السمت
قابلتُ السمت
وتبسمت
ذكرني بالأمس الفائتِ واليوم
وفوق الظل ِرسمت
صوراً كانت في ذاكرتي
ذكرني بالشعر ِ الأشيب
فتوهمت
وندمتُ
لأني لم أجرؤ أن اضحك
وطويت اليوم
وتبسمت
ذكرني بالطيفِ وألوان الطيف
وبأني أصبحت النصف
فخجلت وتواريت
ذكرني بالورق ِالناضرِ فوق الشجرِ الهفهاف
وكيف جمعتُ الأصداف
وعرفت الغيب
وعبست ,وتوليت
ذكرني بالرب
فتماديت, وعصيت
وطفقت أقلبُ في الكلمات
بالحرف الناتئ من حلقي صليت
ورضيت ثم نسيت
ذكرني بالخوف
فنويت
أن أجمع حول ضفافي
شجر الأحلام
أن أصبغ وجهي بالأوهام
أن أدعك مصباحي بالزيت
وعرفت ووعيت
ذكرني بالرعشات
بالروح الساكن في الغابات
بروائح زهرات
لم تبلغ حد الأنف
فتذأبت
وعويت
ذكرني بالموت
بالموت الرابض خلف جدار الدار
لينهار على
فتراجعت
وتروّيت
ذكرني بالصمت
فتوسلت
"صوت صارخ في البرية"
أنساني الصمت
وتهت
لئلا أعلم من علمي شيئا
وتواسيت
ذكرني بالحب
بالحب ِالنابت فى صحراء القلب
بالماء الجاري فى بيداء العقل
بالشجر المورق فى تجويف الصدر
فأحببت
وتساميت
ذكرني بالحلم
بالأمل الناصع بعد الغد
بالرؤيا المانحة الخير
بالنور النافذ فى دهليز النفس
فتناجيت
وتفانيت
ذكرني بالنار
وجدار لم ينهار
وشجيرات رويت من ذى قبل
ذكرني بالأمطار
وأنا انهار
فارعويت وانحنيت
ذكرني بالناي وبالأنغام
بالماء الساقط من قمم الثلج
وأنا ارتج
من هذا الوهج
فحزنت
وتأسيت
ذكرنى بالرهق البارز فى العينين
بالحزن الساكن فى الوجه
بضجيج يقلق أذنيّ
فسمعت ووعيت
ذكرنى بالأمس وباليوم وبالغد
لكنى لم أحتد
لم أسقط فى لجة هذا البحر ولم أحتد
ونهيت وغويت
ذكرنى بالنهر وبالبحر
وكيف أرتد لجوف النبع
وجف النبعُ
انسرب الماء لقاع الأرض
فشربت
وارتويت
ذكرنى بالصوت
وبأغنية الموت
بالعتمة فى الأشياء
بالصبح وبالإمساء
فتراميت
ورقيت
ذكرني بالشمس
واللسع الحارق عند اللمس
والضوء الباغت للحس
فزويت
وهدمت ثم بنيت
ذكرني بالأفق
وبالبصر الممتد لخلف الغيب
لخلف الغيب
فزويت
وانزويت
ذكرني بالعشق
بفيض الإحساس الغامر للنفس
بنبض المخلوقات ذوات الحس
فهمست
وبكيت
ذكرني باللذة
وبتجربتي الفظة
وفرار الروح من التجويف
لعالم ِلا مسكون
وهويت
ثم هويت
ذكرني
بتردي النفس على صخرات المجهول
بكيف وأين
بنفوق الروح على درجات المادة
فنظرت
وتهاويت
ذكرني بالكان وما سيكون
وما هو كائن
بسفائن
مرت فى جفن العين
بنوارس
حطت فوق الكتف الموهون
بالمطر اللافح للوجه
بالريح الظمأى للثغر
ذكرني بالنهر وبالبحر.....
فعدت وتبسمت
ثم مضيت.