فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ضحى بوترعة
مشرف قسمي حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة وقضايا وآراء أدبية



عدد الرسائل : 1313
العمر : 55
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)   قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) I_icon_minitimeالثلاثاء 01 يوليو 2008, 5:25 pm


القفز فوق عشب السراب

(قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)

سامي البدري

بآلية (التقابل) الديالكتيكي ، او تقانة جمع الشيء ونقيضه في صورة واحدة ، تدخل بنا الشاعرة،
ضحى بوترعة ، غيبة القصيدة ... او ..

لعبة الندى والموت الهاديء

كما حصدتها احاسيس الشاعرة من سواحل التيه ..
الشعر اضطرار ، الاخفش يقول ..
ونحن ، مع ارتكابات ضحى ، امام لوحة تعصف باشتغالاتها ، وحشة غابة مفزعة من صور المتناقضات التي ينضمها نزيف الشعر في عقد ، يكبح عنف تنافراتها في ابهى صورة ، يمكن
ان تنتجها قصيدة .
مرارات الحياة كثيرة ... ولكن اضطرارات الشعر اكثر . (هل سقولها احد بعدي ؟) .
ومن هذه النقطة ، وعلى اساس هذا الهجس ، أمسكت ضحى بوترعة ، شفرة الفنان ، لا قلم
الشاعر ، لتملأ هواجسنا ومخيلاتنا ، قبل احاسيسنا ، بصور الشعر ، واستفحالاتها ، عندما تتحول القصيدة ، او روحها - بالمعنى الادق - الى ..
غيمة تستحث سلالات السواد
لتمطرنا ، نحن المتلقين ، المتظللين والمتحصنين بمألوفات هواجسنا وخيالاتنا ، بألوان وصنوف خادشة من دهش وفزع الغابة ، (غابة الذات القصية ) ، بسيول من سلالات السواد ..
من يستطيع الجزم بسيادة اللون ، غير هجس الشاعرة ؟
سنؤجل هذا الحكم لما بعد تذوق ..

فاكهة صباح ... القصيدة / الشاعرة وسماع بوحها ..
الذي تنام الكائنات فوق ( ه ) .

ثمة دوي حركة ، هو بين هدير البحر ورجرجة قضبان السكة التي يحدثها زحف افعوان قاطرة،
تسود أجواء القصيدة ، وتهيئنا ... بل تفرض علينا - نحن ركاب امواج لوثة الشعر - لانطلاقة ضرب أكباد رواحلنا الى اقاصي المجهول ... ( سأفترضه انا ) : مجهول الذات ..، بدلالة صيغة
الخطاب الذي توجهه ( بوترعة ) لكل منا : ( انت يا هذا ... ) ، قبل ان تزيحه الى - من وحدة مفاصل جسد القصيدة - فضاء مدخلها ، كعنوان او رأس لجسد القصيدة .

تختلف فيك الالوان

تظل وحيدا في سلالة تأريخ الحجر ... وتاريخ العشب

ولكن ، وهذه ضربة شفرة الشاعرة القاطعة في عنق (لوحة) القصيدة ... لتظل ...

مهمتك الاولى الموت على عتبات التأويل ..

وهي ، ايضا ، ضربة القطع بمصير الانسان ونهايته المحتومة : الموت . والموت ، بجميع
معانيه ، ( الفيزيقية والميتافيزيقية ) ، انما يعني نهاية رحلة الانسان ومصيره ، مهما خلع
على نفسه وحياته من معاني التأويل والتفلسف .

عبثا تحفر غموضك في صوت القصب

تسكب عريك في جحيم اللغة ...

ان تقانة التدفق سريع التلاحق ، التي تعتمدها الشاعرة ، لا تترك لنا لحظة لا لتقاط انفاسنا
او الاستجمام الا على قمة ( سواحل التيه ) ، لانها ، ومن اول لحظة لانبجاس تدفقها ، حددت
لنا ملامح قمة الجبل الذي تنتظر النهاية عليها ؛ وهي ايضا لحظة الاستجمام او لحظة انفاث التوتر المحموم الذي يقود مسيرة الانسان من ساعة ولادته :

الموت على عتبات التأويل !

وهنا نتوقف لنتسائل مع ضحى عن حقيقة هذه النهاية ( المجحفة) لمهمة حياتنا ومصيرنا :
هل حقا ان مهمتنا الاولى الموت على عتبات التآويل ؟ واذا كانت هذه هي مهمتنا فعلا ، وفحواها
ونهايتها ، فلم اذن علينا قبول عناء خوضها ... والى النهاية ؟ وطبعا سنتجنب هنا عناء الخوض في البحث عن اجابة لهذا السؤال ، لانه سيقودنا الى اقاصي مجاهيل غابة الفلسفة وديالكتيكها
الذي لا يتوقف عند حد اجابة قاطعة .
وبحسب ( فتاوى ) اغلب منظري الحداثة ، سأسمح لنفسي ، انا المتلقي ، اعادة كتابة الجزء التالي من النص ، وفق لحظة انفعالي معه وبه ..

ايها الاعمى الجاثي في كف الطفولة ..

ب ... ما كتبت عيناك وصلت شفتاك

لالهة ومحاربين ينتظرون القيامة والطين ،

و ... لانثى انهكها العطش ،

س ... يقتلك اليأس ...

ولكل متلقي ان يختار قائمة ادوات ( يأسه القاتل ) ، الموسيقا ، التأويل ، الهفوات صغيرها وكبيرها ، الجنس ، العشق الصوفي والفناء في ذات المعشوق / المعبود ، قهوة الصباح ،
فيض الحبر في الحنجرة ، رهن الهموم على مشاجب المواخير والحانات ، فضائح الصحف ...
( مع وضع كل اداة بين هلالين طبعا ) ... لا لشيء سوى ان ..

براءة الحدس في خطواتك المتقاطرة ... ( تحصدها من ) ... ربيع ذابل .

غيري سيتهم الشاعرة بالتشاؤم ، ويلومها على سوداوية وقتامة الصورة التي ترسمها للحياة الانسانية ، وكأنها تدعونا للانتحار ، يأسا مما لا يرتجى ، ولو املا صغيرا او بصيص ضوء
في نهاية نفقه . اما انا فاسميها لحظة كشف و وقوف بصلابة - الرفض - بوجه مجهول اعمى -
وبغض النظر عن هوية هذا المجهول الكوني - لا يفرق بين الحدائق والمزابل (بحسب نزار قباني)
وهو مسرف في عملية انتاج اخطائه وتكرارها بكل غباء ورعونة ! لانه لا يعي ، وان وعى فانه لا يهتم ، لهول ما تقترف يداه من اخطاء واوزار تكديس الارقام بلا غاية منظورة ومقنعة !
وعلى قاعدة فتاوى المحدثين ، آنفة الذكر ، سأعيد انتاج المقطع التالي كما يلي ..

انت يا هذا ...

المنحصر في مدن الخوف

ارحل من هذا المدى والنشوتين

بحملك : طعم الحصى في الريح

والطفل الذي : سجنه غبار المدن التي تركتها العصافير

اعبر الان : اقتفي اثري !

اغسل ( غموض المعنى الذي خلعه على حياتك وهم الكلمة )

بصابونة المعجزات واقتفي اثري ..

فربما ثمة امل خلاص في انتظارنا ... لان ما يقودني ، هاجس ... حدس ... توقع او قرار رفض -
بشفرة ضحى ، كما توحي لي الوان لوحتها ..

ذاهب للباب الذي يجمع الدم والمطر في مضيق ارضين .

انها - الشاعرة - تكشط بشفرتها الحادة ، كنصل السكين ، طبقات الوهم وغمامات الطمأنينة
الزائفة عن روعنا وعقولنا وعيوننا من اجل ان تضعنا في مواجهة حقيقة مصيرنا ، و ما هدرنا
من سلالات اجيالنا السابقة قبل ان ..

تتحرك الرمال بنا ويذبحنا الوقت .

هل تخففت الان من عبء سفر وصايا ضحى بوترعة ، وسأعود الى حضن وسكينة سريري
ومقعدي امام شاشة التلفزيون بهدوء و وداعة قطة او خروف شبع من( برسيم وشعير )
قداسة الكتب ؟
... في اذن من كانت تصرخ ضحى اذن ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)   قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) I_icon_minitimeالأربعاء 02 يوليو 2008, 12:17 am

الأخت العزيزة / ضحى
تحياتي إليك وإلى كاتب القراءة : سامي البدري
استطاع الكاتب أن يغوص في النص ، ومن خلال مقاطع النص نجد قراءة تستشف جنبات النص الإيحائية والشعورية ، وتحاول استكناه ما بين الأسطر . وإن كنت أرى أن النص يحتاج إلى المزيد من التحليل الجمالي ، خاصة في بنية النداء ، والتصوير الفني ، وكلاهما مميز ، ويعطي دلالة رائعة .
شكرا لك
د. مصطفى عطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضحى بوترعة
مشرف قسمي حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة وقضايا وآراء أدبية



عدد الرسائل : 1313
العمر : 55
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)   قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) I_icon_minitimeالأربعاء 02 يوليو 2008, 1:14 am


أخي العزيز دكتور مصطفى

يسعدني مرورك جدا

ننتظر تحليلا منك أيها الناقد الرائع

سأكون سعيدة جدا

تقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)   قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة) I_icon_minitimeالإثنين 07 يوليو 2008, 2:16 pm

الأخت العزيزة / ضحى
سأقوم بنشر مداخلتي حول قصيدتك هنا ، رغبة في المزيد من التواصل النقدي .
_____________________________________________________________
هذا النص مكتوب بشفافية عالية ، وفيه الكثير من الرؤية الكونية ، للوجود والأحياء والإنسان ، وقد
ظهر هذا واضحا من المطلع حيث تقولين :
بغيمة تستحث سلالات السواد

ندخل لعبة النّدى والموت الهادئ

تتحرك الرمال بنا ويذبحنا الوقت

فالمخاطَب الشعري هنا ، وهو يشمل الرجل والأنثى ، لأن القصيدة يمكن أن تحمل على الدلالتين ، إلا أنها أقرب للرجل المخاطب ، ونرى هنا الوصف باستخدام العناصر الكونية : الندى ، الموت ، الرمال ، مما يجعل المخاطب في حالة من السموق الوجودي .
وهذا ما يجعل الخطاب ينظر لأحوال البشر ، ولكن أرى أن المخاطب الرجل يمكن أن يكون شاعرا أو أديبا ، فالخطاب في النص يتناول حالات من التجلي الشعري ، وسلوك المثقف ، حيث تقولين :
تسكب عرييك في جحيم اللغة

ما كتبت عيناك.........

وما صلت شفتاك........

لآلهة ومحاربين ينتظرون القيامة والطين

لأنثى أنهكها العطش.........

أيّها الأعمى الجاثي في كف الطفولة

يقتلك اليأس .........الموسيقى........الصباح.........التأويل

هنا نجد :
رؤية الشاعرة لسلوك الشاعر / المثقف / الإنسان ، الذي يحيا مع اللغة والتأويل والموسيقى ، والكتابة ، وهي سلوك المثقف ، والأنثى حاضرة في وعيه ، ولكنها أنثى منهكة متعبة ، وجاء الوصف بالأعمى دقيقا للغاية ، حيث ترى الذات الشاعرة أن هذا المثقف يتخبط في حياته ، رغم كل دعاوي الثقافة والفكر التي يعيشها .
ومن هنا :
فإن الإدانة جاءت واضحة من الشاعرة إلى المثقف ، فهذه السلوكيات قاتلة ، حيث تقولين :
أيّها الذئب الذي يلون الغابة بالليل

سيقتلك الحبر في حنجرتك

وحفلات الجنائز..........

ستقتلك الصومعة والعذراء التي تختصر فيك

صوفية العشق.........

لم تصبح الكلمات الشعرية مجرد منجاة للشاعر ، فقد أضحت مقتلة له ، مهلكة في حياته ، وما أجمل التعبيرات الشعرية المستخدمة : الحبر في الحنجرة ، حفلات الجنائز ... ، وهي تعبر عن المقدرة الشعرية العالية لديك .
إننا أمام قدرة نصية بارعة على صياغة الصورة ، والتعبير بالرمز ، وتوظيف الاسطورة ، وإن كانت هناك مبالغة في المضاف والمضاف إليه ، في تكوين الصورة ، ولا أرى داعيا للنقاط بين الأسطر والأفضل تركها دون نقاط ، إمعانا في الفضاء النصي ، فالنقاط تعني : كلمات محذوفة ، وهي هنا غير موظفة .
ولنعد للنص :
وأنت تحمل طعم الحصى في الرّيح

وطفلا سجنه غبار المدن التي تركتها العصافير

أعبرالآن......اقتفي أثري

لم يكن موتنا في الحسبان والآلهة تقلب دفاتر العشاق والجبال

وزرقة اللسان في آوان الشهادتين...........

اغسل غموضك بصابونة المعجزات

وأقتفي أثري.........ذاهب للباب الذي يجمع الدّم والمطر في مضيق

أرضين.........

فالتعبير مكثف ، والسرد الشعري يعتمد على كثافة من التعبيرات الاستعارية ، ومنها :
( وطفلا سجنه غبار المدن التي تركتها العصافير )
صورة غاية في الروعة ، تنقلنا لعالم البراءة المتولد من إيحاء الطفولة والعصافير ، ولكنها براءة مسجونة في المدن المهجورة ، وتأتي دلالة الغبار واضحة في كونها متضادة للبراءة ، ودالة على السجانين .
أتحفظ قليلا على تعبير اغسل غموضك بصابونة المعجزات )
فلفظة صابونة ، غير موظفة هنا ، وتقترب من النثرية ، والتعبير اغسل كله في حاجة لإعادة نظر ، بسبب نثريته واقترابه من القاموس اليومي السهل ، رغم أنه يحلق في أجواء الأسطورة والمعجزة .
تحياتي إليك
د. مصطفى عطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى بوترعة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: دراسات وآراء في النقد الأدبي-
انتقل الى: