القبر يتحرك احيانا

لم اشر لذلك السائق الذي كان يريح جواده لكلل اصاب
قدماي ولكنني اردت ان اري العلم في لحظات دون ان يشعر بي احد فكأن هذه
العربه التي وضع سائقها اسفل بابها الذي فتحه بعد اشارتي له سلم خشبي
وجواده الاسمر كالاعصار، بينما كنت اصعد السلم الخشبي قلت للرجل (الي
النيل) فاغلق الباب ورفع السلم وكبس طربوشه فوق المنديل المحلاويورفع طرف
جلبابه الكالح وصعد الي مكانه المعتاد.
لا اعلم ما الذي جعلني استرق
صوت خطوات الحصان علي قطه البازلت السوداء المرصوصه بجوار بعضها ناظرا
للنيل من فوهه المجري اسفل مقدمه الجسر ، وقع خطوات الحصان تشبه الماره
فكلهم يرتدي بدل غامقه مغلفا راسه بطربوش احمر و كأنه يحافظ علي افكاره
من التلوث بدخان افكار الاخرين المنبعث من كلماتهم البعض منهم يسحبون
نسائهم خلفهم بخطوه كل هؤلاء السيدات يسرن مرتديات قطع من سماء الليل
السوداء يحلن بين انوفهن والغبار المتطاير من النظرات بقماشه بيضاء
مستطيله .
ارتفع صوت اذان العصر بينما كانت عجلا السياره التي اشعر
وانا خلف زجاجها انني اجلس فوق بندول ساعه الحائط المعلقه في غرفه جدي
تنزلق علي مدخل الجسر ، لا اعلم ما الذي جعلني اصرخ في السائق ذي الحله
السوداء والكاب الكارو ان يسرع ربما روعني من خلف الزجاج مظهر الاسود
اللذين يجلسون لاول مره في مدخل الجسر ، اربعه عيون فتيه ومثلها علي
المخرج تصرخ في نظراتهم فهم لا يرغبونني بين رعاياهم المارين من علي الجسر
، قتيات عائدات من العمل او الجامعه وفتيه يتابطون الكتب واخرون يتابطون
فتيات هائمات وانا انظر لهم باشمئزاز بينما الاشبال الاربع سعداء بهم .
حينما
زحفت جحافل الظلام حاكمه قبضتها علي سماء الجسر كانت عجله القياده التي
يامرها شاب تلف السلسله رقبته اسفل قميص مشجر الي تحت اقدام الاسود التي
اصبحت هرمه الان فقد اصابهم الصمم من جراء الصوت المنبعث من كشك لبيع
شرائط الكاسيت علي اول الجسر تخنقها روائح عربات الكبده والفشار وحمص
الشام المستقره وسط الجسر بين الكثير من المقاعد البلاستيكيه علي طواري
الجسر بجوار الاسوار التي يقبع النيل خلفها مستسلما يستقلر عليها الكثير
من الاطقم الجنز يضحكون في هستيريه مع صديقاتهم فتوقفت السياره ربما اكون
قد وصلت ...؟
[/size]

أخي العزيز

لقد استمتعت بهذه القصة

شكرا على هذه الدقة في سرد الاحداث وانسيابية النص

دمت مبدع تقديري

جميله الفكره يا معلم ، واحد يبتدى مشوار فى الحنطور سنة 1930 و يوصل قول مثلا من العباسيه لجزيرة بولاق سنة 2008. يدوم الجنان الحلو يا معلم

المبدعه ضحي بوترعه
اشكر مرورك علي قصتي
هاني

الصديق المبدع حسان
بالجنون وحده نحيا
هاني