لم احدد له نغمة خاصة علي جهاز المحمول لكنه اصبح يؤرقني بشكل كبير حتي تاكدت ان ناصر هو الوحيد الذي يمتلك رصيدا في محموله رغم عدد اصدقائي المسجلين عندي والذي يزيد علي الخمسين
قصائد جديدة كتبتها احتاج رايك فيها
انت اين الان؟
نلتقي بعد نصف ساعة علي مقهي وسط البلد
لم استطع ان ارفض فهو الوحيد الذي يمكنه ان يسحبني دون تفكير
اخرج من حقيبته عدة اوراق وراح يقرا قصائده التي مللتها واصبحت احفظ بعضا منها عن ظهر قلب
_ما رايك ؟
جميل ....لكن..........
_اسمع هذه
لم استطع ان اطرح رايي صراحة تجنبا للحرج او ربما هو لم يعطني الفرصة المناسبة لذلك
راح يفرا قصائد كلها وانا اسحب سيجارة بعد سيجارة من علبته المستورد التي القاها علي الطاولة بجوار كوب الشاي
_ها
ما رايك؟
قولت لك......
_اسمع اخر قصيدة
قل
تركته يقرا وانشغلت بطفل ينام علي رصيف مجاور يتكور جسده من شدة البرد
فجاة اختفي وجه الطفل ورايت وجها اخر يتركب علي جسده . كان الوجه الاخر لابني اياد الذي تركته علي جهاز الكمبيوتر يلعب جاتا
سقطت دمعة حاولت قدر امكاني الا يلمحها ناصر المنشغل بقراءة قصائده
هل يمكن للقصائد ان تخلق شيئا لهذا الطفل يتغطي به في ليل يناير؟
هل يستطيع ناصر ان يرسم صورة شعرية لرغيف طازج وطبق من الفول الحار لهذا الطفل؟
تدحرجت دمعة اخري
_ما رايك؟
شئ مزعج
_القصيدة؟
ها
لا
الطفل
_اي طفل ؟
_القصيدة لم يكن فيها طفل
القصيدة كانت تتحدث عن الجشع الذي اصبح منتشرا بشكل كبير
تتحدث عن الصراع الطبقي في مصر بعد عبد الناصر وبداية من عصر الانفتاح
_اصحاب العز اصبحوا يمتلكون مصادر الثروة ويحرمون المساكين ومحدودي الدخل كل شئ
ادركت انه لم ير الطفل الذي ينام علي الرصيف المقابل لكنه يتحدث عن ازمة شعب كامل
_هل خرجت في مظاهرة من قبل ؟
نعم . عدة مرات هنا في المحافظة مع حركة كفاية
_ههههههههه
_انا من الاعضاء المؤسسين لكفاية في القاهرة
_خد اخر قصيدة
انتظر
عندما مرت امام المقهي لفتت انظار الجميع بشعرها الاصفر الطويل والبادي الاحمر الذي يطرز صدرها ويجعله نافرا كانه سيهرب من جسدهل الي عيون هؤلاء الجوعي في المقهي
_جميلة ؟
يعني
_ماذا تحب في المراة؟
عيونها
_فقط
؟
لا . وصدرها
_يا مجرم .. اكمل القصائد
وقفت علي جانب المقهي تنتظر تاكسي مع زوجها الذي لا يمتلك ان يمنع العيون التي اطلقت السهام نحوها في دهشة ثم انطلق الجميع بالضحك حتي زوجها عندما تحركت سيارة كانت تقف خلفها فضربتها في مؤخرتها
قانون المرور الجديد يمنع الوقوف في الشوارع الرئيسية
قانون؟؟؟؟
_هل يوجد قانون اصلا؟
_هدا قانون جباية واستنطاع لفرض الهيمنة من عسكري المرور وامناء الشرطة علي السائقين الذين كانوا _ يغمزونهم_ بالجنيه اما الان فلا قيمة للجنيه في ظل ارتفاع العقوبة والغرامة الفورية
_ناس تدفع غرامة وناس تحصد جوائز حتي الشيوعين
من تقصد؟
_اتركني اكمل القصيدة الاخيرة
لا قل من اناحصلت علي جائزة تافهة جدا
_حلمي سالم :تقديرية
مازالت عيناي تراقب الطفل الذي بدا يتحرك علي الرصيف الاخر
(شرفة ليلي مراد قصيدة )عادية لا تستحق كل هذه الضجة
_ولا تستحق جائزة
ربما هذا رايك ويجب ان احترمه
_هذا ما يعجبني فيك يا ليبرالي انت
_لكن كيف للرب ان يزغط البط ؟
_او ينظم المرور في شارع زكريا احمد؟
لم يستطع صديقي الذي سحب مقعدا وجلس مديرا ظهره لناصر ان يسكت
"*يجب ان تفهم دلالة الرب في النص
_قصيدة النثر ليست شعرا علي الاطلاق
ربما نام جائعا
ربما لا يجد ساندوتشا واحدا ورائحة اللحوم تنطلق من اسياخ حاتي المدينة بجوار القهوة
قصيدة النثر شعر ولا يمكن ان ننفيها من خارطة الابداع
_تعتبرون ادونييس شاعرا؟
ههههههه
وانت تعتبر السادات زعيما ؟؟؟؟؟
استقلت المراة مع زوجها التاكسي واالعيون تراقبها
ناس لها حظوظ
هل كانت اموالنا حرام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غير الحجر يا فؤاد
الثورة قادمة قادمة اليس كذلك؟
هههههههههههههههههههه
عندما يستيقظ الطفل
ستاتي الثورة
اي طفل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موضوع: قصة قصيرة :مشاهد خاصة جدا : 
الإثنين 18 أغسطس 2008, 2:15 am
