فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غصن الليمونة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسين عبدالغنى ابراهيم

حسين عبدالغنى ابراهيم


عدد الرسائل : 3
العمر : 69
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

غصن الليمونة Empty
مُساهمةموضوع: غصن الليمونة   غصن الليمونة I_icon_minitimeالإثنين 21 يوليو 2008, 1:29 am

قصـة قصـيرة
حسين عبدالغنى ابراهيم

ألهبتها كثيرا دموع أمها كلما أرادت أن تغسل جسدها الصغير .. لتلبسها ملابس نظيفة .. كبرت بعض الشئ .. تغتسل دون مساعدة .. تدخر حياءها .. وتدخر أمها دموعها .. ارتدت ملابسها .. صففت شعرها .. جمعته خلف رأسها بدبوس جميل .. جذبت بعضه على كتفها الأيمن ..
دبوس آخر ثبت كمها الأيسر فى جيب الفستان .. تأكدت من جمال مرآتها الصغيرة .. مازالت تعلو ابتسامتها براءة الطفولة .. بدأت تغزو خديها ورود الصبا ..
خرجت لتمازج أنفاسها نسمات شجرة الليمون التى تنتظرها دائما أمام البيت .. جذبتها زغاريد وطبول الفرح فى الحارة المجاورة .. عيون كثيرة ترقبها .. حياؤها يطأطئ رأسها فى عزة .. ويلعثم خطوها فى زهو .. ذابت وسط النساء والأطفال .. ترقب العروس .. فستانها الرائع ممتلئ كله ولكن فى رشاقة وإبهار .. أياد كثيرة تتلقف طبلة الفرح .. مفاتن لا تحصى أبدتها شقشقات أنامل النساء .. تحاول هى أن تشارك .. صارت بلورة ملحية فى نهر عذب .. كفت عن الذوبان .. تجمعت .. ترسبت .. خرجت مسرعة .. دارت شجرة الليمون وجهها خلف ظلمة الليل .. أهدتها قطعة من أحد أغصانها .. بطول نصف ذراع وضعتها بين سريرها والحائط .
فى كلية الفنون الجميلة تعجب الكثيرون من فنها .. أتقنت الرسم على جميع الأسطح .. عشقت تلميذاتها حصة الرسم .. و عالمها الجميل .. مياه صافية .. سمكات كبيرة تحنو على صغارها .. قطط بريئة تطعم صغار الفئران التى ذهبت عنها أمها .. فى نهاية السبورة تصير الصدقة فى يد الفقير خبزا و ملابس يفرح بها أطفاله .. عند نهاية الحصة يتساقط عالمها الجميل ذرات جيرية هشة .. تخترقها أصابع حامل السبورة الخشبى .. تطؤها أقدامه .. تجف المياه .. تفر السمكات الصغيرة .. ترتعد الفئران .. يتلاشى الخبز .. تتمزق الملابس .. يبكى الصغار ..
خطبت زميلاتها .. تزوجت .. أنجبت .. ثقل حزنها أنهكها ذلك الميلاد المبتور .. جعل اسمها كشمس الشتاء .. متوارية خلف آلاف السحب .. أكملت رعايتها لغصن الليمونة .. صار نصف ذراع .. فى نهايته كف مضمومة .. أضافته إلى نصف ذراعها .. ذهب ذبول كمها الأيسر .. دخلت فصولها .. أيقظت كائناتها .. دبت الحياة فى عالمها .. صفقت التلميذات تصفيقا طويلا ..
عند العودة .. سقط غصن الليمونة وسط الزحام .. بكت الشجرة .. صار مكان الغصن جرحا غائرا .. ينزف عند الصباح .. و تطويه الشجرة تحت جناحها عند المساء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

غصن الليمونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غصن الليمونة   غصن الليمونة I_icon_minitimeالإثنين 21 يوليو 2008, 2:29 am

سيرة آسرة لجرح غائر، عضو ناقص إذا تم بالخيال فإن تمامه لا يشبه الواقع بل يكون أفضل وأكثر مثالية منه بكثير، غير أن الخيال يبدو حضورا شاحبا وسطحيا وأقل تحققا، يزول كما تزول ذرات الطباشير ويذبل كما تذبل الأغصان. مأساة الحياة كانت في أنها صراع واحد في سبيل التمام والحصول على العضو الناقص. وتعطينا الحياة أحيانا ما هو أفضل لكن عبثا فليس هذا هو ما نريد.
الأستاذ حسين عبدالغني إبراهيم
مرحبا بك في منتدى القصة تثرى فضاء الإبداع بإبداعك المتميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسان دهشان

حسان دهشان


عدد الرسائل : 444
العمر : 59
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

غصن الليمونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غصن الليمونة   غصن الليمونة I_icon_minitimeالإثنين 21 يوليو 2008, 6:54 am

أسميك حسين البخيل و أشكوك الى الله لديك سرد سلس وبسيط ، تتمهل حيث شئت و تجرى حيث شئت فلم البخل فى السرد . تستطيع أن تزيد و ترينى أكثر لكنه البخل .
عميق مودتى
سان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

غصن الليمونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غصن الليمونة   غصن الليمونة I_icon_minitimeالإثنين 21 يوليو 2008, 4:37 pm

عند العودة .. سقط غصن الليمونة وسط الزحام .. بكت الشجرة .. صار مكان الغصن جرحا غائرا .. ينزف عند الصباح .. و تطويه الشجرة تحت جناحها عند المساء .
نعم يا صديقى سوف تسقط البنت / الزهرة الجميلة فى النهاية
كغصن الليمون
جعلتها تتلاشى من النص على الرغم من أنها درته
هل يعود ذلك لإحساسك بالوحشة فى هذا العالم
ربما
القصة جميلة
والسرد به انسيابية كبيرة
ولكن ثمة جزء خلال الثلث الأخير من القصة
( .. تزوجت .. أنجبت .. ثقل حزنها أنهكها ذلك الميلاد المبتور .. جعل اسمها كشمس الشتاء .. متوارية خلف آلاف السحب .. أكملت رعايتها لغصن الليمونة .. صار نصف ذراع .. فى نهايته كف مضمومة .. أضافته إلى نصف ذراعها .. ذهب ذبول كمها الأيسر .. دخلت فصولها .. أيقظت كائناتها .. دبت الحياة فى عالمها .. صفقت التلميذات تصفيقا طويلا )
تحول فيه السرد الى حركة ميكانيكية غير مبررة
ربما لأن الحالة منذ البداية حالة انسانية والاهتمام لم يكن بالفعل ، بل برد الفعل
فلماذا تحول فى هذا المقطع الى ذلك النمط السردى الذى يحتفى بديناميكية الفعل
تقبل تحياتى

العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غصن الليمونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: