قصيدة : حسين عبدالغنى ابراهيم
نحومسيرة قرن صحت
قبل مسيرة عقد تهت
بعد مسيرة يوم عدت
كى أتساءل :
هل أنجزت الأمس الصارخ
أم قدمت اليوم لذبح
لا يرويه صراخ الأمس
و تيه العقد
و صوت القرن ؟!
...................
والقرنان بعمق البهو العابق ترنو
لا تمنحنى أى إجابة !
قلت : سلام
صارت أربع
قلت : سلام
و ثمانية صارت ألفا
كل ينضح ألف سؤال :
كيف أتيت ؟!
كيف حبوت .. مشيت.. دخلت ؟
انى ألمح فى عينيك
حاء .. حلما
أين توارى صوت الطفل القادم ليلا من نافذتى؟!
كيف وأنى ؟
و الميدان العابق دوما يهتف إسمى؟!
اجمع ظلك .. واترك فأسك .. وارحل عنا
اذهب قوسا
ثم تقوقع
كى
تنطفئ بتاء الظلمة
خذ توصيتى
واجعل رأسك فى ناحيتى
إنى أبحث عن جمجمة تشبه كأسى
كى أمنحها شرف البهو العابق ليلا
....................
عند ذهابى
كانت أمى تبحث عنى فى أطفال القوم
وهذى
عند العودة ترضع غيرى
صرت الطفل الظامئ دوما
لا ترويه كؤوس البهو
صرت الشيخ السارب ليلا
لا تؤيه ثياب الطفل
صرت القادم من أرصفة ال
" كن أنملة "
و المتحشرج فى أحداق المحو
بعدت .. قصرت .. قذمت
صرت الفائت
صرت البائد
صرت الخائف من أسراب الطير
أساءل : من يعرفنى ؟
صرت الضارب فى أعماق التيه
ألملم ظلى
أبحث عنى ..
كى ألقاها
طودا فاق السحب عناء
غربة نفسى
شجر طين من أشلاء العشق النائح
خلف قباب البهو العابق
بات يغنى .. غربة نفسى
تسكن قبوا من أصداء
تعزف يومى
تعزف أمسى
تجرع خيطا من أكفان اليوم القادم
داخت رأسى
عفوا
ضاقت كل معانى القول بهمسى
هاكم كأسى
من جمجمة
دارت بين فصوص الذهب الناعق
فى جنبات البهو العابق
هاكم كأسى ..
هاكم كأسى .