لحظات في الشتاء الماضي

المناقير الجائعة تأكل رأسك الذي تندى وتساقطت على شراعه قطراتُ الدموع ، وانت تسافر في الوهم والحلم ، وترحل مع سنوات التغيب راهبا أو متصوفا
الصمت ينخر في عظام رأسك الموجوع ، والدماء تفور في شريانك فينقطع معها الهزج المتناغم من شفتيك الجافة.
هل تحبها كما تحب الشمس والريح؟
أم انها لاقتك بالدنيا الظامئة والليل المرير؟؟
طائفة من المترادفات تنهال على لسانك لكنك لا تنطق ، ترادو الشقاء وترسم البسمة موبوءة تموت وتحيا ثم تموت ،
مسمار وقع في الغبش المفروش أسفل الأقدام ، وغار في العمق
وكان فستان العروسة منهكا ، يتطاير في الهواء البارد فترتعد أوصالُ الأرض ، والدخان يلحم شفتيكما فيتمايل الورد ، ويغفو الشتاء على دمعك المختزن
أنت لا تبكي ولا تشكي ولا تنال حظك من الدنيا إلا قليلا ....
ولم تكن سماؤك الصافية سوى غلاف أسود ولونته الرياح فصار مع الرياء يظاهرك فتضحك .....
لن تستطيع حمل العروس ، ونزع الفستان .. وكم تمنى الليل أن يغرق في بحرك الوافر أو الكامل أو المجتث ، ثم كم تمنت عروسُك أن تزور الدمع في أرضك ، او تركع في مسجدك المتلأليء
وأنت بائس ، يمر القطارُ عليك ولا يبقى سوى أن ترتمي تحت العجلات العاشقة لترابك ....
البنت تصفر السكون في عينيك وتصنع ملحمة شهيدة فيسقط الحلم في أحضان الجدائل ، وحبل تعلقه الليالي في حروفك المخنوقة فيرتعش النسيم في حلقك الجريح .....
أنا لست مؤرخا أو راويا أو قصاصا ... إنني اجمع في وريقات المدى حكاية لليل لا يحب النهار، وقلما رماديا في فضاء كسيح ، حكاية هذا الولد (الرياح) وهذه البنت (إيزيس) ...
ووجه النيل مزركش في حواشي الكتاب المتناقض ... وكان الحرف الأخير رواية لضمير عصته المسوح المريمية
وصورة الفارس القديم خلخلتها جنود الصمت
أنت تبادر بالوقوف خلف الجدار الهش ، تحمل الكراسة المسطرة كتلميذ حصنه الطبيب من الدفتيريا أوالجدري فصار متألقا في الفضاء اللامتناهي ...........
كما ترون ليس للحكاية خيط أو رؤية واضحة ، لأنها صراع بين الطبيعة والغزلان ...
بين اطراف تتباين أوصافها وتتغير تماما ..........
لا ليست خواطر ، أو شعرا منثورا ، أو حتى قصيدة مفتعلة الحوادث
إنني أسميها كما أسميك : جناحا بلا ريش ، ضبابا بلا نور ...........
مجلة القصة المصرية الفصلية عدد خريف 1993

زائر

هذه القصة فيها أكبر قدر من المشاعر الذي يمكن أن تضمه قصة قصيرة ..
صور متلاحقة و سريعة .. مقتطفات من داخل عقل احدهم .. يحدث نفسه بسرعة ..
لدرجة أنه لا يجد الفرصة ليتنفس من فرط السرعة !!
حلوة يا دكتور .. حلوة جداً..
تحية تشبهك .. في كل النقاء

لأنها صراع بين الطبيعة والغزلان
اختيار جميل د / محمد
خالص التحية والاحترام flower

وأنا أسميها استراحة الشاعر
سرد يجمع بين التحليق بالصورة الشعرية والحفاظ على إيقاع يتلاحق بالتوتر الداخلي
جميلة يا دكتور محمد

الأديبة الرقيقة قصيدته الوردية
أشكر مرورك العبق على القصة والذي زادها توهجا
تقديري واحترامي

الأستاذ شريف الحكيم
أشكرك كثيرا جدا على المرور
تقديري واحترامي

القاص الحبيب عصام الزهيري
أشكرك على رأيك الذي أعتز به كثيرا
تقديري واحترامي

لن تستطيع حمل العروس ، ونزع الفستان
(الله جميل صدق من قال من يملك الكلمة يملك روما

الأديب رامي نور
شكرا لمرورك العبق

أنا لست مؤرخا أو راويا أو قصاصا ... إنني اجمع في وريقات المدى حكاية لليل لا يحب النهار، وقلما رماديا في فضاء كسيح ،

الوجع هو نوع من القدر الرهيب يلتصق بنا كالطين كالخراب لا قدرة لنا على صدّه

نهش الألم بعصا اللغة ونبيذ البكاء بين السطور

شكرا دكتور على هذا الجمال رغم الوجع

تقديري ومودتي

الشاعرة الرقيقة ضحى بوترعة
شكرا لمرورك العبق على القصة

حلوة اوي يا دكتور ، كتابتك حلوة جدا

د . محمد ربيع
هي اللغة الحية المتألقة
والصور الشعرية الفائرة الآسرة
لكن عذرا لتساؤلي
هل يكفي هذا لتشكيل قصصي متكامل
أم ربما تتوه لوطئته عناصر أخرى أكثر أهمية في الكتابة القصصية ؟؟؟
تحياتي لقلمك المبدع
جيهان عبد العزيز

الأديبة والقاصة المبدعة جيهان عبد العزيز
أشكر لك كلماتك الجميلة عن القصة ، والحقيقة هي كانت لحظات قليلة سرح فيها الخيال في مناحي كثيرة ، وتأمل واختزل أفكارا وطرح أفكارا قد لا يربطها جميعا ببعضها سوى أنها فقط جزء من لحظات تذكر ، فالقصة ذاتها هي هذه اللحظات التي اجترت فيها الذاكرة الملآنة بعض شواردها
شكرا لجمال مرورك

الأديبة حنين
شكرا على جمال مرورك

عندى مشكله ممكن ارفع صباعى واقول
فى التسعينات حصلى مشكله ظهرت موجة الكتابه القصصيه اللى بيتم فيها استبدال الحدث و الشخصيه بى لغة المجاز . قلت يا واد انت ليه مش عاوز تتطور و تفهم . حاول تفك طلاسم النص ده و تتفاعل معاه . وده طبعا فى ظل كلام عن تراسل الانواع الادبيه . لكن للاسف .منطقى الجمالي معرفش يعمل معاه علاقه .أنا عارف إن العيب فيا . بس أنا شايف أن لغة المجاز ما أفلحتش فى إنها تصنع عالم بديل عن لغة السرد حتى مع أسماء لامعه زى فرجينيا ولف أو القص الفرنسى فى السبعينات ، واضح ان العيب فيا و إنى عجزت .
عميق الموده
سان

الأديب حسان
شكرا لك كثيرا جدا لجمال مرورك