كان يسير بمحازاة البحر ، أطواق القواقع تتقافز منها
همسات المحبين الذين عبروا من شرفات المسـاءات
الحزينة 0
فتش فى توابيت الموتى عن جثته المخبأة فوق موائد
مقاهى الصمت ، الشاغرة بالأتربة 0
فتش عن وجهه الذى سرقته امرأة ارتدت كآبة شتاء
غاضب ، ثم راحت ترقص عارية فى ضجيج الميادين
الغارقة فى إضاءة مصابيحها المكَّسرة0
تدحرجت رأسه بين الموائد المكـتـظـة بالسكـارى ،
والتوابيت المتآكلة حوافها ، عندما غافـلتـه رائـحـة
امرأته ، وهى تعاقر زجاجة نبيذ ، بينما رجل يمازحهـا
بمص حلمة ثدييها ، والنادل – الذى كان مبتسماً – ينحنى
بذيله الرمادى ، مقدماً لهما المزَّة 0
أصطدمت الرأس المتدحرجة بالذيل الخشن ، فأندفعت فى
تدحرجها ، ملتصقة بالتوابيت المتساكبة من شـقـوقها
شهقات خيوط الفجر المنتصبة فوق أفخاذه بتلات الضحكات
المترجرجة 0
فـتـحـى سـعـد
مارس 2008
قـــنـــا