فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحى سعد

فتحى سعد


عدد الرسائل : 31
العمر : 63
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 03/08/2008

قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * Empty
مُساهمةموضوع: قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *   قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * I_icon_minitimeالخميس 07 أغسطس 2008, 3:57 am

للمبدع المتميز / مكاوى سعيد
عبر صوت الراوى / البطل , انفرطت لغة الحكى فى انسيابية ,
وحميمية , لتلتقى مع القارىء , فى ركن دافىء , هادىء , بعيداً
عن الصخب , لتختلى به , وتنفصل عن عالم آخر , أكثر ضجيجاً
مواز لأحداث الرواية , عالم صاخب , يصيبك – دائماً – بالضجر
, والخيبة , حد الاختناق , ثم يتركك لتموت وأنت مفتوح العـينيـن
على قارعة الفجيعة .
استطاع الكاتب المتميز أن يقبض على قارئه منذ اللحظات الأولى
, ويجعله يولى وجهه شطر أيقونة لغته السـرديـة , الـمـتـفـجـرة ,
بالإيحاءات , والدلالات الكثـيرة , والتى تقابلنا , صباحاً , ومساءاً
, دونما أن نـلـتـفـت إلـيهـا , كأننا عابـرو مسـاءات ملغـزة بالعتمة ,
منتظرين – بآلية – أن يشرق علينا صباح جديد , بـشـمـس لامعة ,
علَّنا نمسك بيوم أكثـر إشراقاً من فوضى الأمس , فنمر عبر مطّبات
الـعـتمـة , لـنـصـطـدم بشـرفات اللعـنة المطلة على حافة الفـجـيـعـة ,
, والاسـتـكـانـة .
وعبر ضمير المتكلم , يأذن لنا المبدع – كمتلقـين – بتـأشـيـرات مـرور
عبر ضواحى عالمه السردى , بلا اختناق , بابتسامة مشرقة , فى فضاء
مفتوح على نص إبداعى , ثرى بألوان الطيف , متـنـقـلا بنا عبر حيوات
نشعر أنها قريبة منا , فى دواخلنا , وعبر مسارب الروح , تنمو أزهاراً
ملونة بانسيابية عالية , ضاعت منا وسط اكتظاظ صخب المديـنة , الـتـى
باتت بلا قلب , وضوضاء السياسة , التى سحلت مواطنيها فوق أرصفـة
البلادة , والتغابى , حد فـقـدان الانـتماء , وعبثية الغربة بنكهة الضياع ,
بـيـن جـدران الـوطـن .
فنجد السارد / البطل , يـتـنـقـل بنا عبر دروب لغته السردية المرنة , إلى
أزمنة حاضرة , منفـلتة من أجواء فائـتة , إلى عوالم آنية , ومنهما , إلى
عـوالـم فانـتـازية لها رائحة الجـنة , عـوالم , لانـراها , إلا فى احلامنا ,
وحينما نحاول الامساك بـتـفـاصـيـلها الصغـيرة , تكون مستعصية على
الإمساك بها , لأنها ليست مراوغة , ولكنها , حينها , تكون قـد غـافـلتـنا
وغـفـت فى ضـلـوع وعـيـنـا الـمـراوغ .
هـذه العـوالم , جعلها المبدع , فى عالمه المـتـخـيـَّل , أمامنا , ورغم أنها
صارت أمامنا , إلا أنها – أيضا – عصية على الأمساك بها . هذه اللوحات
الفنية التى رحنا نتعمق فى ألوانها , فى خطوطها , فى خلفيتها , لنـشكـِّل منها
لوحات أخرى أكثر إيلاما للنفس , أكثر كوابـيـسية من أحلامنا الصغيرة
, والتى عجزنا فى القبض على تـفـاصيلها , عندما نحتسى قهوة الصباح ,
ونحن مازلنا نُسْحل فوق أرصفة فوضى الخيبة , هذه اللوحات المضـفـرة بكل
خطوط الجنون , مازالت تـعـصـف بنا عند شرفات التمزق الداخلى , وعتبات
الصمت الكئيب .
فنعيش مع السارد / البطل , حيوات الآخرين , مع هند / الكائن النورانى
, الـذى أصـبـحـنـا نـفـتـقـده كـثـيـراً فى تـفـاصـيـل يـومـنـا الـمـزعـجـة .
نعيش مع , سامنثـا / عصام , ذينك الشخصين الغـريـبـين , والمحبـين ,
والمختلفين عقائدياً , وعرقياً , واللذين عاشا قصة حب غريـبة , وفريدة
, فـى مـدن بـلا قـلـب .
عصام الفـنان الذى مات , وروحه لم تغادر جسده , بعد أن عرف بموت
سامنـثـا التى اكتـشـفـت إصابتها بورم سرطانى خطير, وإن ساعـاتها فى
الحياة قليلة , وبقلب مُحب حقـيـقى أرادت أن تعفى محبوبها من لحظات
الألم الأخيـرة , أن لا يـرى الألـم على وجهها , وهو يرتـدى كـآبة شـتاءٍ
غاضب , ليعصف بها , أن يراها وهى تـرقص رقصة البجعة الأخيرة ,
وهى تـنـزف ما بقى لها من حياة , فتصر إصراراً غريباً – لم يـفهمه فى
حينها – على الانفصال عنه , بل توهمه أنها على علاقـة بـرجـل آخـر,
وهى سيـدة الأعمال , التى لاتعـرف العواطف , والمشاعـر الإنـسـانـيـة
العبـيطة , طريقها إليها فى عالم البـزنـس , وعليهـما أن يـنهـيـا هـذه العـلاقـة
الجميلة , فهى لا تنكر أنها استمتعت معه , ولكنه , كالآخرين , لـيـسـوا
سوى عابرى سرير , عليه أن يـفهـم هـذا , وأنـهـا عـلـى اسـتـعـداد تـام
لتعـويـضه مادياً عن الوقـت الجميـل الذى عاشـته معه , فانـفصل عنها ,
تاركاً لها كل شىء , وعاد إلى مصر يحمل فى قـلبه , وضـلوع روحه ,
لعنة حبه , ويهجر عصام حياة الفـنانـيـن , ومعرضه , ويـتـجـه صوب
مـدارات الـغـيـبـوبـة , بـاحـثـاً عن أسـتـاذه / شـيـخه , كمريد يدخل عالم
التـصوف , ويحاول البطل أن يسترجعه , فيـفـشل فى استرجاع صديـقه
فيمضى عنه , وهو على يـقـين من عودة عصام إلى عالمه الحقيقى . ثـم
يكتـشف عصام – فيما بعد – موت سامنثا , والحـقيـقة المرعبة لما كانت
تقاسيه , والتى اشفقت عليه أن يعيشها معها لحظة بلحظة , وفضلت أن
ترقص رقصة الموت الأخيرة , وهى تـتـأرجح فوق حبال الألم , وحدها
, تـنـتظر مصيرها , تاركة ثروة كبيرة لعصام , الذى رفض استلامها ,
رفض أن يعيش فى عالم الواقع , فانقطع عن العالم , ليموت موتاً معنوياً
, محوِّلاً جدران شـقـته إلى لوحة ناطقة بكل تفاصيل حبهما , وكأنه أراد
أن يحولها إلى جدارية تحكى اسطورة عشق عزَّ أن يعرفها الإنسان .
وزينب ابنة الريف , الوافدة على رماح العاصمة , التى سُرِق منها أحلى
ما تـعـتـز به ابـنة الريف , شرفها , عـفـتها , فراحت تطوِّح بجـسدها فى
فى أرجوحة مساء طويل , وبارد , وعندما يكتشف البطل /السارد , أنها
امرأة , محترفة السير على حبال ضلالات الغوايات , لكنه أحبها , أحب
فيها الفتاة الريـفـيـة , التى مازالت رغم شـبـقـيـتـها , محتفظة بتلقائيتها ,
عـفـويتها , بـطـفـولة لا يمكن للـتحولات أن تـنـال منها , وحرصها على
احتساء كوب اللبن فى الصباح , والبطل ينظر فى عينيها العسلـيـتـيـن ,
وهو يحتسى كوب البيرة , فيرى فى هاتين العينين الجميلتين , فراشات
البراءة محلـقة حولها , حول وجـنـتيها المحمرتـيـن , هذه الفـتاة / المرأة
تـتـرك دراستها الجامعـيـة , تـتـرك أهـلها البـسـطاء , وتسافر وراء حلم
استطاعت أن تقبض عليه فى لحظات أكثـر جنونية , والتى لم يعرف السارد
عنها شيئاً, وإلى أى مدى أوصلها الركض وراء حلمها ,
الذى جعلها تـتـرك وطنها , وراء فنان مكـسـيـكى , كان عابر سرير ,
فـتعـلقا ببعضهما , ثم سافر , ليرسل لها دعوة زيارة , فهل التـقـيا ؟ هل
عاشا كمحبـين ؟ هل تركها هناك فى الغربة لأنياب الشوارع , تفترسها
فى الليالى المظلمة , حيث كآبة البرودة , وخيبة الغربة ، وفجيعة السقوط؟
لا أحد يعرف – بالضبط – ماذا حدث لزينب ؟ بل تركنا المبدع نـتـساءل عن
مصيرها المفجع , عن كل مصائر شـخوصه , بما فـهم شـخصـيـتـه
المحورية , نـتـسـائـل عن كل الـتحولات التى تـمر فى واقعـنا المثقوب ,
الـهـش , الـعـقـيـم , والـمـعـتـم .
والرواية راحت ترصد الواقع المعاش , لتحيله على واقع آخر مُـتـخيَِّل,
هذا الـواقـع الـمـكـتـظ بالكـثـيـر والكـثـيـر من المـتـناقـضات , واقع مطلى
بالازدواجية , شخوصه يعانون من أمراض نفسية , معقدة , ومستعصية
على الفهم , بدءاً من البطل / السارد , مروراً بطبيبه النفسى الذى لا يعرف
كيف يُشَخِّص حالته , متباهياً بحفنة مصطلحات يلوكها دوما ً, ثم أصحاب
البطل , رفاقه فى الجامعة , أو التنظيم المعارض للنظام الحاكم .عصام /
الفنان , أحمد الحلو/ اليسارى , الذى عجز جهاز أمن الدولة عن تصنيفه
فى أية خانة , هذا الشيوعى / الذى انقلب 180ْ, وأصبح متطرفاً , دينياً
ترك وظيفته كمهندس بترول له مستقبل واعد , إلى بائع بخور , مسابح
, وأشرطة تـبث الفكر الوهـابى , وبائع لـصوانى البـسـبـوسة , وزوجته
شاهيناز , التى كانت مـتـشددة كرفـيق يسارى , تردد كببغاء أفكار أحمد
الحلو , حد أنها طلبت من مصطفى / البطل , والرفـيـق , بلا خجل , أن
أن يـتـرك لهما – هى والحلو – شـقـته للالـتـقـاء بالحلو / حبـيـبها , لمدة
ساعتين , فجميع الرفاق يتوقعون زواجهما , ولكن لسبب ما رفض البطل
هذا المطلب , رغم أنه , وعصام , وأحمد الحلو , كانوا يأتـون بـبـائـعات
المـتـعـة الرخـيـصة إلى شـقة البطل , والـذى رفـض إحضار أحمد الحلو
بـ" مـزتـيِن " وهما على أبواب الامتحانات , فكيف يكرمـهـمـا الله وهما
يعصيانه ؟!
ولأن أحمد الحلو يـجـيـد فـن الـجـدل , قال فى جملة حوارية للبطل , هل
ينظر الله إلى نملة تدب على الأرض , هكذا نحن البشر لا يلتـفت الله إلى
تـفاهـتـنـا , وصغـائرنا . فلاقى قبولا من البطل , فأومأ له بإحضارهما ,
قمة التناقض بين دواخلنا , وما يطفح من سلوك خارجى , وأيضاً هبة /
المومس , التى مارست الـجنـس مع وليام , وعندما اكـتـشـفـت أنه قبطى
رفضـت أن تـنام معه مرة أخرى , لأنه حرام , كيف لمسلمة أن يـطـأهـا
قبطي , وكأن الشرع يجيز أن تمارس الفحشاء مع المسلمين فقط .
فأية هاوية انجرفنا نحوها ؟! لنسقط فى عفنها .
هذه المرأة المحجبة , والتى عرفها من خلال مكالمة هاتفية لها مع
زميله وليام فى الجورنال , الذى استخدم جواله. ثم رن هاتفه – فيما بعد –
, وكان رقماً غـريـبـاً , وجاءه صوت أنـثـوى , يسأل عن الأستاذ وليام ,
فـأخـبـرها أنه تـركه هناك فى الجورنال , وخلال حوار سـريـع , وبلـغة
خاصة لها شفرتها المراوغة للدخول من بوابات الغوايات ليتسلقا نبضات
المتعة , الصاعدة صوب أقصى نقطة فى قمة اللـذة , ثـم يـسـقطا سقوطا
مدوياً فى فخ مستـنـقـعات الخيبة , فالتقى البطل بـ هبة , تلك الهبة ليست
– بالطبع – هبة من الله , بل هى لعنة الواقع الهـزيـل , ذلـك الواقـع الذى
نعيش فيه بازدواجية قاسية , هذه الازدواجية المـريـرة هى قـمـة الـطـرح
الرؤيـوى عبر الخطاب الروائى الـمـمـتـد خلال زمـن الحـكى الموغل فى
أزمنة أخرى متداخلة ما بين الفائتة والآنية , استطاع المبدع أن يـقـدم لنا
رقصة البجعة فى لحظاتها الأخيرة , لحظة , تـشـرف فـيـها عـلى قـراءة
الحقيقة , التى دوما نسعى لأن نخبئها فى مكان مّا , ونحن نطمر حروفها,
شفرتها , لئلا نقرأها , فتزعجنا , فنتغابى مراوغين وجودها , بالهروب
إلى مـسـتـنـقـعـات الخـيـبـة حد الفجـيـعة , مستـلذيـن بهروبنا .
استـطاع المبـدع عـبـر لغـته السردية التى تـقـتـرب فـى مناطق من البناء
المعمارى للرواية من لغة السرد السينمائى , جاعلاً قارئه قريـباً منه , لا
ينفلت من تفاصيل الحكايا , وهذه العلاقات المتداخلة , والمـتـشابكة , حد
القلق , ليس الفنى , بل وظف المبدع هذا القـلـق , والانزعاج النـفسى فى
تهيئة مناخ غير متقلب , يجعل المتلقى داخل النص , وليس متابعاً له عن
بعد , يعرف متى يتوقف عن القراءة , ومتى يعود مستكملاً ما بدأه .
فـنجد هبة / اللعنة , التى جرفـتها لعـنـتـها لأن تمارس الحب مع كل رنة
لجوالها , وهذه الهبة / اللعنة , يتفاجىء البطل وهى ترن جرس شـقـته ,
بامرأة منقبة , فيصاب بالدهشة , معتـقـداً فى البداية أنها أخطأت الشقة ,
ثم يعرف أنها التى هاتفته منذ قليل , ثم خلال زمن اغلاقه باب الـشـقة ,
وولوجها حجرة النوم , يفاجأ – أيضاً – بامرأة أخرى عارية تماماً ,
خلعت حشمتها / إزدواجيتها , لتصل قمة السخرية من هذه اللعـنة , بعـد
انتهاء عبورهما لذة السرير, أن ترتدى ملابسها , ثم تـتوضأ , متساءلة:
أيـن الـقِـبـلـة ؟
أية خيبة سقطنا فيها بازدواجيتنا المفرطة ؟ !
هذه العلاقات الغريبة , والشاذة , التى يرصدها السارد , لحيوات تعـيش
فى اجواء راقية , هذه الشريحة التى تمثـل قمة المجتمع , بفكره المتسلق
, الخوائى من كل قـيـمـة . واجواء أخرى تـتـنـفـس قاع المـجـتـمع , بكل
صراعاته , وقاذوراته الملقاة على حواف الأرصفة , فنجد السارد يتوغل
فى حياة أولاد الشوارع , بعوالمهم السرية ، التى يغلقونها أمام الآخرين ,
وكأنهم فى مملكة مقامة فى الظل , واهتمام صديقـته الأمريكية / مارشا
بهذه العوالم التحتية , والأموال المتدفقة من جهات خارجية لتصوير فيلم
تسجيلى عن عالم النفايات البشرية , هذه المارشا / صديقة البطل تعطيه
أموالاً لتغطية مصاريف التصوير , وتمده أيضاً بكاميرا حديثة , أعدت
خصيصاً لتصوير أدق التفاصيل , والبطل , يوافقها , وهو غير متحمس
, ولكنه عرف شخصية مارشا , فـبـه , أو بـغيره , سوف تصور مارشا
هذا الفيلم , وخاصة أن علاقـتها بـشـريـحة معـيـنة فى المجتمع المصرى
مـتـوغـلـة حـد الـدهـشـة .
وقد عاش البطل مع هؤلاء الشخوص , فى عالمهم التحتى , داخل مملكتهم
المقامة فى الخرابات , والعتمة , وبعد أن كسب صداقة زعيمهم الولد كريم
والذى تفانى فى ولائه للبطل وحبه , لدرجة أن الولد أصرَّ على مقابلة
البطل فى وقت غير مناسب , وعندما ألحَّ فى طلبه , قابله البطل , ليخبره
كريم فى صـورة رجـاء ألا يـذهـب غـداً إلى نـقابة المحامين للخروج فى
التظاهرة التى ستخرج من هناك , لأن الشرطة جمعـت أولاد الـشوارع ,
والـبلـطـجـية , وأعـطـتهم أوامر صريحة بالانـدساس وسط المتـظاهرين
وافساد تـظاهرتـهم بكل طريقة حتى الضـرب والـقـتـل والتحرش بالناشـطات ,
وسوف يُغَمِّى العسكر عيونهم عما يفعلون. وقد غضب البطل فى البداية ,
ولكنه شعر بالفرح لأن كريم يخاف عليه , وهو الذى كان هناك فى داخله
ريبة من سلوك كريم , ولكن البطل , فى النهاية , عـنـدما يـقـرأ الحقيـقة
قراءة واضحة , وأثناء بحثه عن هند / النقاء الأبيض , فى ياسمين , فى
حلم يأتيه بين اليقظة والإغفاءة , يكتشف أشياء كثيرة , فى وقت متأخر,
فيقرر أن يرقص رقصة البجعة الأخيرة , قبل أن . . . لا نـدرى ( ؟! ) , قـبـل
موته , أم موت التغابى بداخله , أم رحيله النهائى الذى خطط له , موزعاً
ممتلكاته على أختيه اللتين تطمعان فى ميراثه , وأيضاً استـيـقاظ وعيه ,
من غـفوته الطويلة عبر حياته الـمـمتـدة فى زمن الحكى , فيرفض تسليم
مارشا الفيلم الذى انـتهى من تـصويره عن أولاد الشوارع , وإرساله إلى
مخرج , صديـق له , لأنه يـرتاب فى نوايا مارشا , ومن يـمـوِّلـها , وإن
صديقه المخرج المصرى سوف يـتصرف فى الفيلم , كابن بلد , وطنى ,
وهو يثق فيه , وفى نواياه , والتى لن تسىء إلى وطننا .
هذه الإفاقة فى اللحظات الأخيرة, والتى تستشرف واقعاً أفضل , وأكرم ,
عندما يكون هناك انتماءاً حقيقياً للوطن .
هذه الرواية المـثـيـرة – جداً – للجدل , الفنى , سوف تــظل عالقة بذهن
المتلقى , كما أنها – اعتقادا – سوف تظل من الروايات المحفورة فى ذاكرة
الـسـرد الـعـربـى .

فـتـحـى سـعــــــــد
مـــــــارس 2008
قــــــــنـــــــــــــــــــا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 54
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *   قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * I_icon_minitimeالخميس 07 أغسطس 2008, 9:53 pm

القاص الرائع فتحي سعد
يسعد فضاء الإبداع أن تكون أحد أعضائه ، ويسعدنا كثيرا وجودك بيننا
نشكرك على هذه الدراسة في الرواية الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية هذا العام للقاص الأديب مكاوي سعيد تغريدة البجعة ، نشكرك لما أضفته من رؤى وتحليل
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
فتحى سعد

فتحى سعد


عدد الرسائل : 31
العمر : 63
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 03/08/2008

قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *   قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * I_icon_minitimeالسبت 09 أغسطس 2008, 5:48 am

الصديق الرائع
المبدع الجميل
والناقد المحترم جداً جداً
محبة شاسعة واحتراماً بلا حدود لشخصك الجميل والمسكون بعجينة الإبداع
ومحبة شااااااااااااعة واحتراماًً بلا حدود لكل القائميين على فضاء الإبداع
أنا الذى يشكركم كثيراً على قبولكم لى فرداً من أسرتكم الرائعة فى إبداعاتها الأصيلة
والأكثر روعة فى مشاعرها الإنسانية الأكثر دفئاً وحميمية .
كم يسعدنى ويشرفنى كقاص يعيش فى أقصى الجنوب ، بعيداً عن أضواء المركزية
المشعة بكل ألوان الطيف ، احتضانكم لى بكل الكرم الباذخ بابداعاتكم الأصيلة
لأكتسب الكثير والكثير من حدائق أرواحكم المحلقة عالياً فى فضاء الإبداع ، قاطفاً
أجمل ما فيها من أزهار ملونة بعصافيرها المغردة ، وما أكثر من أزهارها الملونة ،
وعصافيرها المحلقة كصقور فى أعالى أعالى الإبداع .
أحبك موووووووووووت
أحبكم جميعا كأساتذة جئت أتعلم من فيض فنهم الجميل
أحبكم موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووت
محبتى ومودتى
أخــــــــــــــــــوك
فتحى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *   قراءة فى رواية : تغريدة البجعة * I_icon_minitimeالأربعاء 27 أغسطس 2008, 9:08 pm

أخي الحبيب / فتحي سعد
تحياتي وتقديري
إننا أمام تحليل نقدي جميل ، يستند إلى المنهج السردي في بعض آلياته خاصة آلية ك تحليل الضمير في الرواية ، فالضمير معبر السارد في نقل الأحداث ، وهذا ما وفقت فيه ، واستطعت أن تحلل أبنية السرد ، والأجمل أنك قدمت عالم الرواية للقارئ الذي لم يطلع على الرواية ، فأدخلت القارئ في عالم الرواية ، ومن ثم شاركته في احداثها تحليلا ، خاصة في عالم المشردين والمظاهرات .
شكرا لك
وأهلا بك دائما
أخوك
د. مصطفى عطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة فى رواية : تغريدة البجعة *
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: دراسات وآراء في النقد الأدبي-
انتقل الى: