فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة * عمى فاروق والشمسيه

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسان دهشان

حسان دهشان


عدد الرسائل : 444
العمر : 59
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالجمعة 04 يوليو 2008, 3:46 pm

عمى فاروق والشمسية

أجلس على حافة الشرفة في الدور الارضى لبيتنا أراقب البنت حسنه وهى تلعب في التراب وفخذها العاري منحط على التراب في رخاوة لا أعرف لما أحب النظر إليه. أمي لا تسمح لي بالعب في التراب خاصة أنها قد أعطتنى دشا مبكرا على غير العادة ومشطت شعري وفرقته من الجنب .لم أتخلص من فرق الجنب إلا في السابعة عشر من عمري.أعدت شعري إلى الخلف إيذانا بأني رجل ولى مكينة حلاقه خاصة بدلا من سرقة ماكينة أبى ألمقدسه.

أجلس على حافة الشرفة . ظهري. لأمي بجسدها الضخم الذي أراه بدون أن ألتفت إليها. صوتها يملئ أذني فأشعر البهجة والثقة تملؤني .أسمع صوت عمى بسنينه التسعة عشر باهتا مترددا يقول كلمة واحدة يكررها لا يقول غيرها .حاضر ..حاضر ...حاضر بينما تقول أمي: أوعى يفلت من إيدك العربيات مليه الشارع ..تروح على مركز التطعيم تطعمه وتيجى على طول أوعى تخده وتعدى على أمك .أحسن حفضل قلقانه و مش حطمن إلا لما تيجو . خد ربع جنيه اهوه تجيبلك علبه كيلوبترا أنا عارفه انك بتشرب سجاير ومش حقول لأخوك متخفش .بس وحياة عنيك تحافظ على سان. يالا ياسان علشان تروح مع عمك.

كان لابد أن ألتفت ,لعمى و على سور الشرفة ولد مؤدب يسمع الكلام ولا يمارس شقاوته إلا في الخفاء.نزلت وسلمت أمي يدي لعمى و دست في يدي الأخرى شمسيتي الصغيرة الملونة بالأزرق واللبني وعليها مراكب صغيره تبحر في البحر.كنت سعيدا بالشمسية التي لا يسمح لي باللعب بها ولتلمسها يدي حينما نذهب لنستقبل خالي في المطار وهو عائد من الكويت والشمسية لم يشتريها لي أبى بل خالي محمود لذا تحرص أمي عليها كما تحرص على كل ما يأتي به خالي محمود من الكويت .

ضغط عمى على يدي بقوة حاولت الرد عليها بقوة مضادة لم تفلح أمام كفه الكبيرة. صرخت بيدوس على إيدى وبيوجعنى يا ماما . تغير صوت أمي ليحمل تهديدا واضحا مستمد من سلطان أبى على أخوته الصغار قالت كلمة واحده فاروق عند حرف الواو ارتخت يد عمى تماما .كنت فرحا بإنتصارى وكان عمى يثأثئ محاولا التبرير .

الشمس تستطع بجنون والوجوه لزجة بعرق يوليو السخيف و أنا أرفع شمسيتي الصغيرة والتي صنعت ضوء أزرق أراه على قميصي الأبيض النظيف والذي تخرج منه رائحة معطره تشعرني بسعادة العزلة عن العالم الساخن من حولي.

انعطف الطريق وغبنا عن عيون أمي المتابعة من الشرفة .هوى كف عمى على قفاي أرتج جسدي كله واختل توازني وكدت أسقط نظرت إلى عمى بعيون دامعة أرسل سؤالا واضحا على وجهي المر تعب (لماذا) أجابتني نظرة البغض وملامح وجه عمى المنقبضة و صوته الجاف الخشن اعدل الشمسية يا ابن الكلب الشمس دخلالك. لم تكن هناك أي شمس تلمسني لكن إنه عمى ولابد أنني أخطأت لهذا ضربني . غيرت وضع الشمسية . لسعة قويه هوت مرة أخرى على قفاي أعدل الشمسية يا أبن الكلب يا حمار. كانت الدموع تصنع بقعا للبلل على قميصي الأبيض وكنت أبكى بصمت أعرف أن لا سلطان لإحد عليه في هذا الشارع الغريب والذي لو تركنى فيه فسأضيع ولن أعود إلى أمي وأبى وبيتا البارد في هذه الحرارة الخانقة .مرتعبا كنت أن يتركني في الشارع الغريب المشمس والوجوه الغريبة الغارقة في العرق والمخيفة . عدلت وضع الشمسية ألاف المرات. ورفسني عمى مرة فسقطت على الأرض وأتسخ قميصى بالتراب وأصبح به بقع طينية من اختلاط الدموع بالتراب . لم أبك حينما أعطتني الممرضة الحقنة خوفا من أن يضربني عمى. ولم يخدعني أن صوته كان رقيقا لينا وهو يكلم الممرضة ذات العيون السوداء والتي يعلو جفونها كحل أسود جميل. فأنا أعرف أن صوته سترتد خشونته بمجرد أن نترك الممرضة. لم أستجب لمداعبات الممرضة خوفا أن يغار منى لأنها تكلمني بلطف ولا تبتسم لاستظرافه اللزج الخجول.

في طريق العودة قال لي عمى أوعى تتوه منى أحسن الناس يخدوك ويعملوا فيك حاجات وحشه زى اللي ظبطوا الواد عجوه صبى الميكانيكي بيعملها لشريف إبن طنط إعتدال .الرعب مضاعفا تخايلني الصور المخيفة لحالي لو تهت. اشترى عمى علبة سجائر وأخذ الشمسية منى ورفعها فوق رأسه . يد فيها الشمسية ويده الأخرى فيها السيجارة وأنا أكافح لأبقى قريبا منه خوفا من الضياع . بدأ عمى يسرع الخطى وأنا أكافح للحاق بساقيه الطويلتين .أسرع فيزيد من سرعته حتى أنه بدأ يجرى وأنا أجرى خلفه مذعورا مرتعبا .

عندما أصبحت الشوارع مألوفة عرفت أنني اقتربت من البيت. توقف عمى و التفت لي أعطاني الشمسية وأصر على أن يشترى كوز ذره مشوي الذي أحبه فى مقابل أن لا أخبر أمي وأبى أنه ضربني . لم أكن مهتما بكوز ألذره كل ما يهمنى العودة إلى البيت إلى أمي وأبى .لهذا لم أبالى عندما غير رأيه وأسترد منى كوز الذرة وأعطاني قطعة صغيره تظاهرت بأكلها بشرهة حتى يعرف أن اتفاقنا ساري المفعول.

حينما لمحت بيتنا من بعيد جريت نحوه. حتى قبل أن أتيقن من وجود أمي في الشرفة. حاول عمى اللحاق بى ولكن انطلقت بكل قوتي . حينما وصلت لأمي قذفت بقطعة الذرة في وجه عمى وقذفته بشمسية خالي وقلت له (إنت اللي ابن كلب وستين أبن كلب كمان وحقول لبابا إنك ضربتني وإنك بتشرب سجاير كمان .

الآن أصبحت في الثانية والأربعين. سبع وثلاثون عاما مرت ولا زلت أكره عمى والذرة المشوية وكل أنواع الشماسي.
حسان دهشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالجمعة 04 يوليو 2008, 6:49 pm

القاص حسان دهشان
كم هي صلبة قسوة أزمنة الطفولة، حينما نرتطم كالفراشات بجسم عالمنا الثقيل، ذكريات محفورة كخيوط الوشم التي لا تزول، مسرودة بسلاسة الانتماء إلى هذه الأيام، وبعاطفة الانحياز إلى هذا الطفل الذي نظن أننا كنا - ذات يوم قديم - هو، غير أنه يفاجئنا من حين لآخر بأنه لا يزال يحيا بداخلنا.
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جيهان عبد العزيز

جيهان عبد العزيز


عدد الرسائل : 10
العمر : 48
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 20/05/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالجمعة 04 يوليو 2008, 9:06 pm

القاص المبدع " حسان دهشان"
تحياتي لتلك الذاكرة الحية
ولرصد لحظات التمرد الأولى حتى لو كانت مجرد تغيير طريقة تمشيط الشعر
ذاكرة حية تعد نبع لا ينضب للإبداع
أعترف أنني تورطت منذ الآن
لمتابعة إبداعاتك القادمة
واسمح لي بالاستطراد أكثر حول تلك الشخصيات التي رسمتها ببراعة
تحديدا شخصية العم / المراهق
تلك الشخصية المعبرة عن طبقة سائدة في المجتمع المصري
الطبقة المتوسطة تحديدا بكل تناقضاتها
ما الذي يدفع هذا العم / الطفل إلى ارتكاب أفعال القهر مع الطفل الصغير ابن أخيه
هو القهر نفسه الذي يخضع له هو ، من الأخ الأكبر ، ومن زوجة الأخ المتسلطة
فيكون تمرده ورد ه على هذا القهر بتوجيهه نحو الآخر الأضعف
ليس شريرا هذا العم
لكنه ضعيف
والضعف يولد الكراهية والقسوة والسخط
والكثير من أمراض طبقة مسحوقة ، توجه سخطها وقسوتها نحو الأقرب والأضعف بلا رحمة
هذا ما أشرت له ببراعة في نصك
مع رسم رتوش أخرى تعبر عن تلك الطبقة
الشمسية " الكنز " ومصدر التباهي لأنها من الخال المقيم في الكويت
المنع من اللعب والمرح (خوفا على اتساخ الملابس )
ماكينة حلاقة الأب المقدسة
........... إلخ

تحياتي مرة أخرى
جيهان عبد العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسان دهشان

حسان دهشان


عدد الرسائل : 444
العمر : 59
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالسبت 05 يوليو 2008, 4:30 pm

الواد الصغير اللى إسمه سان بيمد ايده بالشكر للواد الصغير اللى اسمه عصام و بيقوله انت جميل ياعصام ياخويا ربنا يزيدك جمال على جمالك
عميق الموده
ســان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسان دهشان

حسان دهشان


عدد الرسائل : 444
العمر : 59
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالسبت 05 يوليو 2008, 4:33 pm

الف وردة أضعها تحت قدم سيدتى و خجلى من تقديرك لى .أرجو أن أستحق ما قلت .
عميق الموده
سان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رامي نور
مشرف قسم نصوص أدبية



عدد الرسائل : 265
العمر : 46
الجنسية : سوري
تاريخ التسجيل : 13/06/2008

قصة * عمى فاروق والشمسيه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة * عمى فاروق والشمسيه   قصة * عمى فاروق والشمسيه I_icon_minitimeالأحد 06 يوليو 2008, 11:50 pm

الان معي صبية على المسنجر أرسلت لها قصتين كتبتهما أنت
ويبدو أنها ستعلن بعد قليل حبها لي هههههههههههههه بعدها أعطيتها الرابط لتقرأك وتقرأ تعليقي هذا.
انت مدهش يارجل أقسم بالغيوم التي تمطر فوق حقل الذرا أني سأغتالك أنت وشكري بو ترعة
محبتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة * عمى فاروق والشمسيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: