من كتاب ( الزهرات المنثورة فى نكت الأخبار المأثورة )من الزهرةالثانية والعشرون إلى الزهرة السابعة والعشرون

الزهرة الثانية والعشرون :
دخل جعفر بن عثمان على الفضل بن يحيى(1) فرأة يضحك 0
فقـــــال لة : ما يضحكك أيها الأمير ؟
فقـــــــــال : مكاتبة فلان ، أتتنا من غير أنس ولا وسيلة إلينا 0
فقـــــال لة : أيها الأمير ، توهم معروفك وحسن الظن بك وبتأميلك ، فكتب إليك وقد اكتنفة أمران ،
واحتكم فية صندان : - طمع مؤنس ، وخوف مؤيس - فكن مع أكرم الأمرين وأشرف الأملين 0
فقـــــال لة الفضل بن يحيى :
( وددت لو أن أهل الأرض كاتبونى فى حوائجهم على هذة الصفة ، فأقضى حوائجهم )
- ثم قضى حاجة الرجل 0
فقيل لجعفر بن عثمان : هل عرفت الرجل إذ قمت لة هذا المقام ؟
فقــــــــال : لا واللة ما عرفتة قط ، ولو قصدت بحضورى إخوانى خاصة ما عددتة حضوراً ،
( فقد قيل إن الرجل يسأل عن فضل جاهة كما يسأل عن فضل مالة )
فقيــــــل لة : أنت واللة سيد زمانك 0
وقـــــــــال : 000 خلت الديار فسدت غير مسود 000 ومن الشقاء تفردى بالسؤدد 000 (2)
0000000 00000000 0000000 00000000 00000000 0000000000
(1) الفضل بن يحيى بن خالد البرمكى أبو العباس - موجود فى كتاب وفيات الأعيان 0 لأبن خلكان
(2) البيت فى جملة أبيات من كلمة لرجل من خثعم فى حماسة أبى تمام
ونسبة ياقوت لعمرو بن النعمان البياضى 0 فى معجم البلدان0 مادة بقيع
وكان يستشهد بة الامام الفقية المحدث سفيان بن عيينة - وكذلك الفقية الشافعى ابو بكر الشاشى

الزهرة الثالثة والعشرون :
دعا الخليفة أبو جعفر المنصور يوما ً بالربيع (1)
فقـــــــــال لة : سلنى ما تريد 0
( فقد سكت حتى نطقت 0 وخفقت حتى ثقلت 0 وأقللت حتى أكثرت )
فقـــــــــــال : يا أمير المؤمنين0واللة ما أرهب بخلك 0 ولا أستقصر عمرك0ولا أستصغر فعلك 0ولا أغنم مالك
: وأن يومى بفضلك لأحسن من أمسى 0 وغدى فى تأميلى أحسن من يومى 0
: ولو جاز أن يشكرك مثلى بغير الخدمة والمناصحة لما سيقنى إلى ذلك أحد 0
فقــــــــــال لة : صدقت0 علمى بهذا منك هو الذى أحلك منى هذا المحل 0 وأنزلك هذة المنزلة 0 فسلنى ما شئت
قـــــــــــــال : أسألك أن تقرب عبدك الفضل (2) أبنى ولو كرة 0 وتحبة 0
فقــــــــــــال : ياربيع إن الحب ليس بمال يوهب 0 ولا رتبة تبذل 0 وإنما تؤكدة الأسباب 0
قـــــــــــــال : يا أمير المؤمنين 0 فأجعل لة طريقاً إلية بالفضل علية 0
فقـــــــــــال : صدقت الأن 0 وقد وصلتة بألف ألف درهم0 ولم أصل بها أحداً غير عمومتى 0
: ليعلم مالة عندى 0 فيكون منة ما يستدعة محبتى0
فقــــــــل لى : من أين سألت لة المحبة يا ربيع وقدمتها على غيرها من المطالب والمسائل 0
: وأثرتها على ما سواها من الرغائب والطوائا ؟؟؟
قـــــــــــــال : لأنها مفتاح كل خير 0ومغلاق كل شر 0 تستتر مع المحبة عنك عيوبة 0
: وتصير عندك حسناتِ سيئاتة وذنوبة 0
فقـــــــــــال : صدقت 0 وقد أتيت مُرادك من بابة 00 وتسببت إلية بأنجاح أسبابة 0
00000000000000000 000000000 00000000000 00000000000
(1) هو الوزير أبو الفضل الربيع بن يونس
(2) الفضل بن الربيع بن يونس استوزرة الرشيد 0 وهو الذى أغراة بالبرامكة حتى نكبهم
كتاب وفيات الأعيان0

الزهرة الرابعة والعشرون :
قال عمران بن شهاب الكاتب 0
استعنت على الوزير أبى عبيد اللة بن يسار فى أمر عن لى إلية ببعض إخوانة 0
فلما قام الذى استعنت بة 0
قـــــــــال : لولا أن حقك حقُ لا يجحدُ ولايضاع لحجبت عنك حسن نظرى 0
أظننتنى أجهل الإحسان حتى أعلمة ، ولا أعرف موضع المعروف حتى أعرفة ؟
ولو كان لا ينال ما عندى إلا بغيرى لكنت بمنزلة البعير الذلول ، علية الحمل ُ الثقيل 0
إن قيد انقاد
وإن أنيخ برك ، لا يملك من نفسة شيئا 0
فقــــــلت لة : أبقاك اللة 0 معرفتك بمواقع الصنائع أثقب من معرفة غيرك ،
ولم أجعل فلأناً شفيعاً 0 وإنما جعلتة مذكراً
فقــــــــــــال : وأى إذكار لمن رعى حقك
أبلغ من تسليمك علية وشخوصك إلية ؟
إنة متى لم يتصفح المامولُ أسماء مُؤملية بقلبة غدواَ ورواحاً لم يكن للأمل محلا 0
وجرى المقدار لمؤملية على يدية بما قدر ، وهو غير محمود على ذلك ولا مشكور 0
وما لى كتاب ُ أدرسة بعد وردى من القرأن إلا أسماءُ رجال التأميل بى ؛
وما أبيت ليلة حتى أعرضهم على قلبى 0
فلا تستعن على شريف إلا بشرفة ونفسة ، فإنك متى أستعنت علية بغيرة رأى ذلك غبتاَ لمعروف 0

الزهرة الخامسة والعشرون :
سأل عالم تلميذه: منذ متى صحبتني؟
فقال التلميذ : منذ 33 سنة...
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟!
قال التلميذ : ثماني مسائل...
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟!
قال التلميذ : يا معلم لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب...
فقال المعلم : هات ما عندك لأسمع...
قال التلميذ : -
- (1)أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبرفارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.

- (2) أني نظرت إلى قول الله تعال: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله

- (3) أني نظرت إلى هذا الخلق فرايت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيعف فنظرت إلى قول الله تعالى: " ما عندكم ينفذ وما عند الله باق " فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.

- (4) أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.

- (5) أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كلة الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني

- (6) أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعض ونظرت إلى قول الله عز وجل: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا " فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.

- ( 7) أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق
حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلى قول الله عز وجل: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.

- ( أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله.
000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
من كتاب الأذكياء لابى الفرج ابن الجوزى 0

الزهرة السادسة والعشرون :
قال يوماَ رجل ليحيى بن خالد :
- واللة لأنت أحلم من الأحنف
- واحكم من معاوية
- وأحزم من عبد الملك
- وأعدل من عمر بن عبد العزيز
فقــــال لــة يحيـــى : -
- واللة لعمير غلام الأحنف أحلم منى
- ولسرحون كاتب معاوية أحكم منى
- ولأبو الزعيزعة صاحب شرطة عبد الملك أحزم منى
- وامزاحم قهرمان عمر بن عبد العزيز أعدل منى
- وما تقرب إلى من أعطانى فوق حقى
فتعجب الرجل ومن حضرة من سرعة جوابة وتعديدة لمن لا يعرفة حتى :انة قد أعد الجواب 0
000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
ورد هذا الخبر فى كتاب الأذكياء لأبى الفرج ابن الجوزى ص 50 وكذلك فى وفيات الأعيان 6/227

الزهرة السابعة والعشرون :
حكى أبو العلاء صاعد اللغوى (1) قال :
جمعت خرق الأكياس والصرر التى قبضت فيها صلات المنصور محمد بن أبى عامر،
فقطعت لكافور الأسود غلامى منها قميصا كالمرقعة وبكرت بة معى إلى قصر المنصور،
فاحتلت فى تنشيطة حتى طابت نفسة ،
فقــــــلت : يا مولانا ، لعبدك حاجة0
فقــــــال : اذكرهـــــــــا0
قلـــــــت : وصولُ غلامى كافور إلى هنا 0
فقــــــال : وعلى هذة الحال ؟
فقــــــلت : لا أقنعُ بسواة إلا بحضورة بين يديك 0
فقــــــال : أدخلوة 0 فمثل قائماَ بين يدية فى مرقعتة ، وهو كالنخلة إشرافاَ ،
فقــــــال : قد حضر ، وإنة لباذ الهيئة ، فما لك أضعتة ؟
فقــــــلت : يا مولاى ، هناك الفائدة 0 اعلم يا مولاى أنك وهبت لى اليوم ملء جلد كافور مالاَ0
فتهلل وقال : للة درك من شاكر مستنبط لغوامض معانى الشكر ! وأمر لى بمال واسع وكسوة 0
وكسا كافورا! أحسن كسوة (2)
000000000000000 000000000000000 00000000
(1) ابو العلاء صاعد بن الحسن البغدادى اللغوى وفد من المشرق إلى الأندلس ايام المنصور بن أبى عامر380ه
(2) وردت قصة شبيهة بهذة فى أخبار صاعد التى أوردها ابن بسام فى الذخيرة إلا أن صاعداَ نفسة فى هذة القصة هو الذى دخل على المنصور وقد اتخذ ذلك القميص من رقاع الخرائط التى وصلت إلية من صلات المنصور ولبسة تحت ثيابة 0 ولم يزل منتظرا حتى خلا بة المجلس مع المنصور
فتجرد من ثيابة إلا ذلك القميص0

أخى الجميل أبو تقوى
ألفضل للة أولاَ0
ولك ثانياَ0
ولجميع الحضور هناَ0 وعلى القيادة هنا د/ محمد الدمث باخلاقة الجميلة0
شاكر مرورك الكريم وحضورك الأجمل 0
خالص المودة 0
وعودة حميدة 0
:flower: