<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">قصة الفنور النوار : عفت بركات
--------------------
الفنور النوار تطوله الغيمات و الطيور ، ولا يصل الأولاد إليه ، تودعه الشمس كل يوم في الغروب ؛ لتفيض بنورها في مكانٍ بعيد . . . بعيد .
ينشر ضوءه الجميل الذي يهدي المركبات و السفن في البحر الواسع الكبير ؛فيبتعد الصيادون عن أماكن الخطر في البحر و عن الصخور القريبة من الشاطئ فلا تتحطم .
يحمي الفنور الصيادين و مركباتهم حتى يعودوا سالمين من رحلتهم بالأسماك لذيذة الطعم جميلة الأشكال و الألوان .
الفنور العالي يتباهى بضوئه الساطع الذي ينير الشاطئ ومصباحه الكبير الذي يدور في كل ناحية. . كل يوم يقول للمركبات :
- بدوني لا تستطيعون السير في البحر ليلا . . بدوني تحطمكم الصخور و يبلعكم البحر .
فتحزن المركبات و يحزن الصيادون .
***
الفنور النوار يتباهى لأنه يطول الغيوم ، والطيور تحلق حول مصباحه طوال النهار والأولاد يلعبون حوله ، يتقافزون على سلمه العالي . . . و الجميع يحبونه .
تسمع الريح كلام الفنور فتغضب و تخاف على الصيادين ؛ فتظل ترعى المركبات و تسير بها في هدوء حتى تعود إلى الشاطئ بأمان .
ذات يوم قال الفنور لنفسه:
- كل مساء أنير الشاطئ و أظل أدور حتى الصباح . . سأستريح الليلة من عملي .
سمعته الريح الرحروحة ؛ فانزعجت و همست :
- لابد أن أرعى المركبات .
اتجه الفنور بضوئه بعيدا عن الشاطئ ؛ فأظلم البحر وخافت المركبات ونادت على الفنار لكى يضئ و لم ينتبه .
توقفت المركبات عن السير؛ فنادى الصيادون على الفنار ، ونادت الريح على الفنار ؛ فضحك قائلا :
- سأستريح من عملي الليلة .
فاشتد غضب الريح ودارت في الهواء سريعا ثم جرت نحو الفنور ؛ فاهتز ضوءه بشدة .
انزعج الفنور و حاول أن يمسك شعلة الضوء حتى لا تنطفئ . اتجه بضوئه يمينا واتجه يسارا . . حاول الفنور و حاول . . ولم يستطع .
الفنور النوار لم يعد ينير الظلام . . مصباحه الكبيير انطفأ . . و انصرف عنه الجميع .
***
عم " خميس " الصياد العجوز الذي يشرف على الفنار كل يوم و يسكن بجواره في كوخه الصغير صعد على سلم الفنار ؛ حتى يشعل المصباح من جديد . وقف الأولاد يراقبونه ، و عندما أنهى مهمته راحوا يعدون درجات السلم التي ينزل عليها عم " خميس " . . واحد . . اثنان . . ثلاثة . . عشر . .
وعندما تعبوا من العد انصرفوا يتقافزون فوق صخور الشاطئ .
***
في المساء :
كان الفنار يضئ من جديد، ففرح كثيرا و قال لنفسه :
- أنا بدون المصباح لا ضوء لي ، ولا أستطيع القيام بعملي ؛ فأحمي المركبات و الصيادين من أخطار البحر . . و بدون عملي لا أستحق الحياة .
ضحكت الريح الرحروحة لكلام الفنار ، و اطمأنت على المركبات .
. . .
الفنور النوار لم يعد يتباهى أمام الجميع . . .
عندما تسافر الشمس لتؤدي عملها في مكان بعيد . .بعيد ، يضئ مصباحه و يظل يحرس المركبات و السفن و ينير لهم الظلام حتى تعود بالأسماك لذيذة الطعم جميلة الأشكال و الألوان . </H1>
***