المزايدة علي السادات

كثر الحديث عن الفيلم الإيراني "إعدام الفرعون" فقد تصدر الخبر معظم الصحف القومية والخاصة والحزبية بالاضافة إلي مناقشته في معظم الحوارات التليفزيونية مع استضافة أسرة الراحل "اخوته وبناته" اللذين قرروا رفع دعوي قضائية ضد منتج ومخرج الفيلم والدولة الإيرانية بأكملها مطالبين بتعويض كبير.. واتصور ان موضوع التعويض فرغ القضية من محتواها وكان الاجدر بهم قراءة الأحداث بتأني وترك السلطات المصرية تأخذ حق الرجل صاحب القرار الأهم في تاريخ مصر الحديثة وهو الخروج من حالة اللا حرب واللا سلم واختار الوقت المناسب والساعة المناسبة للانقضاض علي العدو الإسرائيلي الذي كان يدعي في ذلك الوقت بأنه لا يقهر.
نعود إلي لب الموضوع الذي نحن بصدده والذي يشعرنا بالخزي والعار علي حال أمتنا العربية التي أصبح فيها فئات من أصحاب النفوس الضعيفة والعقول المتحجرة التي سخرت كل شيء لصالح أفكارها المتطرفة وأراقت الدماء وأساءت للأمة وللدين السمح الذي ينادي بالرحمة والعدل والسلم والأمن والأمان.
الطريف ان أصحاب العقول المتحجرة خرجوا علينا بأشياء غير منطقية علي الاطلاق فقد ذكر أحد كتاب السيناريو المشهورين ومعه شركة انتاج كبيرة بأنهما سوف يقومان بانتاج فيلم تحت اسم "الخميني بحر الدم" وذكروا انه سيتناول التاريخ الدموي للرجل وكيف ترعرع الإرهاب مع بداية عصره وحتي الآن.
صاحب القرار العنتري تصور انه بهذا الإعلان سوف يجذب إليه الانتباه من كل صوب وحدب ولكن المسألة أخطر من ذلك بكثير لانها تعلن ان تصل إلي صراع بين الدولتين ولو أنهت الدولتان المسألة دبلوماسيا سوف يقوم أصحاب الأفكار الهدامة بعمل أفعال حمقاء بعيدة عن المنطق وعن المألوف وبعد ذلك سوف يبرروا أعمالهم مدعين ان الدولة هي صاحبة قرار انتاج الفيلم وهذا ليس غريبا فقد خرجت طائفة منا ورددت نفس الكلام عن فيلم "اغتيال الفرعون" وزايدوا علي وزارة الخارجية دون ان يسأل أحد منهم عن ملابسات انتاج الفيلم وعن هوية مخرجه ومنتجه وجهة تمويله وتفتش بجدية لتعرف هل حقا تدخلت الحكومة الإيرانية في التمويل أم لا.. الأغرب انه عندما أعلنت وزارة الخارجية عن بيانها وقالت ان الفيلم انتجه مجموعة متطرفة وان القائم بالأعمال القنصلية الإيرانية بالقاهرة اعتذر رغم ذلك لم يلتفتوا للكلام واستمروا في حشد غضب الرأي العام.
أما الشيء الذي يدعو للسخرية فهو خبر القضية التي أقامها المنتج وخبير المكياج محمد عشوب علي ممدوح الليثي بصفته نقيبا لنقابة السينمائيين بسبب رفضه طرد خبراء المكياج الإيرانيين من مصر بسبب الحدث الجليل فيلم "إعدام الفرعون" رغم انهم لم يشاركوا فيه لا من قريب أو بعيد.. والمتابع لقصة خبراء المكياج في مصر سيعلم ان عشوب طالب أكثر من مرة بطردهم لانهم أوقفوا حال خبراء المكياج المصريين بسبب مهارتهم وأجورهم التي تقل كثيرا عن المصريين.. ولكن هذه المرة كان الفيلم الشماعة ومقصلة العقاب.
في النهاية لابد ان يعلم الجميع ان السادات هو رئيس مصر السابق والدولة كفيلة بالدفاع عنه وما فعلته زوجته وأولاده هو عين العقل ويجب علي كل من أعلن نفسه وصيا عليه ان يرفع يده عنه.. ويكفي السادات الأفلام العالمية والمحلية التي رصدت حياته والأعمال التي سوف تنتج قريبا.