حوار مع المبدع محمد حسني ابراهيم

سعداء جدا أن نختار هذا الشهر المبدع محمد حسني ابراهيم بمناسة اصداره الجديد

في حوار مفتوح بين المبدع محمد حسني وبقية الأعضاء

فكونوا معنا في متابعة هذا الحوار المختلف في طريقته وأستمتعوا بمحاورة هذا المبدع المتألق

تقديري

الشاعر محمد حسني
بداية أحيي الشاعرة المبدعة ضحى بو ترعة على هذه الفكرة الجميلة جدا ، ولتسمح لي أن أبدأ بإلقاء أول الأسئلة عليكم وسوف أعود إليكم مرة ثانية بأسئلة اخرى ، وسيكون سؤالي الأول عن الشاعر محمد حسني نشأته وبداياته الشعرية ومتى كتب أول قصيدة وماذا كانت فرحته ونظرته إليها ولو يتذكر مقطوعة منها ليتلوها علينا الآن ؟

بداية انا فوجئت مثلكم تماما بهذا الاختيار الذى لا املك امامه الا ان اشكركم جميعا وارجو ان اكون مستحقا لوقتكم الثمين كما انتم استحقيتم عن جداره حبى فانا اشعر ان هذا المنتدى له شكل الاسره دون سائر المنتديات ماعلينا
انا نشئت بالفيوم وميلادى بها ايضا وتعلمت من بداية الكتاب وحفظ القرآن الكريم فى مسجد قايتباى
بحى المطافى وكان الشيخ يدعى عبد الوهاب له ملامح الطيبه ولم يضرب اى طفل معنا كان فقط يغضب منه ولا يحدثه وكنا جميعا نجرى لمصافحته فى المجىءء والذهاب
ماعلينا
اول قصيده كانت فى الثانويه العامه وكانت زجل بتتكلم عن الاذاعه المدرسيه وكنت بمدرسة صلاح سالم الثانويه واذكر ان المدير كان الاستاذ صلاح عبد العاطى رحمه الله يحب ان يسمع منى الازجال قبل حديثه معنا وكان يلتقينا يوم الاربعاءء من كل اسبوع اسوة بحديث الراحل الكبير د طه حسين حديث الاربعاء فى الاذاعه فقام بعمل حديثه معنا يوم الاربعاء من كل اسبوع واذكر ان اول قصيده كانت
عن أزمة العيش لكنها أزمه مختلفه تماما عن ازمة اليومين دول
فقلت على ما اذكر وكنت فى اولى ثانوى او تانيه الله اعلم
هو الحب ياناس جود مورننج بنجووور
اروح الطابونه ياناس يقولولى بالطابور
وكنت دايما احاول ان اقص القصايد من الجرايد المختلفه واكتب عليها بنفس الوزن ولكن على موضوع داخل المدرسه وكان كل هذا عام 19980م
ماعلينا

اهلا بك يا محمد في كرسي الاعتراف

الأسئلة

محمد الشاعر؟

الوطن؟

الحرية؟

الجنون؟

الحب؟

القصيدة؟

مصر؟

محمد حسنى إبراهيم وامى اسمها خيريه السيد شحاته وهى اللى علمتنى الشعر والحنيه
وازاى اعدى على الناس بالطيابه وحبهم جوايا من غير اى ذنب

الوطن
هو الامان لاى حد وممكن يكون الوطن قصيده او حب او حتى فكرة صغيره جوه الدماغ ممكن بتكبر
يوم بعد يوم ويطلع لها ايدين ورجلين ونيجى نسألها عن اسمها تقول انا الوطن

الحريه
اهم من الاكل والشرب

الجنون
هو لحظة العقل الوحيده اللى بنعيشها

الحب

اهم من الحب انى اعرف معنى الحب واتمسك بيه

القصيده

طعم جميل قوى بيتغير حسب موسم القصيده وفترة كتابتها

مصر

الصبيه والأمل والجوع

في ديوانيك الأولين مواسم للعطش والجوع ، وعرايس النيل ، وديوانك الثالث أول خطاوي العشق موت يظهر جليا تأثرك البالغ بالتراث الصوفي أعلاما وشعرا وفلسفة
فما جذور هذا التأثر ؟ وما فلسفتك في ذلك؟

الصوفيه مثلها مثل أى شىء جميل يجربه الانسان لأول مره لابد له ان يتمسك بها فتره طويله
ويحن بين الاوقات بالرجوع لها لانها شىء لايخضع لتعريف معين سوا انها وجدان بكل معنى الكلمه
وقد شدنى لها سكنى وميلادى بقرب مسجد سيدى على الروبى وكنت اخرج وانا صغير فى المولد لكى استمع الى المنشدين وكان يبهرنى من يتمايل وهو مغمض العينين ويوشك ان يقع لكنه اكثر رسوخا من النابهه واحضرت بعض الكتب وقرأت مثل دقائق الاشارات فى تفسير العبارات للامام القشيرى وبعض اشعار لسيدى عمر بن الفارض فكأن مس من الجن مر بى فكنت كلما قرأت ابكى
وانا لا استطيع ان اصف الشعور نفسه لكنه اجمل من شعور الكتابه ذاتها ان تسبح فى هذا الجو
الروحانى الذى يفعل بالروح كما تفعل النار بالذهب وجدتنى مبهورا به حتى فى الاذكار العاميه وجدتها
تخلق جو ما شبيه الى حد كبير بالدروشه وعدم احساسك حتى بنفسك وانت داخله رغم ان بعض الكلمات كانت بها عبث كثير لكنه موغل فى الاحساس مثلا اذكر
عيان ودخل العياده يلقى الطبيب عيان
على ما خرج من باب العياده شاف التمرجى راخر عيان
عيان وفتح العياده يكشف على عيان
وكل داء له دوا الا داء المبالى الوان
ايضا كنت اجد بعض الحكم داخل الكلمات وحكم ممزوجه بسخريه موجعه مثل
قبل ما احب النبى انا كنت بدرى انام
وكنت اعبى بطنى يوماتى من حلال وحرام
لما امرلى السعاده الواحد الحماد
امرنى اصلى العشا صليت ونمت تمام
انا سمعت مكالمه تليفونيه ماعرفتش رقمها كام
قلت الو مين ؟
ردت قالتلى انا هيام
الخ

كنت اجدنى مندهش تاره وتاره اخرى اجدها لغه بسيطه لكنه ذات ابعاد اخرى وحاولت ان ادخل
الكتابه بنفس الشكل والحاله ولم استطع الا كتابة قصيده واحده بعنوان فتحة باب

أستاذ محمد من أنت؟

انا محمد حسنى ابراهيم شاعر عاميه مصرى وابو نورهان ومحاسب ببنك القاهرة ومقيم فى الفيوم
بس كل اللى عارفه او اللى قالوا لى عليه لحد دلوقت

هناك جدال حاد حول قصيدة النثر مارأي محمد حسني في قصيدة النثر

ماهو مستقبلها؟

مودتي

قصيدة النثر هى احاسيس حيه وهى ملاذ آمن لكى نعبر بها عن تلك الاحاسيس
وهى لم تنتهى بعد الى شكل نهائى نستطيع من خلاله ان نقيم منجز قصيدة النثر
لكنها قادمه وبقوة وانا مع قصيدة النثر فى جانب وهو اذا كان كاتبها مر بالكتابه التقليديه
السابقه لها اى القالب العامودى والتفعيلى انتهاء بالحر
وهى اشكال لابد للشاعر ان يتقنها ولا يكتب النثر استسهال لكن يكون كتابته لقصيدة النثر نابعه من التجربه ذاتها
وضد من يبدأ مشواره الشعرى بالكتابه النثريه مباشرة
وقد تتضح معالمها سواء كان بالفصحى او بالعاميه ولا نلهث وراء المصطلحات المترجمه
وغالبا ماتترجم خطأ لابد ايضا ان نبتكر لنا مصطلحنا المناسب لقوميتنا العربيه
التى هى السمه الاساسيه لنا وهى لغتنا ايضا
وانا اعتقد ان المستقبل اصبح لقصيدة النثر

ما مشروع الشاعر محمد حسني إبراهيم الإبداعي القادم؟

احلم ان اكتب القصيده الرقميه
بس مش عارف ازاى
واحلم ان اكتب الشات شعرا واقيم تلك الحياة الافتراضيه فى كتاب

ما حظ المسرح الشعري ، أو الشعر الحواري عند الشاعر محمد حسني إبراهيم؟

صباحك ضوء أيها الشاعر الجميل
مبهج أن أبدأ يومي بسؤالين لك أنت من تمتلك مخزونا أصيلا ومعتقا من خفة الدم التي يمكنها أن تنتزع ابتسامة من شفاه ميت..من الحزن
وعليه أسألك عن السخرية، في ديوانيك السابقين غلف أشعارك شعور طاغ بالحزن والفقد، أتذكر مثلا "وردة عياط" من ديوان مواسم من العطش والجوع، ما مبعث هذا الحزن وأين كانت السخرية وقتها، وكيف بدوت في ديوانك الأخير أقل وفاء للحزن وأقرب من روح السخرية والضحك؟
سؤالي الثاني عن علاقتك بالإيديولوجيا، يتراءى لي أنك تحرص على أن تبدو مبرأ تماما إيديولوجيا مع أن بدايتك اقترنت بالإعجاب بالشاعر اليساري أحمد فؤاد نجم إعجابا وصل حد التقليد لدرجة أنك اشتهرت باسم "عادل نجم". ما معنى هذا التحول - إن كان ثمة تحول - لديك؟ وما هو فهمك في هذا السياق لاستقلالية الشاعر ولدور المثقف؟.
مودتي

.
.

وردة وودّ لكليكما ،
ضحى ومحمد.

/

الشاعر الجميل محمد ،
هل وصلت الى هدفك .. ام زال الطريق طويلا ؟!

اختى العزيزه لبنى
تحية تقدير لك وامتنان
اما بخصوص الهدف انا لم اتعلم بعد او بالاحرى لم اصل بعد الى الطريق المؤدى للهدف
انا مقتنع بذلك ليس تواضعا
ولن اصل الا بامرين احلاهما مر
الموت
او التوقف عن الابداع
ولسه بنتعلم من بعض ونعلم بعض ونحس بقضايا بعض
يبقى لسه فينا النبض

أستاذنا محمد حسني كيف ترى المشهد الثقافي المصري الآن بشكل عام ؟ وشعر العامية بوجه خاص باعتبارك من كبار شعراء العامية المصريين حاليا؟

اخى الحبيب عصام صباحك فل وعسل ايها المشاكس بحب كذلك المثقف الواعى
اشكر حضورك واسئلتك العميقه
بداية بالعقيده انا كنت احب شعر احمد نجم ولا اتفاعل مع عقيدته اليساريه وكنت اقرأ كتاب الاهالى باستمرار وحريص على آدب ونقد وحضور الاحتفالات الناصريه ايام جريدة مصر الفتاه وتعرفت فيها بمصطفى بكرى ومجدى شندى وعماد الدين حسين ونشرت بها تذكرة سفر لابن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فى احداث قضيه مصر والى الان مقتنع تماما ان الفكر الناصرى واليسارى فكر
يستحق ان يعتنقه الانسان الواعى بحق لكن انا كما كنت دوما اقول لك فى حواراتنا الخاصه انا شاعر
يجب ان اكون حرا وغير مقيد ولا احسب على جهة بعينها الا على اعتقادى الفكرى وحدى الذى يتشكل بكل تلك الافكار التى تتشاكل وتتباين كذلك لم انضم لحزب ما فى حياتى مع انى مارست نشاطى داخل احزاب متعدده منها الوطنى والوفد والتجمع والامه وقد اصدرت مرتين او ثلاث الصفحه الادبيه لجريدة وفد الفيوم اثناء سفر صديقى الراحل محمد عبد المعطى وعملنا سويا فى جريدة الفيوم التى كان يصدرها الحزب الوطنى
المهم انى مقتنع عن حق بكل ماقمت به ولم اعطى الفرصه لتيار بعينه ان يجتذبنى بل كنت فى جميع التيارات الفكريه اسبح ولكن بفكرى الصغير المقنع لى وحدى

بخصوص الحزن
من منا لم يكن ولايزال له حزنه الخالص المصفى من شوائب الفرح
انت لو قرأت الديوان الأخير ستجدنى أكثر حزنا لكن اختلاف الحزن باختلاف الافكار وزيادة التجارب والخبره وممارسة الحزن نفسه يغير مابذواتنا لكى نصبح نحن كما نحن وانا احاول ان اجد معادل ما
يجعلنى ابتسم فقط بمرارة لكى لا اكون سببا لشخص يحزن لى
وانا صاحب الناى مااسبش الناى ينوح لى
كما قال عمنا الكبير فؤاد حداد
واشكرك شكر عميق عشان كل اللى فاااااااااااااااات

أيضا تجربتك في ديوانك الأخير المكان جواك محاصر ، أراها من وجهة نظر خاصة جدا ليست تهيئة لمتلقيك لقراءة قصيدة محمد حسني النثرية بقدر ما هي تجريب فقط في الشكل بدون تطرق للموضوع ، فقد بقى محمد حسني كما هو ببساطته وقصيدته القائمة على الزخم الشعوري والإدهاش الصوري ، والبناء النسقي المتحرك المفعم بالحياة النابضة
هل هذا فقط ما قصدته . مجرد تجريب في الشكل ؟ أم أن بعض قصائد الديوان إرهاصة لتجربة نثرية تعد نقلة جديدة في مسيرتك الشعرية؟

اخى الحبيب د محمد لك كل الحب والاحترام على تفاعلك الدائم ادامه الله

المشهد الشعرى بمصر على صعيد اللهجه العاميه هو متوتر ولا يستقر ابدا نفس مايحدث للمشهد الشعرى العام الفصيح والعامى فنجد كثيرا ممن كتبوا قصيدة النثر تراجعوا عن كتابتها وعادو ا بشكل باهت الى قصيده التفعيله بل عادوا صوره باهته من عمنا فؤاد حداد
انظر ديوان شومان الاخير أخلص لبحرك
كذلك بعض الشعراء الذين يستغلوا اماكنهم الوظيفيه فى نشر ابداعاتهم فى مكتبة الاسره او سلاسل الهيئه وانت تعلمهم تماما وان حبيت اقولهم بالاسم ماعنديش اى مانع
يبقى انهم اى الذين يدعوا ريادتهم لقصيدة النثر افلسوا واصبحوا بلا اى هامش ابداعى لان الراحل الكبير والجميل مجدى الجابرى كان قد تركهم ورحل فوجدوا نفسهم مفلسين تماما
وقد تحول المشهد الشعرى برمته الى مشهد هزيل يصلح لكى تقام عليه ملهاة او يخرج لنا بين الحين والاخر من هم يجيدوا الالعاب بانواعها
ويبقى الابداع الجيد فى اقاليم مصر المختلفه وهو المشهد الحقيقى لمبدعين حقيقين لم يلوثوا باى نوع من انواع اللعب وتبقى قصيدتهم بكرا
ومنهم الكثير
انت عايز ايه بالظبط
لازم تفكرنا

أيضا من خلال نشاطك المكثف على شبكة النت
كيف ترى الأدب على شبكة النت؟ بالمواقع الثقافية والمنتديات ؟
وهل شبكة النت تحقق رواجا جماهيريا يفوق المطبوعات الورقية؟
وما أضافت شبكة النت لشاعرنا من تجارب اجتماعية وأدبية .

أيضا
أستاذنا محمد حسني حضر العديد والعديد من المؤتمرات الأدبية ، وتولى الأمانة العامة لأكثر من مؤتمر ، وتم تكريمه أكثر من مرة ، ومنحت قصائده كثيرا من الجوائز والاحتفاءات
من وسط كل هذا نأمل ان تعطينا أصول تجربتك التفاعلية مع الواقع الثقافي الذي استطعت ـ رغم تلوثه ـ أن تحفر لك مكانة كبيرة بين شعراء جيلك

يادكتور بالراحه
هارد على ايه ولا ايه

النت اضاف اضافه كبيره لكل المبدعين ومن يقل عكس ذلك فهو كاذب
النت اضاف حتى لمن رحلوا عن دنيانا وجعل اعمالهم سهله بين ايادى الناس
واللغه الجديده الكيبورديه كما اطلقوا عليها تستحق الوقوف والتفاعل معها لكى نصل لمن يكتبوا بها
واهم شىء هو معرفة مايسمى بالحياة الافتراضيه التى خلقها النت وجعل كل منا حرا فى كل مايقوم بعمله اما المقارنه بينها وبين المطبوع الورقى فهو ظلم كبير للكتاب لان الكتاب يحمل مايسمى بالعاطفه المتبادله بينك وبينه وتتصفحه فتجد حرفا مكتوبا وقلبا يجمع بين حرفين فتفتكر على طول الوقت والتاريخ ويمكن كمان تسرح وتجيب اللى كانت معاك وقت ماكتبت الحرفين وهى راحت وبسرعه عشان ماحدش يشوفها فى المدرج رسمت القلب بلون احمر وفتحت عليه شريان للحياه كل ده مش موجود فى النت
وقارىء الكتاب غير متصفح النت شكلا وموضوعا

اما بخصوص تجربتى انا لا استطيع ان احكى عنها لانى داخلها ويجب ان يكون الحكى عن تجربة كل مبدع من الخارج اى مايحيطون به اما ان كنت تقصد تجربتى بالواقع نفسه فقد عانيت كثيرا انا وعبد المعطى بداية من اتهامى بانى من الامن نظرا لان والدى كان يعمل بامن الدوله ونهاية بعدم التعقيب على قصائدنا وكان هذا فى الفيوم
وقد ذهبنا الى القاهره فى رحابة د يسرى العزب وضيافة الراحل الكبير محسن الخياط وتعلمنا منهم كذلك الرائع والنبيل الروائى محمد جبريل الذى ضمنا لصالون جريدة المساء الادبى وكان يحبنا ولا زال
حبا لم اجده فى كثيرا من الناس

الشاعر محمد حسني إبراهيم :
ما تقديرك للواقع الأدبي الحالي ، بالنسبة لما مضي ، وتحركاتنا كأدباء بين الأقاليم ما بين مؤتمرات وندوات وغيره ،
وهل النت أصبح يغنينا كمبدعين ويهيئ لنا سبل الانتشار الحقيقي وليس الوهمي ؟