريح)
بين يدي، كتاب شعري للشاعرة ضحى بوترعة عنوانه (أنصاع للوردة) و رغم أننا في بلد واحد ووسائل الاتصال متعددة ووسائل النقل السريعة متوفرة فإن كتبنا تتعطل في الوصول إلى بعضنا البعض لأسباب كثيرة منها الكسل ،و الظروف الكلبة ، ووجود البعض في الشتات و صعوبة الحصول على عناوينهم.
لذلك فإن كتاب ضحى الصّادر في 2004 حصلنا عليه في 2008 وفي سيدي بوزيد حيث التقينا بمناسبة ملتقى عامر بوترعة للشعر.
المهم، انهمر الغيث النافع، بعد انحباس طويل، و ها أننا نتصفح الوردة، من شذاها إلى أوراقها، و الشاعرة في كتابها هذا تتجاوز القول الشعري المتعارف عليه، و كأنها تتخطى المفهوم المتداول للقصيدة التي تكتبها المرأة، هناك محاولة لإخراج الوردة من إطارها في الصّور المعلّقة، و إعادتها إلى غصنها و تفعيل أشواكها لإحياء جماليتها فمن يقطف الوردة و لا يؤلمه الشوك، لا يتلذّذ رائحتها.
في شعر ضحى بوترعة، معاناة شتّى فالحياة شائكة، شاقة، تحياها و نحن نقول قولة الشاعر سميح القاسم (نحبها ابنة الكلب الحياة).
(نفوس تتوهج تحنّ إلى الإنعتاق وهي مخنوقة في علب الصفيح) ص 31
في الكتاب صراع مرير من أجل الوقوف بثبات ضد العواصف، و السعي في الدروب المؤدية إلى ضوء، صراع فيه قدرة عالية على التحدي و التصدي لمن يعرقلون المسيرة يأتون في ثياب الأحبة و يخفون الخيانة في ثنايا ابتساماتهم فالكائن منا عليه أن يواجه و لا يخضع يثور و لا يستكين يتجاوز و لا يقع في الفخ و الشاعرة ضحى بوترعة في قصائدها تقود معركة شرسة بالكلمات، ضد ما يعيق إشراقها و يحاول إحالتها إلى ضوء أسود حسب تعبيرها.
وما انصياعها للوردة إلا خير دليل على انتصارها على معارك الحياة الماضية و الحاضرة و الآتية.
و الشاعر شيمته الانتصار و ما أبلغ هذا البيت:
(يغريني النوم
على كتف النجم) ص 49
الحبيب الهمّامي