الصباح الجميل اغتسال بوجه القمر

الشاعر الحبيب الكبير فريد أبو سعدة
سعدت جدا بتعليقك القيم جدا ، ومداخلاتك المدهشة وهذا الحوار الودي الممتع جدا ولي فقط تعليق بسيط إن سمحت لي واعتبره تعليقا أخيرا
أولا : صفاء الإيقاع أو كثرة الزحافات والعلل داخل إيقاع البحر نقيضتان لكنهما من وجهة نظري تعبران عن حركة ما داخل إيقاع النص ، وكما قلت سيدي هي رخص معطاة للشاعر ، خاصة البحور الحداثية كبحر الخبب ، فللشاعر إذن استعمال رخصه بالوجه الذي يجده يخدم عمله على ألا يصنع بذلك نشوزا أو كسرا في الإيقاع فهنا يكون التجاوز الغير مسموح من وجهة نظري ، اما القاريء والمتلقي فطالما لديه خلفية ثقافية ولو معقولة سيعي جيدا ما يحركه الشاعر ويثيره من تحركات إيقاع قصيدته ، وخلخلة المتحركات والسواكن وما تصنعه من حراك حقيقي في إيقاع النص قد يكون متداعيا رغما عن الشاعر في لحظة توهج شعري ، أو قد يكون مقصودا لإظهار حراك قصيدته وتفاعل شكلها مع المضمون .
ثانيا : أنا لازلت أقف طويلا أمام رأيك الذي أتحفظ عليه كثيرا باختزال القصيدة التفعيلية لبحور الشعر في بحرين فقط (متقارب ، ومتدارك)، فإن كانت السمة الغالبة هي كثرة استخدام تفعيلات هذين البحرين ، إلا أن ذلك لا يعطي حكما حقيقيا ، أو رؤية واضحة للتعميم ، وكما أسلفت أنا كشاعر أكتب على معظم بحور الشعر حتى مزدوجة التفعيلة لذلك عندي قناعة ما بما أعرفه وأكتبه ، كذلك قد تمتد قناعتي أكثر لأقول أن بحور الشعر أو إن شئنا التحديد إيقاع القصيدة الصوتي مازال مفتوحا للتجديد والإثراء ، ومازال يستطيع بقوة الاشتراك مع مضمون النص في الطرح ، ولقد لاحظت في تعليقكم ما نصه (لازلت أعتقد ان الكامل ومقلوبه الرجز ، والمتقارب ومقلوبه المتدارك ) هكذا أصبح لدينا أربعة بحور وليس اثنين ، ولو شئنا لوجدنا الوافر والرمل والطويل والبسيط وغيرهم
وأشكر لك سعة صدرك
تقديري واحترامي