| من حكايات النهر | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 1:55 pm | |
| المسافات تدنو .. تراك تناور روحا متمردة ؟؟ أم تراك تجاور نملا غليظا يسحب من تحتك أبسطة الحلم؟ أيها الظمآن .. عجلْ بالفتوحات ، ودقق بدفترك ربما تنم خطوط كفوفك عن عيونٍ شاردةٍ ، أو دماء تفوح روائحُها ..... قال طاهر وهو يخطط في دفتره بعض الذكريات : ـ الحبيبة تهجرني .. تعصرُ أحلامي .. وتتركني قشةً تتناقلها الريحُ يميناً وشمالاً ، ربما غبت عن الطقوس فلم أعد أعي نواميس البروتوكول؟ حرامٌ عليك الزواج ، حرامٌ عليك الصمود في وجه العاصفة.... قد تحرك الأيام ما هو ساكنٌ ، وقد يُسكتُ الدهرُ ما هو ناطق... قد تتبدلُ دموعُكَ إلى مساحاتٍ للارتجال والإبداع كالتي صفعت الشاعر على وجهه ، ونبشت جرحه ففارت دماؤه ، كالتي مرت على الزهور لتذبل ، والطيور لتقع في أسرها .... قالوا : [ كان هناك قديماً عشٌ صغيرٌ صار مدينةً كبيرةً ضمت كثيراً من المهرجين والقردة الممسوخين .. ربما زارتها تلك الساحرةُ الصغيرةُ صاحبة البشرة البضة والخيال الطائر فخلفت وراءها ظلالاً من المديح والثناء ... هكذا تدور المتضاداتُ في مدينتنا الهادئة ... نعق فيها الغراب ، وراح البومُ يشدو على المزمار حكاياته السوداء وأغانيه المريضة ، وسال فيها شلالٌ من المياه العفنة الراكدة......... كأنما غيرت تلك الساحرةُ كل الإشارات ، وطمست بعصاها المدببةِ كلَّ المعالم.... ومع الأيام البطيئة الحركة تحركت ملامحُ ، وسارت الكثبانُ تبطن قاع النهر الأعظم بهذه المدينة الكبيرة ، ومع الفيضان العارم زحفت أطنان الكثبان الرملية إلى حيث صارت مزيجا من النقاط الاستفهامية والبقع الصفراء الغريبة.......... كأنما ربتت الساحرة الصغيرة على أسئلة الطبيعة ، كأنما رتبت لقاءً سريعاً بين الصدفة والتاريخ ، بين الشتاء القارس والأزهار المتفتحة ........] قال النهرُ : (غفت التماسيحُ فلم يبق لنا سوى قطعانٍ من الحيتان الجائعة النهمة .) قالوا : [صفها] قال النهرُ : (كروشُها تلوحُ كقبة أحد المزارات الطاهرة ، المباخرُ على رؤوسِها وكأنها تتبركُ بالهواء ......... هياكل آدمية ربما كانت ، لكن نهمها حيواني ولا شك في هذا ..) كأنما انقلبت الساحرة الصغيرة إلى ذراتٍ من الرماد المؤجج ، بل بضع جمراتٍ على النارجيلة .... انظروا لهذه الهياكل النتنة التي تربت على تدخين النراجيل ولحس الكناسة !! انظروا إلى هذه الدُمى المصنوعة من آفات المواسم وهوام الأرض .... هذه مدينة لوط ، ربما زارها أفلاطون قديما فألقاها خارج جمهوريته التي أسسها على الديموقراطية وسيادة القانون ، ثم التقفها دانتي وغسلها في جحيمه الملتهب ثم جمَّلها بالساذجين الطيبين من الناس ... ربما اعتركت أحشاؤها فصارت شريطاً طويلاً مملاً ... إنها نتاج شيطاني لا شك في ذلك !! آلاف السنين مرت ، وآلاف السنين قادمة ، الديناصورات تبصق من فمها الحيتان ، والأراجيح رماديةٌ ، والسنوات تمر وتمر وتمر كأنما غادرتها الساحرة الصغيرة إلى حيث تجلب لها قريناً ، أو تأتي بجنينٍ يملأُ مستقبلها شؤما . قال طاهر : هي الخطوط المتقاطعة ، فيضٌ من العلم اللدوني .. يالذكرياتي الكئيبة ، النقاط تكون حروفاً ، والحروف تصنع أنسجةً من بكائيات التاريخ ، والنواعيرُ تهدر بالكثبان.. هي المستهلُّ ، أول خيوط الصراع .. الإنسان الحجري والعرب البائدة ، وربما ضمت أيضا بعضا من العرب العاربة تدخل عبير تداعب لحية أبيها طاهر المشغول بخطوطه السوداء البيضاء الرمادية ، فيضعها طاهر على ركبتيه وهو مستلق على ظهره زائغ العينين فتبدو عبير وكإنها نور سرمدي يخنقه دخانٌ كثيف حتى استحال ضباباً رهيباً ـ بابا ، ماهذه الخطوط الكثيرة؟! ـ قرابين اللحظات ، وآيات الاستقرار..... ـ لا أفهم !!! ـ وكذلك أنا ، إنها تشبه عبادات الأسرار الإغريقية ، أو طلاسم حالات الصوفية ، إنها عميقةٌ جدا ..... ـ ما هي ؟!!!!! ـ هذه الواحة المنكمشة كقبضةٍ في يد الشيطان ، هذه المياه العابسة عبوس ملايين البشر (تخرجُ عبيرُ وهي تصيح : أبي .. أبي ... لا أفهم ما يقول ، أبي يقولُ ما لا أفهمه .... ماما أدركي أبي ..... أدركيه) قالوا : [ من معالمها البارزة هذه الأضرحة الكثيرة التي تحكي ما جرى فيها من سياط السخرة ، وأتاوات الباشوات طيورها مذبوحة ، وليلها بهيم ، وشتاؤها داكن الغيوم شديدها ، أقام ملكٌ فيها وعزل ثم تولى ابنه فقتل ، ثم قادها حفيده ففسدت أشجارُها واستحالت أوقاتُها عدماً كأنما زارتهم الساحرة الصغيرة ذات البشرة البضة والخيال الطائر فأعطت الملك خشبةً ، وناولت ابنه مكنسةً ، ووهبت الحفيد وجها لعينا مقيتا مقززا ...] قال النهرُ : ( حجبوا حاشيتي ، ولملموا ثيابي إلى ما فوق الركبة ، كأنما التبرج هدف والإغراء غاية .. لا أفهم !!) قالوا [ بماذا تدينُ مدينتُكَ ؟! ] قال النهرُ : ( بسبعٍ عجافٍ ، وجبلٍ بالطور انهار دكاً حين تجلى له رب العزة وليس لنا إلا التسليم .... ربما في مجمع البحرين دانت بما دانت ، وربما بنفحةٍ من العذراء البتول التي كأنما أزهقت روح الساحرة الصغيرة فلم تعد تظهر على أحدٍ أمامها ... قال النهرُ : بذات الصواري تدين ، وبيرق أخضر تظلله أنوارٌ من السماء ، بالملايين من اللُجُب والنواقيس ، بالفراعين وقول الله الواحد الأحد .... مدت هياكلها قروناً ، وصارت القرونُ هياكل يهرعُ إليها الناسُ ... الحق أقول مرت من هذا الطريق قوافلٌ من الديناصورات كانت تجرُّ وراءها قطيعاً من التنانين ينفثُ من فَيهِ أسراباً من الحيتان والكروش ... يالمنظرها الجميل ، إنها قطعةٌ من الفردوس ، جنة المأوى ربما كانت لكنما حملت في جوفها سفاحاً ، عارا يطل ملوكُها ، واستغاثاتٌ برب العزة .... أيتها المعادلة الصعبة !!! ربما تحتاجين آينشتين أو نيوتن أو ربما جابر بن حيان ، أو حتى بنتاؤور الشاعر الفرعوني ليضربَ لك قصيدة عصماء ربما تكنسك رياح ماركس ، وتغسلك أفكار بن عربي ، وتلفك أشعار بن الفارض وبول فاليري وفيرلين ، والإمام الغزالي ليغزل لك طوقا للنجاة .. النبات البنات الشهود النهود الفضيلة غاضت منابعُها .. خليطٌ من السموات العالية والقبور العميقة الغور .. جبال شاهقة وجرف كبير ، ثلاثة رجال مخنثين ، وفراش ونطعٌ ثقيلٌ ... ربما سبق الفراش والنطع الثقيل الرجال الثلاثة المخنثين ... وربما سبق الرجال الثلاثة المخنثون ، وربما كان الجميع مزيجاً من أسلحة الدمار الشامل ، جيوباً من بيهاتش أو جورازدي أو حتى جروزني أو القدس الحبيبة ..... هو الخط المستقيم يتعرج ، الشموس التي تخلف وراءها رائحة الحريق , الفجر المكتوم .. هم النصابون الدجالون ، هم الزبانية الخائنون ، ربما كانوا صنوفا مستوردة من الخيال المزيف ، من العباءات الزاهية الحريرية المثيرة للجلد .. الحارقة له ، المعذبة لمسامه ثلاثة رجال مخنثون يقيمون عرشا على التلال ، وفوق أكتاف الناس الساذجين ، ومن النهر المبطن بالكثبان الرملية قبضون على رقاب الحيتان لتكون خدمهم ، ويستخفون الناس فيطيعوهم تنهض الحيتان ذات الكروش الكبيرة على مراكبهم المزدانة برقاب الناس الساذجين الفاسقين ، وبيارق الرياء القاحلة القاتمة ثلاثة رجال مخنثون عاش كل واحد منهم ألف عام ، ربما كانت عزبة توارثوها ، أو تكيةً لأحد الحكماء الظالمين ، سموها من حروفهم فصار اسمها يأخذ من كل واحد منهم رمزاً كأنما باركتهم الساحرة الصغيرة ذات البشرة البضة والخيال الطائر ، كأنما غسلتهم من صبار الصحراء وسراب الرمال المملوءة بالقيظ ربما صاروا رؤوسا كأنها الشياطين ، أو شياطين كأنها الرؤوس .... لا يهم ... جذورهم شجرة الزقوم ، وأرجلهم لعنات تنصب على المعقول...... ربما رسمهم قلم صمويل بيكيت ، أو همشهم فرويد وضمَّنهم أراءه ... ربما أسكنهم الفارابي مشانق مدينته الفاضلة قال النهر : هم المرتدون ، جيوش الروم والفرس ، دبابات روسيا وطائرات أمريكا ، تهويد القدس ، التصحر ورصاصات الصعايدة الطيبين هم شجرةُ الدر ، هتلر ، يزيد بم معاوية فالعن يزيد ولا تزيد .............) قالوا : [ أيها النهرُ هل تحكي ... إنا لمنتظرون ؟؟ ] قال النهر : ( ثلاثة رجال مخنثون أولهم ملكٌ ... وثانيهم ابنه .. وثالثهم حفيده ، جميعهم واحد وواحدهم يمثلهم جميعا ) لازال صوت عبير يهتف في المنام .. أمي .. يا أمي ، أدركي أبي ..... أبي يقولُ ما لا أفهم .. وأنا لا أفهم ما يقول أبي فأدركيه يا أمي أستحلفك بالله . يفيق طاهر على صوت ابنته فيصيح : ـ عبير لن تفهمي .. أمك لم تفهم .. وأنا أحاول أن أفهم .. حاولي ربما تنجحين أنتي ... حاولي أن تفهمي فربما تعينين أباك ... ولازال صراخُ عبير عاليا مسموعا واضحا قويا : أدركية يا أمي أدركيه. | |
|
| |
نور الجمال
عدد الرسائل : 308 العمر : 43 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 21/07/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 2:26 pm | |
| مررت من هنا تحياتي | |
|
| |
حنين محمود
عدد الرسائل : 272 العمر : 42 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 3:36 pm | |
| دكتور محمد أكيد دا الجزء التاني من نصك من حكايات النهر بس انا حاسه إن ده مفروض يكون الجزء الأول لأنه واضح جدا انه بيدخلنا لحكايات النهر استمتعت جدا بالقراءة | |
|
| |
رشا صابر
عدد الرسائل : 379 العمر : 42 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 5:43 pm | |
| جميل يا دكتور محمد نصك جميل جدا | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 7:05 pm | |
| جميلة جداً .. لو في حكايات تانية للنهر خليه يقول .. و انا هسمع . دمت بخير. |
|
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| |
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 7:20 pm | |
| - حنين محمود كتب:
- دكتور محمد أكيد دا الجزء التاني من نصك من حكايات النهر بس انا حاسه إن ده مفروض يكون الجزء الأول لأنه واضح جدا انه بيدخلنا لحكايات النهر
استمتعت جدا بالقراءة الرقيقة حنين بالفعل هذا هو الجزء الأول من الرواية وقصدت من عنوانه حكايات النهر فقط بدون أرقام الإشارة الضمنية لذلك شكرا لملاحظتك الهامة جدا | |
|
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 7:21 pm | |
| - رشا صابر كتب:
- جميل يا دكتور محمد نصك جميل جدا
شكرا استاذة رشا على جمال المرور | |
|
| |
شريف الحكيم
عدد الرسائل : 1040 العمر : 57 الجنسية : مصرى تاريخ التسجيل : 29/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 11:35 pm | |
| قال طاهر : هي الخطوط المتقاطعة ، فيضٌ من العلم اللدوني قال النهرُ : ( بسبعٍ عجافٍ ، وجبلٍ بالطور انهار دكاً حين تجلى له رب العزة وليس لنا إلا التسليم قال النهر : هم المرتدون ، جيوش الروم والفرس ، دبابات روسيا وطائرات أمريكا ، تهويد القدس ، التصحر ورصاصات الصعايدة الطيبين هم شجرةُ الدر ، هتلر ، يزيد بم معاوية فالعن يزيد ولا تزيد .............)قالوا : [ أيها النهرُ هل تحكي ... إنا لمنتظرون ؟؟ ] 0000000000000000000000000000000000000000000000000000 قال النهر : ( ثلاثة رجال مخنثون أولهم ملكٌ ... وثانيهم ابنه .. وثالثهم حفيده ، جميعهم واحد وواحدهم يمثلهم جميعا ) لازال صوت عبير يهتف في المنام .. أمي .. يا أمي ، أدركي أبي ..... أبي يقولُ ما لا أفهم .. وأنا لا أفهم ما يقول أبي فأدركيه يا أمي أستحلفك بالله . يفيق طاهر على صوت ابنته فيصيح : ـ عبير لن تفهمي .. أمك لم تفهم .. وأنا أحاول أن أفهم .. حاولي ربما تنجحين أنتي ... حاولي أن تفهمي فربما تعينين أباك ... ولازال صراخُ عبير عاليا مسموعا واضحا قويا : أدركية يا أمي أدركيه. >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> الجميل د/ محمد ربيع هاشم باللة عليك لقد ذهبت بنا معك بعيداَ بعيداَ 0 ثم أتيت بنا مرة اخرى 0 ثم تركتنا عطشا 0 الا توجد بقية 0 نريد المزيد 0 اكيد للحديث بقيةمودتى | |
|
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 11:41 pm | |
| - م . شيماء علي كتب:
- جميلة جداً ..
لو في حكايات تانية للنهر خليه يقول .. و انا هسمع . دمت بخير. مهندسة شيماء شكرا للمرور | |
|
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: من حكايات النهر السبت 09 أغسطس 2008, 11:42 pm | |
| | |
|
| |
| من حكايات النهر | |
|