فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟ للدكتور أحمد الخميسي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 53
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟  للدكتور أحمد الخميسي Empty
مُساهمةموضوع: ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟ للدكتور أحمد الخميسي   ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟  للدكتور أحمد الخميسي I_icon_minitimeالأربعاء 16 يوليو 2008, 11:57 pm

أدهشني نبأ زيارة رسام الكاريكاتور جورج البهجوري لإسرائيل وتوجهه إلي تل أبيب وضواحيها بدعوى المشاركة في معرض"رسوم كاريكاتورية من أجل السلام "، علما بأن رسامين عرب ومن دول أخرى رفضوا زيارة إسرائيل والمشاركة في هذا المعرض الذي يموه بحديثه عن السلام على الإجرام اليومي للدولة الإستيطانية. البهجوري برر فعلته بقوله: "إن رسمة كاريكاتيرية قد تحدث ابتسامة على وجه جندي تمنعه من إلقاء قنبلة في يده" ! ولو أن مواجهة الاحتلال – أي احتلال - كانت ممكنة بهذه الطريقة لما كان علينا نحن المصريين أثناء الحروب التي خضناها سوى الاصطفاف على الحدود وإرسال النكت إلي الجنود الإسرائيليين لقتلهم ضحكا ! إنها الطريقة التي لم يكتشفها في حينه للأسف لا الجزائريون ولا الفيتناميون ولا العراقيون ولا أحد كوسيلة لتحرير الوطن.

في شهر يونيو هذا الذي زار فيه البهجوري إسرائيل، حدث أن موسيقارا لبنانيا هو وليام نصار فاز بجائزة عن " أفضل قطعة موسيقية " في مهرجان للموسيقى بكندا وقيمتها المالية ستين ألف دولار، فرفضها لأن استلامها يحتم عليه مصافحة مؤلفة إسرائيلية وقال: " إذا كان حصولي على الجائزة مرهون بشرط المصافحة إذن فلتقطع يدي ألف مرة قبل أن أضعها في يد ممثلة دولة تقتل أطفالنا كل يوم، ولا يشرفني نيل جائزة على حساب محو ذاكرتنا ودمائنا ". وأضاف الموسيقار الوطني العظيم قائلا: " لايمكن فصل الفن عن الموقف السياسي ".

وقد أقدم البهجوري على تلك الخطوة غير المفهومة في لحظة متأخرة موضوعيا حين أصبح واضحا بعد ربع قرن من اتفاقيات السلام أن السلام عند إسرائيل فسحة من الوقت لمزيد من التوسع والمستوطنات، وفي لحظة متأخرة بالنسبة له شخصيا بعد أن ناهز السادسة والسبعين من عمره.

ما الذي ساق البهجوري إلي ذلك؟ أليس مشهورا بما يكفي؟ ألم يحصل في يونيو منذ عامين على جائزة الملك عبد الله الثاني للفنون في الأردن وقلده سمو الامير علي بن نايف شخصيا رصيعة ذهبية؟ وصرح البهجوري بعدها بأن حصوله على هذه الجائزة " شرف كبير له كفنان "؟ ثم نال جائزة الفنون في مصر؟ فما الذي ساقه لزيارة إسرائيل؟ وما الذي أراده بتلك الزيارة؟.

في تقديري أن العامل الرئيسي الذي دفع البهجوري لتلك الزيارة المؤسفة هو بحث البهجوري الدائم دون كلل عن المزيد من الاهتمام والأضواء أينما كانت وبأي ثمن، ومن هنا كان هجومه على صلاح جاهين شجرة الشعر والفن العملاقة التي استظل الجميع بأوراقها، في حوار لجورج مع الأهرام العربي قال فيه: " كان صلاح جاهين يأتي إلي مكتبي في روز اليوسف متسللا ليتعلم مني رسم الخطوط وتوزيع الضوء والظل " ! أكانت شجرة الشعر والفن العملاقة تتسلل إلي مكتب البهجوري حقا؟! ولماذا جاءت تلك الأقوال بعد رحيل صلاح جاهين وليس في أثناء وجوده الذي نشر العطر في حياتنا؟. لكن البهجوري لا يتهجم على فنان واحد فحسب، فالفنانون في الحركة التشكيلية المصرية كلهم عنده " خيالهم سقيم " على حد قوله ! ولا يبقى لاستكمال الصورة سوى قول البهجوري لقناة الجزيرة في سبتمبر 2006: " أشعر بأنني أهم فنان رسام تشكيلي في العالم العربي وبالأخص في مصر " ! ثم يعتبر البهجوري نفسه في حديث لجريدة الشرق الأوسط في نوفمبر 2004 فنانا عالميا ! ويقول: " عندي مرسم في المغرب والأردن وباريس فهي أوطاني والفنان العالمي يجب أن يكون هكذا " ! والحق أنني لم أقرأ ولا سمعت من قبل تفخيما للذات كهذا لا على لسان نجيب محفوظ، ولا طه حسين ولا سلامة موسى ولا غيرهم من الأساتذة الكبار حقا الذين لم يضعوا أنفسهم بأحاديثهم في مكانة أعلى، بل وضعهم التاريخ في تلك المكانة. مشكلة البهجوري هي أساسا في تلك الطبيعة النفسية التي تجعل الفنان يدور حول ذاته وحدها، ولا يرى في الكون قضية أهم من صورته ومقدار الأضواء الملقاة عليها. لهذا زار البهجوري إسرائيل طمعا فيما يسميه هو " العالمية "، أي المزيد من الأضواء التي لا تعني شيئا في حالات كثيرة.

وبهذا الصدد يحكي الفنان عدلي رزق الله في سيرة حياته أنه التقي بالبهجوري في باريس، وفاجأه البهجوري بقوله: " أنا سعيد بك لأنك هنا معنا الآن في باريس تبحث عن العالمية " فأجابه عدلي رزق الله: " هذه الكلمة زائفة ولا تعنيني في قليل أو كثير ".

البهجوري الذي أضحك بعض الناس طويلا، أبكى الجميع فجأة. وقديما كتب الأديب الألماني العظيم فرانز كافكا: " الكتابة هي أن تهجر معسكر القتلة " وهو قول يصح على كل ألوان التعبير الفني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟  للدكتور أحمد الخميسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟ للدكتور أحمد الخميسي   ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟  للدكتور أحمد الخميسي I_icon_minitimeالخميس 17 يوليو 2008, 2:24 am

والفن عموما تعريفه الإنساني هو أن تهجر معسكر القتلة، النبل والأخلاق والقيم والحرية والشعر والجمال هو - فعلا - أن تهجر معسكر القتلة. لكن بهجوري ذهب بقدميه إلى معسكر القتلة، والأصح أن بهجوري لم يهجر المعسكر أساسا لكنه عاد إليه، ذهب إلى حيث يحب ويفضل ويرغب ويألف ويجد راحته ووجوده ويحقق ذاته ويشغل مكانه اللائق بين القتلة الحقيقيين بعد أن يظل يشغل حيزه الآمن بين صفوف القتلة المجازيين أو القتلة المحتملين، مواقفه التي سرد الخميسي بعضا منها كلها تنطق بذلك، فما هو دافع بهجوري إلى ذكر ما ذكر عن جاهين؟، أصلا لا يوجد أي عيب في أن يذهب جاهين إلى بهجوري ليتعلم منه مبادئ أو فرعيات فن هو مجال موهبة وعمل الفنان، فلماذا يتحدث بهجوري عن "تسلل" إلا لرغبة جوانية بائسة وخبيثة في القتل المعنوي؟، لماذا يسم بهجوري شجرة الفن التشكيلي المصرية الوارفة جذورا وساقا وثمارا وأوراقا بميسم الجفاف إلا لو كان وراء ذلك رغبة دنيئة في طعن الفنانين المصريين كلهم في مقتل و"بهجرة" الفن المصري حتى لا يعود من فنانين على وجه الأرض سواه، وفي إمكان بهجوري بعد ذلك طبعا أن يتسامح مع وجود فنانين آخرين على وجه الأرض ماعدا مصر المبتلاة بأمثاله من المستبدين الصغار والقتلة المجازيين. في نظر بهجوري ليس من دافع أكثر نبلا من البحث عن العالمية يمكن أن يجعله ضيفا على باريس، باريس التي رضع من ثديها اللبون جيش من الفنانين والأدباء والنقاد والمثقفين والمناضلين المصريين الحمقى الذين تصوروا أن مدينة النور تصلح لتكون منارة من منارات الحضارة والثقافة والتنوير وليست منارة للشهرة فقط.
صادفت خلال الأيام الماضية من يرثون للفنان ويعتبرون أنه ضاع، بينما رأيته كما هي صورته في مقال الخميسي ضائعا منذ البداية، هل أضيف إلى ذلك شيئا ربما بدا غرائبيا، إنني أتمنى أن نضع أيدينا في هذا البلد على عشرات من البهاجرة الذين تمكنهم حماقتهم أو جشعهم أو تورم ذواتهم من أن يسفروا عن وجههم الحقيقي.
الصديق محمد ربيع شكرا لنقل المقال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل؟ للدكتور أحمد الخميسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: المنتدى العام-
انتقل الى: