عويس معوض الذي اعرفه إنسانا ومبدعا
بقلم محمد جمال الدين[/size]
[size=12]عرفته في نهاية ثمانينات هذا القرن الماضي, حيث كانت أول زياراتىللمؤسسة الثقافية, وهناك في قصر ثقافة الفيوم القديم عرفته محتضنا للجميع مع الوقت والتجربة رايته إنسانا لا يسطو على دور احد ولا يحمل أحقادا لأحد عرفته بكل مافيه من مميزات وعيوب, لا يصنع حوله هالة من وهم ولا شلة مزعومة, ولا يرتدى قناعا ليظهر وجها جميلا ويبطن آخر قبيحا, يحب من يحبة ولا يعادى من يعاديه إلا منسحبا أو مرتكنا إلى بعض أصدقائه يشكو لهم يضع همه بين من أحبهم من هم من الأموات مثل: (صلاح حامد / وسيد معوض ) ومنهم من هم على قيد الحياة مثل: ( شحاتة إبراهيم / ومحمد حسنى / وصلاح على جاد / ومحمد جمال الدين ) وأصدقاء آخرين من غير المبدعين مثل حسن احمد وعز الرجال وآخرين فهو ودود يملك الكثير من الأصدقاء, لكنه في نهاية المطاف لا يخطط ليكيد أحدا أو ليطيح بأحد, في الوقت الذي كان غيره يقاتل بكل ما يملك ليظل مهيمنا على المكان منتزعا فرص الغير, ضاربا بجذور ماكرة ليطلق الإشاعات على خصومه فيدمرهم من خلال ميليشيات فقدت كثيرا من ضميرها تظهر من خلالها ضالة العقول, فيظهر من يأخذ دور غيره من منتديات ومحاضرات وأمسيات ومؤتمرات, كثيرا منهم لم تصنعه الموهبة ولم يجرؤ على قول الحق في مقابل أشياء تافهة يقاتل من اجلها وعناوين أخرى لموضوعان لا يقدر على حمل مضمونها ولا يفهم كثيرا مما جاء بها.
انه عويس معوض يغيظني أحيانا لهروبه أو انسحابه أو نسيانه وعوده فتقسم انك ستضربه عندما تلقاه فلا تجد نفسك إلا محتضنا له ضاغطا عليه بحميمة خالصة ولا تندهش أبدا من عتابه حتى وهو يعلم انه مخطىء, فتضحك وتقول هذا عويس معوض الذي لا يمكنك أن تأخذ منه موقفا قاسيا ولا تخاصمه, ولن تخاصمه طالما يحمل وجها هادئا وقلبا طيبا وعمرا حالما وكأنه في العشرين منه. عويس معوض بلا قناع.
عويس معوض المبدع
واحد من رواد الفن القصصي في الفيوم, لم يصدر له سوى مجموعتين قصصيتين ( الرجل الذي سرق وجهي / وللحلم منحنيات)
ومع بداية ما سمعته له من قصص يملك طاقة هائلة على القص يغلفها بشيء من الثقافة والوعي لكنه حين يكتب بعفوية يكون أكثر روعة وإبداعا, لكنك تستطيع أن تميزه دون غيره ودون اى قاص آخر له عالمه وله خطه المميز فالفن الوحيد من وجهة نظري الذي يملك الحضور والتواصل معه دون غيره والتطور فيه هو فن القصة القصيرة, فمنذ البداية مع ( حسن عبد العليم / ومحمد سعد أبو الجود / وعويس معوض ) مرورا بآخرين كل له بصمته وتميزه ( مصطفى عطية جمعه / عصام الزهيرى / هالة قرني / احمد طوسن)ومن الجيل الجديد ( إبراهيم حسين / احمد عبد المنعم / ومحمد محفوظ)
أما مجموعته القصصية ( للحلم منحنيات )فهي حراك حقيقي لمبدع استطاع بعد فترة من التوقف أن يلقى بحجر وسط مياه بئر راكدة لتظهر أمواجا وموجات جديدة لقاص كاد أن يخطفه الزمن بعيدا عن الإبداع.
المجموعة منها ما يحمل أبعادا سياسية ومنها ما يحمل حالة نسميها مرارة الاغتراب, وأخرى تؤسس لعالم الحلم الذي يقابله وقفات ومنحنيات أشبه ما تكون برحلتك داخل عالم عو يس معوض ومهما اتفقنا أو اخلفنا مع بعض قصص المجموعة, لكن المجموعة بالكامل حركتها الفكرة والأصدقاء والعالم الخاص, ربما كان العمق واضحا في الكثير من قصصها مثل قصة ( عن التلاشي والولادة / انتظار / ثلاث محاور للزمن )
ثم قصص أخرى تحمل الحالة وتتدفق المشاعر في اتجاه الحلم المفقود أو الأحلام المؤجلة مثل ( هوس /إسرائيل وحشة / امرأة ), وقصص أخرى هي حالة هي حالة حراك أخرى كما سبق وأشرت في بداية السطور ربما لا تحمل نفس العمق لكنها على أية حال مقبولة بالقياس على مجموعة كاملة تحمل العنوان في كل سطر من سطورها ولا تنفصل في شيء عن عالم عويس معوض الانسانى والابداعى.
تهنئة من القلب لصديق جميل بمجموعته القصصية الجديدة وفى انتظار جديد ولن أسامحه أبدا إذا توقف أو أخذته الحياة إلى منحنيات جديدة لم يقاومه ليظل مبدعا هاما في تاريخ الحركة الإبداعية في الفيوم ولن اسمح له – وبعض الأصدقاء كذلك – أن يتوقف بين كل مجموعة وأخرى هذا العدد من السنوات.