عدد الرسائل : 33 العمر : 58 الجنسية : مغربية تاريخ التسجيل : 07/07/2008
موضوع: ألووو....حبيبي الخميس 10 يوليو 2008, 4:53 pm
الووو.. حبيبي الووو...حياتي الووو..نور عيني هذه هي كلماته الجميلة الساحرة التي يبدأ بها حواره الهاتفي معي دائما..و يعقبها بضحكة هي السحر بذاته..يعرف اني أعشق ضحكته..أهيم بها..فيطلقها رنانة بسخاء..ضحكته تتغلغل داخل وجداني..تسري في أوصالي كما يسري المخدر في العروق ..ضحكته عالم من الجمال و الرونق و البهاء..كم يسعده اعترافي أني ادمنت ضحكته كما يدمن العابد التسبيح لكنه في هذه المرة لم يضحك..بل سمعت نحيبه الذي لم يحاول ان يخفيه..هذه المرة انا من حاول ان يضحك.. ضحكة كنت متيقنة انها لن تفي بالغرض الذي اردته لها.......ا و لنعد الى الوراء أسبوعا..كانت الحياة قبل هذا الاسبوع ماضية بي في سلام و وئام و حب و امن و أمان..حبيب كأنه البلسم ..كانه النسيم..جمع كل ما يمكن أن يشتمل عليه بشر من بني الانسان..حبيب آمنته على نفسي..مكنته من روحي..سلمته مقاليد كياني......لم يكن يحز في نفسي الا الفارق في السن الذي يفصل بيننا...و كان يرفض حتى مجرد التلميح لهذا الموضوع ....يراني اجمل النساء.. أكمل النساء..أعقل النساء و اكثرهن جنونا.....أغمض عينيه عن كل قريناته من بنات حواء ولم ير غيري...كنت أحسد نفسي عليه..وكم كان يغتبط عندما أصارحه بشعوري هذا ..و كانه طفل تقر له أمه انه أفضل اخوته لديها شيئ واحد كان ينغص علي صفائي كلما صعد الى ذاكرتي مع انه لم يكن يغيب عن بالي..و كم حاولت أن أصارحه به..فأعود و أشفق عليه و على نفسي فألوذ بالصمت.. و من اسبوع جاد علينا القدر بلمة لم نكن نحلم بها ..فقد نظمت وزارتنا رحلة ثقافية الى مدينة طنجة عروس الشمال..و كنت و اياه من ضمن الوفد المشارك فيها كانت فرحتنا عارمة..و كيف لا و أمامنا أسبوع بالكامل نقضيه معا..لا يفصل بيننا الا الليل حيث يلوذ كل فرد بغرفته..وكان اتفاقنا أن يبقى ما بيننا سرا حرصا على سمعتي و مكانتي بين زملائنا مرت الايام كأنها حلم جميل..كنا معا في أوقات العمل ..في أوقات الراحة و الاكل و النزهة..و حولنا الزملاء منهم من لمس حبنا ومنهم من لم يلق الى ذلك بالا...في نهاية الاسبوع نظمت الادارة المضيفة حفلا للوداع....و كان ملاكي كعادته أجمل الحاضرين اناقة ورشاقة و عذوبة..يتنقل بين الحضور كما تتنقل الفراشة بين الورود..يلفت اليه الانظار بحديثه العذب وطبعه الحلو..وسلاسته و لباقته ..و بين الفينة و الاخرى ينظر الي بعينين ضاحكتين وابتسامة خلابة..و يغمز بعينيه راسما بيديه علامة استنكار لجلوسي منزوية في ركن..اتابع ما يجري دون ان اشارك فيه على غير عادتي..ثم يتقدم نحوي ..و يقدم لي عصيرا و قطعة حلوى..و اذ يحاول دفعي للانضمام للجمع أعتذر بتعب ناتج عن عدم كفاية في النوم..فينصحني بالراحة ..و يقترح أن يبقى بجانبي..لكني أرفض بشدة و أدفعه الى الحفل ..و أقنعه أن سعادتي تكمن في مراقبته. جلوسي منعزلة كان نتيجة وخز حاد في صدري ..فبين ضلوعي قلب يسع الدنيا حبا و سلاما..لكنه يضيق عن تحمل النبض الذي يضمن لي الحياة..بين أحشائي قلب ضعيف أنهكه المرض..و كان هذا هو السر الذي أخفيه و لا أبديه رحمة به و بي..لكن مع الوقت كان الالم يشتد..و في لحظة لم أعد أطيق الاحتمال..استدرت نحوه أستنجد به لاحضار طبيب المجموعة فوجدته بين كوكبة من الشبان كأنهم النجوم و حبيبي بدر بينهم..كأنهم رياحين متفتحة في بستان..أـشفقت عليه من وهني.. من ضعفي .. فتسللت متحاملة على نفسي..و أشرت للطبيب خلسة..و هو صديق متابع لحالتي من زمان..و كنت طلبت منه الكتمان بعد فحصي لم يستطع –رغم محاولته-أن يكتم خيبة أمله ..قال لي بلوم و عتاب : ها قد وصلنا الى ما لا تحمد عقباه..ها ما قد حذرتك من حصوله منذ مدة طويلة. يا صديقي الطبيب ..حالتي ميؤوس منها و من زمان..انما أعيش اللحظات التي تجود بها علي الحياة.
بعد الحقنة وما تعودت على استهلاكه من أدوية و مهدئات..استسلمت لغفوة في انتظار سيارة الاسعاف حبيبي المسكين...كم تمنيت لو أمهلني الوجع حتى تنتهي من حفلتك.....تلفت ذات اليمين و ذات الشمال فلم يجدني. ظن أني في الحمام أستجمع ما ضاع من زينتي على عادتي..و لما طال الانتظار صعد الى غرفتي و ان أنسى لا أنسى الهلع الذي ارتسم على محياه..ولا الشحوب الذي علاه..ولا الارتعاش الذي اعتراه و صديقنا الطبيب يشرح له حالتي..حتى اني أشفقت عليه وقلت له و انا اتكلف الابتسام :سيحتار أصحاب الاسعاف من منا المريض..لكنه لم يضحك لا ولم يبتسم بل بالعكس انخرط في بكاء لم يحاول منعه. أتعرف يا أجمل هدية جادت بها عليّ السماء أن وجهك الطفولي هذا يهون علي الالم أكثر مما تهون المهدئات؟..و أن تعابيرك الملائكية هذه مفعولها يفوق مفعول المسكنات؟ كنت أغيب عن الوعي و عقلي يأبى أن يفارق صورته...يا أجمل هدية جادت بها علي السماء..اعرف أني راحلة ..ذاهبة..لكني مطمئنة أن روحك ستكون معي...سأطلب من خالقي أن يبعثني حورية من حوريات الجنان..كي أكون لك هناك بما أن القدرأبى أن يجمعنا هنا. و أنا في المستشفى بين الغياب و الحضور..بين الادوية و التحاليل..كان كلما سمح له الاطباء.. يكلمني..يهاتفني..يردد على مسامعي : ألووو..حبيبي ألووو..حياتي الووو..نور عيني
سميرة
سميرة المنصوري
عدد الرسائل : 33 العمر : 58 الجنسية : مغربية تاريخ التسجيل : 07/07/2008
موضوع: رد: ألووو....حبيبي الخميس 10 يوليو 2008, 4:58 pm
لكل من قرأ و يقرأ محاولاتي البسيطة هذه ,اقول شكرا .. لكل من نقد أعمالي البسيطة هذه ,اقول شكرا.. أنا لا أدعي أني قاصة ..ولا أدعي أني شاعرة.. أنما هي خواطر تفيض بها جوانحي ..فأحاول أن أعبر عنها...... و للحديث بقية سميرة
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
موضوع: رد: ألووو....حبيبي الجمعة 11 يوليو 2008, 5:13 am
الصديقة سميرة المنصوري مرحبا أيضا بخواطرك المعبرة عن روح رقيقة حالمة من خلال قراءتي هنا وللخاطرة السابقة بعنوان "الأمل الجديد" فكرت أن أقترح عليك استخدام تقنية "الفلاش باك" السينمائية، أي البدء من لحظة متقدمة، لحظة النهاية مثلا أو قربها ثم العودة بالسرد إلى ماضي العلاقة. عادة ما تكسب هذه التقنية السرد تشويقا أكثر كما أنها تكون ملائمة في سرد الأحداث المتطورة دراميا والتي تميط اللثام شيئا فشيئا عن بعض أسرارها أو غوامضها. تقديري ومودتي
رشا صابر
عدد الرسائل : 379 العمر : 42 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 04/07/2008
موضوع: رد: ألووو....حبيبي الجمعة 11 يوليو 2008, 10:33 am
قصة جميلة جدا يا سميرة ، انتي قاصة هائلة جدا
هبة اسامة مشرف قسم مبدعون تحدوا القيود
عدد الرسائل : 372 العمر : 40 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 15/08/2008
موضوع: رد: ألووو....حبيبي الخميس 02 أكتوبر 2008, 12:03 am
القصة جميلة واعجبتنى وتعجبنى كتاباتك
سميرة المنصوري
عدد الرسائل : 33 العمر : 58 الجنسية : مغربية تاريخ التسجيل : 07/07/2008
موضوع: رد: ألووو....حبيبي الخميس 02 أكتوبر 2008, 12:50 am