فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحى سعد

فتحى سعد


عدد الرسائل : 31
العمر : 63
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 03/08/2008

كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ Empty
مُساهمةموضوع: كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ   كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ I_icon_minitimeالخميس 07 أغسطس 2008, 3:47 am

كان ثمة . .
جميل ، ومراوغ .
كانت تقف بجوارى ، تكاد أن تلتصق بى .
كانت جميلة ، عيناها واسعتان ، سوداوان ، ومشعتان بغواية الرغبات الجامحة .
كانت زوجة صديقى ، وكانت هناك سيدة تكبرها بقليل ،
داخل المطبخ ، ترتدى روباً قطنياً ، تضع فى الفرن صوانى الضأن .
كانت تتحدث معى ، معتقدة أنى خطيب ابنتها ، لا أعرف
من أين جاءها هذا الاعتقاد ، فى حين أن ابنتها التى تقف ملتصقة بى ، كانت زوجة لصديقى .
مشيت فى الردهة الطويلة ، وضوء النهار يتسلل باهتاً ، ألتقيت فى منتصف الردهة الطويلة بفتاة غجرية ، ترتدى جلباباً أسود شفافاً ، لا ترتدى شيئاً تحته ، يبرز عُرْيها الباذخ بالأنوثة الطاغية .
نبهتنى زوجة صديقى ، وخطيبتى ، أن الفتاة متد يدها لمصافحتى ، فشعرت بخجل ، مددت يدى مصافحاً اليد البضة الممتدة نحوى ، وبيننا هذا الفراغ ، رحت أخفى
خجلى فى تسكع ضوء النهار الباهت على الجدران ، أمسكت بيدى المصافحة ، راحت تضغط ، وتضغط ، وهى تغوينى أن ندخل إحدى الحجرات .
زوجة صديقى ، وخطيبتى – فى ذات الوقت – تشجعنى
أن أدلف معها إلى هذه الحجرة ، بل كانت تدفعنى دفعاً ،
فركضت فى الردهة الطويلة ، بإضاءاتها الخافتة ، وقفت أمام الباب الموصد ، رحت أجذب الترباس ، كان
مُحكما ً، وثقيلاً على الجذب ، رحت بكل قواى أشد الرِّتاج ، بينما خطوات البنت الغجرية تقترب منى ، كانت روحى تسحب منى إلى أسفل ، تنفلت منها مئات العيون ناحية هوة مظلمة ، أشعر أنى أسحق فيها ، كنت أقاوم ألا أسقط فى هذه الهوة ، والتى يشدنى هواؤها البارد إلى أسفل . وقبل أن تقترب منى الفتاة
انجذب رتاج المزلاج فى يدى ، سمعت صريراً ، فتحت
الباب وأنا أهرول خارجاً ، وجدت أمامى بضع درجات
هبطتها مسرعاً ، وأمامى ، كان الخلاء برائحة الندى والشتاء ، ركضت فى طريق ترابى ، وعند أول الطريق
وجدت سيارة صغيرة واقفة تنتظرنى بداخلها صديقى وزوجته ، وفى الكرسى الخلفى كانت الفتاة ذات الرداء
الأسود تقبع عارية ، وهى تبتسم لى ، ثم فتحت لى الباب ، مدت يدها وجذبتنى إلى الداخل ، وراحت تعصرنى بشفتيها ، وصديقى ينظر لنا فى المرآة ، ويضحك ضحكات طلاها الفراغ بأطياف الجنون ، ورماد اشتعال اللحظة ،وأيضاً، زوجته تشاركه الضحك!
شعرت بدوار ، أردت أن أصرخ ، لكنهما راحا يضحكان
بينما الفتاة تعصرنى ، ثم فجأة توقفت السيارة ، وفتح الباب بجانبى ، وانتزعنى رجلان ضخما الجثة ، والشارب ، ثم أخرج أحدهما سكيناً طويلة ، مشرشرة حوافها ، وقطع رأسى ، أمسكا بجسدى ، ثم ألقياه فى
البحر ، بعد أن وضع أحدهما رأسى فى جيبه ، وركبا السيارة التى مضت بهما مبتعدة عنى ، والفتاة الجميلة
تلوح لى بيديها البضتين .
كان ثمة حلم ،
جميل ،
ومراوغ ،
جاءنى عبر لحظات قصيرة ،
بين اليقظة ، والإغفاءة .
فـتـحـى سـعـد
مارس 2005
قــنــــــــــــــــا
* هذا النص من رواية : " ظلّ النّار " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الجمال

نور الجمال


عدد الرسائل : 308
العمر : 43
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ   كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ I_icon_minitimeالجمعة 08 أغسطس 2008, 7:57 am

كنت أقاوم ألا أسقط في هذة الهوة


والتي يشدني هواؤها البارد الي أسفل


سعدت كثيرا بكلماتك

لك تحياتي ومودتي


............................................................................................................... affraid
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كان ثمة.. وبيننا هذا الفراغ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: