صفاء ولا ماء ، ولطف ولا هوى ، ونور ولا نار ، وروح ولا جسم دعني أستعيرك يابن الفارض

على باب السماء المولع بالنجوم ترصدت الشهب ، كانت تتراقص في فرحة عارمة تلك البسمات الموزعة بين الضجيج وبين النور المـتلأليء الذي يطل من شرفة السماء
صوت حبيب أليف يدور بي دورة حلزونية مكررة ، يأخذني في متاهات السفر والغياب ، يغلق عيني ويقفل جفوني على آخر مشهد من تزاوج السماء بالشهب
ارقصي أكثر أيتها النيران المشتعلة في أفق قاتم كئيب ممل ، يصطاد فيه النخاسون نجيماتهم المزورة ، ويبتاعون فيه فرحة المشهد السحري المريب
على ركن هناك وقفت يا أيها المشدود للراحة وحرارة المشهد ، تتأمل ، كل الذي يفصلك عنهم جدار صنعته أنت وارتكنت على حده الناري
كل الذي يفصلك عنهم بعض التشدق بالكلمات المفتعلة ، والرقصات المجنونة
الآن يطل الشهاب ساقطا فوق قلبك ، يلفك بناره وبسطوته
الآن تترصد حريقا يصنع فيك دهشة ممتلئة بروح عجوز ، هل تتقافز روحك العجوز مرة أخرى ، وتدور نفس الدورة ، هل يأخذك الصوت الحبيب الأليف ويدور بك دورة حلزونية متكررة؟
تفتح عينيك ، أم تفتح صدرك ممتلئا بهوائها ، وطيب أنفاسها ، وحرارة عشقها المجنون مثلك ؟
هي الشهب يا محمد ، تختلط بناره ، وتستهل فاتحة قلبك بتهليل الدخول
راقب وترصد باب السماء المولع بالنجوم ، ومد كفيك والتقط المشهد ، جرب حوانيت السحاب وارتكن على صدرها ، فلربما يكون داخلها نور لا نار ، فلربما يكون شهابها قبسا يغمرك بعمقه مثلما يغمر البساط الأرضي البسيط نخلا شامخا فيزداد صلابة وعراقة
قف الآن بين الموقفين ، وجرب المشهدين واختر لنفسك ما يحلو
أن تكون راصدا رعديدا ، أو مجربا ماسكا زمام المغامرة والمقامرة بكل ما تبقى من روحك المعذبة

كلنا مملوؤون بالوجع يا صديقي رامي ، كلنا يتوزع علينا الوجع دفقات هي مسيرة حافلة بكل متناقضات الحياة لكنها تكسبنا عمق وثراء التجربة
شكرا لمرورك