سأهديِك ما تبقى من الديدان
لا تصدقوني... أنا لست ولدا سيئا ثمانية وعشرون عام صار عمري اشتريت الكثير من الأحذية هذا العام رغم ذلك لازلت أسير حافيا على حافة الفرح أنا ولد سيء…
مثلاً،
لم أُجلِس العجوز في الباص
يوم الثلاثاء الماضي
وكدت أبصق في يد الشحاذ اليومية.
أحببت بنتًا تحب "سيزان"
وتكتب قصصًا حلوة
ثم هجرتها تمامًا
لا لشيء إلا لأكون شريرًا.
وبالطبع هذا الشعر هولي وليس للشاعر (عماد أبو صالح ) كما يظن البعض
طوال عمري لم أقدم لأمي هدية لا في عيد ميلادها ولا في عيد الأم هذا العام ولسبب غير واضح ربما هي محاولة لأكون ولدا جيدا سأهديها زجاجة الهواء الأخيرة التي أحتفظ بها في جيب سترتي البيضاء منذ أسبوع... بل دودة أعني صندوق من الديدان نحتفل بقتلها أنا وأمي.
حسنا لا أريد أن أتأخر عن موعدي مع أمي فالساعة الآن (قبل استيقاظ الديدان) منذ ضاعت ساعتي أصبحت أعرف الوقت عن طريق الديدان التي تستيقظ مع الفجر وتنام حين أفقد الوعي من شدة الألم...الأن تحتلني رغبة لأدخن لفافة تبغ لكني أضعتُ علبة الثقاب أيضا... البارحة سألتني دودة طفلة ما أكثر شيء تحبه فقلت أن أكثر شيء لا أحبه... هو أن يكون لدي تبغ ولا أملك عود ثقاب واحد. من يعرفني لا يصدق بأني سأقدم هدية لأمي حسنا تعالوا معي لتروا...من ليس لديه أم هو أخي ومن ليس لديها ابناً أنا ولدها. انظروا هذه ضيعتي على يسار الطريق إليها شجرة سنديان تحتها كنت أخبئ علبة التبغ وأشياء أخرى خوفا من أن يراها أحد،على مقربة منها البحيرة في الجهة الشمالية للبحيرة صخرة صغيرة تنبت فوقها الزهور طوال السنة يقال أنه منذ زمن ليس بالبعيد كان هناك صياد شاب يجلس على هذه الصخرة ظل عشرون عام لم يفارقها لكنه لم يصطد سمكة واحدة خلال العشرون عام لان سنارته دون شنكل فقد ربط خاتم بدل منه الجميع كان يعرف أن حبيبته غرقت في البحيرة.
ذات غروب أمسكت سمكة بالخاتم فظنها حبيبته قفز إلى الماء وعند الصباح نبتت زهور غريبة بشكلها ورائحتها فوق الصخرة. على يمين الطريق مقبرة ضيعتنا انظروا ثمة جموع…! ولأني قررت أن أصبح ولدا جيدا ولكي تصدقوني سأذهب لأعزي... يا إلهي أمي بين الجموع تبكي هل مات أبي...أخي...؟؟؟ الآن أنا أمام الشاهدة سأقرأ لكم اسم الميت...هنا يرقد... يرقد... يرقد أنا... أنا ومنذ أسبوع. العام القادم سأهدي أمي ما تبقى من الديدان, صدقوني أنا الولد السيء إن صدقي لعظيم.
رامي نور
Ramenoor@hotmail.com