دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: «الفاعل» وهويات حمدي أبو جليل المتعددة الإثنين 14 يوليو 2008, 12:25 am | |
| هذه قراءة لرواية «الفاعل» للقاص الفيومي حمدي أبو جليل الصادرة عن دار ميريت قدمت ضمن أعمال ورشة الصحافة الثقافية كتبت: دينا حشمت البديل 13/07/2008 "منذ البداية فضلت تشوين الرمل، الرمل أنظف، بمجرد أن أستحم لا يبقي أي دليل علي أني أعمل في الفاعل." "الشكاير" التي يحملها حمدي أبو جليل "طالع نازل"، "مية وأربعين مرة في اليوم"، لا بد وأن يمحو آثارها تماما. كيف يعمل في "الفاعل"، "أحقر المهن وأصعبها علي الإطلاق"، وهو الكاتب المثقّف؟ كيف يقضي نهاره ما بين دوران شبرا وميدان أحمد حلمي، منتظرا علي قهوة سالم حتي يأتي أحد "المعلمين" لاصطحابه مع عدد من "الأنفار"، وهو ابن عائلة بدوية من عزبة أبو طاحون في الفيوم؟ كيف يعيش في دنيا كلها "رمل وظلط وأسمنت وبلاط"، ثم يعود إلي القرية "ويتقمص دور المثقف؟" كيف يعيش في أوضة 4 متر في عين شمس مع أربعة من زملائه يشاركونه نفس "الشغلانة"، في حين كان جده عولة يقود في شبابه "فرقة مسلحة للخطف والنهب والثأر للقبيلة من الأعداء"؟ هذا السؤالُ الذي يطرحه حمدي أبو جليل في كتاب صُنّف علي أنه رواية، وإن بدا أقرب إلي السيرة الذاتية. فالراوي يصف مشاهد حياتية متفرّقة، لا يربطها إلا كونها محطات في حياته، بدءا من طفولته في "العزبة" ودراسته في "معهد أم حسن"، إلي اعتقاله في السجن الحربي ثم سجن بني سويف بعد اشتراكه في مظاهرة، مرورا بتجربته في جماعة "التبليغ والدعوة" التي كان "أعضاؤها النشطون الملتزمون يغلب عليهم الهدوء والسمنة من طول النوم في الجوامع". يعلن الراوي ضمنيا عن كون كتابه سيرة ذاتية عندما يتحدّث عن جده "أبو جليل الكبير". الراوي إذن هو حمدي أبو جليل نفسه، يحكي عن تاريخ عائلته وتاريخ الجماعة البدوية ككل، عن الفرسان "المهرة" الذين كانوا من "أشرس مقاومي الحملة" الفرنسية سنة 1798، عكس الرؤية السائدة التي تري البدو غير وطنيين، وعن مرارة "العلاقة المتوتّرة بين سكّان الفيوم المدينة بالبدو المنتشرين حولها". "دائما أفكر في عزبتنا (...) باعتبارها وطني الأم" يقول الراوي/الكاتب. فإذا كانت "نحن" الجمع تعبّر عن انتمائه إلي الجماعة البدوية، فـ"أنا" المفرد تدل علي هوية الكاتب المثقّف. هو يتحقّق ويجد متعته في الكتابة الروائية، التي يشاركنا صعوباتها وطرقه للالتفاف عليها، ومنها "سيجارة الحشيش" المفيدة "للتفكير في الرواية". الحشيش يساعد علي الكتابة، والكتابة تساعد علي التصالح مع النفس، فلكل هوية من هويات الراوي المتعدّدة لغتها. تمازج المستويات اللغوية و"العاميات" انعكاس لتشابك الهويات. يأتي إدخال مصطلحات "الفاعل" في قلب السرد دون تصنّع ولا تكلّف، فيفتح للقارئ دهاليزَ عالم قد لا يكون أليفا بالنسبة إليه. يعبر الراوي عن تجربته بدقّة من عاشها من الداخل لا بنظرة من سهر ليالي طوالا علي ويكيبيديا أو قام بدراسات ميدانية كي يكتسب المصطلحات الضرورية. استخدام العامية - بما فيها المفردات البدوية - أصدق تعبير عن تجربة حياتية حقيقية، لكنها أيضا تمردٌ علي أنماط اللغة السائدة وسخرية منها، خاصة عندما تخص عالم "الفاعل". وتذكرنا السخرية في "الفاعل" بأسلوب حمدي أبو جليل في روايته الأولي، "لصوص متقاعدون"، حيث رسم صورة تهكمية لمجموعة شخصيات تعيش في منشية ناصر، علي هامش القاهرة. ويفتتح عملَه الثاني مشهدُ الضحك أثناء مقابلة من أجل التوظيف في مؤسسة ثقافية عريقة: "لولا عبث هذه الضحكة كنت أصبحت مسئولا ثقافيا مرموقا." السخرية هنا موجّهة ضد المؤسسة، ولكنها موجّهة في المقام الأول ضد الكاتب نفسه، وضد طريقة تعامله مع هوياته المختلفة، خاصة مجهوده المستمر لإخفاء عمله في "الفاعل" عن عائلته البدوية وزملائه المثقّفين. وكأن سخريته من حرجه صفعة في وجه قيم ما زالت تحكم تعريف الروائيين والكتّاب لأنفسهم | |
|
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: «الفاعل» وهويات حمدي أبو جليل المتعددة الإثنين 14 يوليو 2008, 3:35 am | |
| شكرا للصديق د.محمد لنقل المقال الجميل هنا أيضا فصل من رواية "الفاعل" التي تعدت نطاق الحدث الدرامي المركب إلى دائرة التقنية السردية عالية الجودة، الفصل منشور على موقع دار ميريت التي أصدرت الرواية:
الملفات في الرأس يا صديقي
شربت السيجارة، كانت قوية، كل سيجارة أشربها أقول إنها قوية، إنها "صنف محترم"، ولكني أحس أن هذه قوية على نحو خاص، قطعة الحشيش كانت تعمل خمس سجاير مضبوطة، لو كان لدي أصدقاء لعملتها تمنية أو حتى عشرة، ولكني عملتها ثلاثة فقط، شجعت نفسي بأن هذا مفيد للتفكير في الرواية، وكل واحدة لففتها بطريقة مختلفة، وقلت أبدأ بها، دائما أحب البداية بما أظن أنه الأضعف، الأسوأ، أنا لخلل ما أعوِّل فقط على النهاية الطيبة، تنقصني فطنة قطف الشىء الأفضل أولا، إذا كان لدي كتابان أبدأ بما أظن أنه الأضعف، وإذا جلست إلى مائدة طعام أخطط لأن تكون اللقمة الأخيرة هي ما أشتهيه حقا، أنا من قوم يؤجلون "منابات " اللحم حتى الرمق الأخير من الطعام، وهذه السيجارة كانت الأضعف، كانت الثانية من حيث ترتيب اللف، لففت واحدة قبلها وواحدة بعدها، في السيجارة أشتاق للحشيش، أتلهف على قطعه الخفيفة وهي تتساقط في فم السيجارة المفتوحة بين يدي، وفي السيجارة الثانية أو الوسطى تتملكني حالة الحرص أو قل البخل، المسائل لا تأتي بسهولة، مشوار طويل حتي يختلي الواحد بنفسه ويبدأ في اللف، لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا، أما السيجارة الأخيرة فهي حشيش صافي، الحشيش الأثقل يزوغ بين الدخان حتى يسقط في فم الأخيرة، ولكن هذه السيجارة كانت كافية، تقليل كمية الدخان فكرة جيدة، كانت من النوع الذي يشعرك بالرضا عن نفسك، بأن الدنيا مازالت أمامك، تجوُّلي في الغرفة الآن هو أهم مظاهر احتفالي بالصنوف الطيبة، الأفكار تكاد تهزني هزًّا . في مثل هذه الأحوال أتخيل حياتي على هيئة دفاتر مرصوصة في رأسي، أحيانا تفتح واحدا واحدا، وأحيانا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح آخر وجه رأيته، والآن أرى منظري في شبرا، كنت في العشرين من عمرى، وكنت عائدا للتو من رحلة عمل في ليبيا، وكنت أشتغل في الفاعل وأبحث طوال الوقت عن وظيفة، وكنت أسكن في أوضة في عين شمس مع أربعة زملاء من البلد، وكنت أشتغل مع مقاول هدد، ليس هدد وإنما هدد وبناء، لا يشتغل إلا في البيوت الآيلة للسقوط، البيوت التي شُمِّعت بالشمع الأحمر وصدرت قرارات نهائية بتنكيسها هي صميم عمله، ينحي الشمع الأحمر بلطف يناسب مكانته الرسمية ويتسلل للبيت بكتيبة عمال، فريق يحفر القواعد وفريق يشق الأعمدة والحوائط، وما هي إلا أيام وتتحقق المعجزة، ويصبح البيت المهدد بالسقوط عمارة طويلة ملونة، ومعظم البيوت القديمة في شبرا ونواحيها تدين له بفضل استمرارها على قيد الحياة . وأنا كنت أعمل معه بمنتهى الجدية والإخلاص، وكان يقربني منه ويميزني عن الأنفار باعتباري حمار شغل وعيني متترفعش عن الأرض، ولحظة قيام الزلزال الذي رج القاهرة سنة 1992 كنت أحفر في باطن قاعدة تحت بيت من ثلاثة طوابق، ولكني كنت أشيع حتى للمقربين مني أنني أعمل بالصحافة، وأستغل قصصي المنشورة للتأكيد على أنني أعمل بالفعل محررا بجريدة الأحرار، كنت أحس أنها تناسب ظروفي، وأحيانا أقول أنني أواصل دراستي، وحينما يسألني أحدهم فيم تدرس كنت أرتبك وأحتار، وحينما عرفت أن هناك شيئا اسمه " معهد النقد الأدبي " أعجبني جبروت الاسم، النقد الأدبي، وبدأت أقول بزهو إني أدرس في معهد النقد الأدبي، وكنت طوال الوقت أبحث عن وظيفة، أي وظيفة، ذلك العمل المحترم الذي يبدأ في الثامنة صباحا وينتهي في الثانية مساء، وتقدمت لعشرات الوزارات والشركات والمكاتب في القاهرة كلها، ومرة تقدمت لمؤسسة ثقافية، كنت أنا وزميل من البلد، وقرأنا إعلانا عن حاجة الهيئة الموقرة لمسئول ثقافي، وزميلي قال "ورينا يا عم الأديب " . و توجهنا إليها، لم تكن بعيدة، مقر لجنة الاختبار على بعد محطتين من القهوة، والمختبِِِِر كان رجلاً مسنا، جثته ضخمة وشعره أكرت وناصع البياض ومكتبه عليه لوحة تحمل اسمه ومنصبه . كان من المفترض حسب خبرتي أن يختبرنا فردا فردا ولكنه لسبب لا أدريه أوقفنا صفا واحدا وبدأ عمله. كنت أنا وزميلي وحوالي ثمانية من شباب الخريجين ولكن مكتبه كان واسعا، وبدا وكأنه يبحث عن أسئلة تليق بالوظيفة المنتظرة، تذكرت أو توهمت فيما بعد أن مكتبه كان مزدحما بعدد من الشرائط، كنت الأول في الصف، زميلي لأسباب ستتضح فيما بعد دفعني لهذا الموقع، الممتحن كان أمامي مباشرة، كان مزهوا بالاسترخاء خلف مكتبه بينما نتخبط في بعضنا، وبدا وكأنه يشك في أحقية أي منا بالوظيفة، كان يجري الاختبار بكسل من يعرف نتيجته، نظر إلي بعدم اهتمام ثم قال فجأة: " ليّا عشم وياك يا جميل إن بحت بالسر تصونه " وقبل أن أستوعب الأمر باغتني "مين اللي قال الكلام ده؟"، فانفجرت في الضحك، سمعت هذه الأغنية مرات عديدة، وأحيانا رددتها بيني وبين نفسي، ولكني لم أتوقع أن يغنيها رجل بهذا الوقار، ثم إن مطه للأغنية وانتفاضه حين باغتني أو فلنقل طعنني بالسؤال كان شيئا لا يمكن السكوت عليه، حاولت أن أعتذر، كدت أقبل يديه، قلت إنني من الأرياف وأنني تذكرت شيئا مضحكا، ولكنه صمم على إلغاء اللجنة، امتحاني وامتحان زميلي وباقي الإخوة . لولا عبث هذه الضحكة كنت أصبحت مسئولا ثقافيا مرموقا، كنت أقربهم إليها، كان معي ملف لإنتاجي المنشور في الصحف، ولكن لا داعي للندم، المسألة أبعد من الضحكة، أنا أرتعب من هذه الأشياء، سحب ملفات والوقوف في الطابور واحترام الكبير قبل الصغير، كنت أراها مهينة، كنت أحس أنني أتسول، المعمار كان أسهل، كنت أحس أنني لن أنفع في عمل آخر، وأحيانا أحس أن اهتمامي بالكتابة يعود لهذا السبب بالذات، أنا طبعا أحب النجاح والتفوق، ولكني لا أثق في إمكانياتي، أراها محبطة إلى حد كبير، للنجاح ثمن باهظ والكتابة كانت تمكنني من مواصلة التقاعس عن دفعه، يبدو أن قدراتي على التعبير خذلتني كما العادة، ولكني أود أن أقول إن الكتابة كانت تمكنني من الاعتزاز بنفسي حتى وأنا أشيل الطين، مجرد تذكر أني أكتب القصص كان يعيد الأمور إلى نصابها . علىّ أن أعود للموضوع الأساسي، قلت أن هذه الأشياء مفيدة في التفكير في الرواية، ولكن أي رواية، خمس سنوات وأنا أخرج من رواية لرواية، أبدأ في الواحدة وأفرح بها وتتوالى الصفحات طيعة وسهلة وفجأة تنفتح رواية أخرى..، ولكن فلأعد لجدي، جدي عولة، الرواية وحتى القصة والحكاية الأولى في حياتي، عاش حتى خمسينات القرن الماضي، وكان من أوائل أبناء القبائل البدوية الذين استقروا جنوب الفيوم وكفوا عن الترحال والنهب، وفي شبابه كان يحمل " دِجْرة بروحين " ويقود فرقة مسلحة للخطف والنهب والثأر للقبيلة من الأعداء، والرجل الواحد كان يأخذ فيه اثنين وثلاثة، وحتى اليوم تروى الأساطير عن قتله وقتلاه، ويقال إنه كان حقاني، يقتل وينهب نعم ولكن حقاني يقول الحق في عين صاحبه ولا يغدر أبدا، ويقال أيضا أنه كان منحوس، ما تسلل إلى بيت أو غيط إلا وانكشف أمره، هو نفسه كان يقول " السريقة اللي نحضرها تخرب "، وحينما استقرت القبائل واشتدت يد الحكومة عليهم وراحت أيام الغزو بنى أوضة على حافة الصحراء الممتدة من جنوب الفيوم حتى أسوان وسماها مكتبا وفرش حصيرة أمامها وجلس ينتظر، وما هي إلا أيام وصارت قبلة للجميع، كل الذين سرقوا مواشي من شمال الصعيد يأتون إليها لكمنها أي إخفائها، وكل الذين سرقت مواشيهم من شمال الصعيد يأتون إليها لاستردادها مقابل " حلوان " يتسلمه جدي عولة ويسلمه للصوص . طبعا في البداية كان المكتب يعمل بشكل سري، وكان جدي عولة يضطر لكمن البهايم في الغيطان والجبال، ولكن سرعان ما أصبح علنيا معترفا به من الحكومة باعتباره جهة أمنية تعمل على رد الحقوق إلى أصحابها، فذات ليلة سرق اللصوص مواشي عبد الله أبو منصور ابن عم جدي، وهو من أوائل الذين دخلوا المدارس الحكومية في المنطقة وكان يعمل وكيل محامي بالفيوم، وكان يشتهر بطول اللسان وغرابة الأطوار، وكان يرتدي بدلة كاملة ويدخل النجع راكبا متوسكل، وكان يتكلم لهجة المدينة ويقول " ايه وليه " ويتعامل مع أقاربه وجيرانه باعتبارهم بهايم وحوَش . ونظرا لاعتبارات القرابة ذهب إليه جدي عولة في بيته، وقال له: " بهايمك عندي .. وهي في الأمان .. وإن كان الناس بيدفعوا حلوان عشرة انت هتدفع خمسة " وهنا انتفض وكيل المحامي وصرخ: " يا حرامي يا متخلف، انت تحسب البلد سايبة زي زمان ؟ دا أنا هوديك في ستين داهية "، وتوجه مباشرة للمركز وأسفر عن هويته القضائية وبلغ في " المدعو عولة أبو رسلان أبو جليل الذي يسرق المواشي ويهدد الأمن " وجاءت قوة من المركز وقبضت على جدي عولة وأودع سجن المركز، وعاد وكيل المحامي مزهوا للنجع، ولكن في نفس الليلة تقريبا سرق اللصوص مواشي البيت الملاصق لمبنى المركز، وفتشوا عنها حتى فى الحفر والشقوق دون أن يجدوا لها أثرا، فاضطر المأمور لاستدعاء جدي عولة من السجن وسأله " تقدر تجيب المواشي " فقال " نعم " وخرج، وثاني يوم كانت المواشي مربوطة في شباك المركز ... أشعر أن هناك ملفا ينفتح، دائما حينما أتعثر ينفتح ملف آخر . إنه ملف الكتّاب والأدق الروائيين، دائما هناك روائي في هذا الملف، روائي أهيم به، وأشعر أنه يكتب عني شخصيا، وأبدأ في محاولة تقليده، ثم بعد فترة يترك الملف لكاتب آخر وأبدأ في الانتقام منه، لا أعرف لماذا أستعذب الانتقام من الكتاب الذين بهروني. منذ أيام كان هناك روائي لا داعي لذكر اسمه، كنت أحس أنني أعرفه شخصيا، وأبرز ما تركه في الملف المقطع الذي انطلق منه صوت القتيل أمام القاتل، لا أدري إن كنت أتذكر المقطع بدقة، كل ما أذكره أنه كانت هناك غرفة بها" تليفون " يتوسط المسافة بين قاتل وقتيل، القتيل ممدد على السرير والقاتل يستعيد ملابسات قتله بهدوء، وفجأة انطلق صوت " التليفون "، دق ثلاث مرات، ثم فتح "الآنسرماشين" وخرج صوت القتيل حاملا الرسالة المعروفة: "أنا غير موجود بالمنزل الآن .. يمكنك الاتصال في وقت آخر" . | |
|