فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 )   بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) I_icon_minitimeالأحد 24 أغسطس 2008, 12:54 am

[b]
بين الراوى والحكاء
قراءة فى رواية حكايات شارع البحر لأحمد والى
العربى عبد الوهاب

[font=Verdana]قدم أحمد والى (1) فى روايته شخصيات متعددة جميعها ترغب فى اقتناص خمر الحياة وتعاند جبروتها وتنطلق بأحلامهم خارج حيز التهميش المقصود ، شخوص تشكل فضاء من الحكايات تحمل ملامحهم وتنحت تضاريس حياتهم ، فتتوقف الرواية أمام حقبة السبعينيات كبؤرة للتحول ، حيث ينتقل أهالى ههيا من طور العلاقات السائدة فى المجتمعات الزراعية إلى أطوار أخرى من المدنية الحديثة التى تهمش الإنسان ، وتفصد أواصر الحميمية ، فتتفشى الأمراض التى تضرب بجذورها فى أعماق الجماعات المتماسكة ؛ لتحل بدلا منها صيغة ومفهوم الفردية ( الآنوية ) هذا الانتقال مصحوب بتحولات الزمن الخارجى للرواية من العهد الناصرى إلى مرحلة الانفتاح .
وإذا سلمنا بأن مجموعه التقنيات المستخدمة فى تشكيل العمل الفنى هى المنوط بها إنتاج الدلالة الكلية للنص ، يمكنا القول بأن تقنية إنشاء الحكايات وتجاورها وتلاحمها ومفارقتها بعضها البعض لهؤلاء الشخوص المفعمين بالحياة المنشغلين دوما بنزقهم الطفولى ورعونتهم ومواقفهم الباعثة على التندر والفكاهة ، وأحيانا الكوميديا المبكية تمثل متكأ تنهض الرواية عليه ، أو هو اللبنة الأولى التى خلقت المناخ الفنى والفضاء الدلالى ، وشكلت بالتالى البعدين الزمانى والمكانى الذى شاهت ملامحه حيث تتشظى تحت وطأة أمراض الانفتاح " والمبدع يهدف أساسا من وراء عمله إلى التواصل مع الآخرين وعمله لا يكتمل فى ذهنه إلا بحدوث عمليات التلقى والاستقبال المناسبة من الآخر لهذا العمل الإبداعى ، فالإبداع هو عملية تفاعلية قوامها الاحتكاك النشط بين الأنا المبدع المرسل والآخر المتذوق المستقبل " . (2)
والكاتب بلجوئه إلى تقنية الحكاية أفاد من الميراث السردى المتمثل قى حكايات " ألف ليلة " حيث تستولد الحكاية حكايات أخرى .. ويستمر التدفق السردى عبر فصول الرواية المزدحمة بالشخوص والمواقف والأحداث ، فكأننا قد دلفنا إلى نهر الحياة المتلاطم الذى لا تهدأ أمواجه ولا تفيق شخوصه إلا على الصراع من أجل نيل لقمة العيش ، أو اقتناص الدفء ويتم ذلك عبر المفارقات النصية التى تخلق بدورها نوعا من الكوميديا التى تبث روح المتعة وتبعث الدماء فى عروق الحكايات وتخوض بها فى أعماق الوعى الشعبى لدى هذى الشخوص " وللسرد دور كبير فى تشكيل الشخصية فى النص الروائى ، فمن خلاله يتم رسم ملامح الشخصية وتشكيلها تشكيلا فنيا ، ودلاليا فى الرواية سواء على مستوى وظيفة الشخصية ودورها الدلالى الذى تقوم به فى الرواية ، أو على مستوى طبيعة السرد وعلاقته بالشخصية " (3) وإذا كان الأسطى عبد الودود الحلاق هى الشخصية المهيمنة ولا أقول بطل الرواية لأن النص وإن كان يسعى إلى تأسيس أيديولوجية سردية له ، فإن معظم الشخوص بداخلهم بطولة من طراز خاص ، فعبد الرحمن أبوفول لا يقل عن الأسطى وعبده البشبيشى بحضوره المرح لا يقل عن عطية البلاسى ، وتتواتر الحكايات كاشفة بعمق ووعى شديدين عن تلك الشخصيات المهمشة ، موغلة فى جوانب حياتهم الاجتماعية والنفسية ، فنرى عبد الرحمن أبو فول يعرى لباسه الداخلى للمحقق بعد القبض على رجال ههيا إثر حرائق الانتخابات المزورة فيكتشف المحقق أن عبد الرحمن شارك فى تمزيق اللافتات الانتخابية كى يصنع لنفسه لباسا يستر عورته ، الحدث يكشف بعمق عن الأبعاد السياسية والتاريخية لتلك الشريحة المقموعة على مدار تاريخها الطويل ، أيضا تنزع الحكايات غلالة المقدس داخل الحيز السردى فالشخوص عندما يطلقها الكاتب ويحررها من سجنها فى الكتابات السابقة تنطلق ناطقة بحرية مخترقة التابوهات ، متخذة من الجنس حيزا يناقش كم الرغبات المكبوتة لدى هذه الشخوص التى ترى الحياة فى خصوبتها كالتربة الزراعية حين تقلبها بالفأس وتودع بشكوكها البذور .

• بناء الشخصيات :

تعتمد الرواية على طرح شخصية الأسطى عبد الودود الحلاق ، بوصفه نموذجا شعبيا للإنسان المصرى ، الذى يمتلك خبرات عريضة من الحياة تؤهله أن يتصدر أكثر من نصف فصول الراوية ، ويقدمه الراوى قائلا ( أول من تجد عند حدوث حريق يحمل جرادل المياه ويحفز الناس حتى إذا جاءت عربة الإطفاء وجدت كل شئ قد انتهى وخمد الحريق فلا تعمل غير محضر إهمال للمنكوبين ( أدى اللى الحكومة فالحة فيه ) ص 54
وإذا كان ( هو أول فى الملمات فهو أول فى الأفراح ، وهو ثانى من تحدث لغة الطير بعد سليمان النبى ) 54
فتلك الشخصية بهذا الطرح تتشكل عبر مواصفات الأبطال الشعبيين الذين يمتلكون صفات الجدعنة والشهامة لفرط إنسانيتهم الشديدة وإيثارهم للآخرين .
لم يتطرق الكاتب إلى وصف الشخصية من الخارج بل عبر طرح الأفعال والمواقف ، فإذا كان الوجود/ الواقع فى حالة صيرورة دائمة فالوجود هو الفعل والأفعال هى سر الوجود لذلك تحضر الشخصيات الأخرى عبر هذا المنفذ لتأسيس وجودهم بموجب مواقفهم ونوادرهم .. فالكاتب لم يقدم الحلاق بوصفه نماما كما اعتادت الرواية والسينما برؤية سلفية جاهزة ؛ وإنما قدمه من مدخل إنسانى يكتسب دلائل بطولته عبر أفعاله ومواقفه التى تساهم فى تطوير النسيج الروائى الفاعل فيه .. لذلك تشع شخصية الأسطى متوهجة ويتبدى ذكاءه عندما يصر الكمسارى أن يقطع تذاكر الإوز فيوقعه الأسطى فى شرك أن يقطع لكل إوزة تذكرة خاصة بها ويجلس كل واحدة على مقعد ، مما يمنع الركاب من الجلوس ويسبب حرجا لهيئة السكك الحديدية .
الرواية ابتدأت أحداثها بموت الأسطى وتحديد مدى ثقله عند أهالى ههيا أمام عزاء نائب البرلمان وحضور مقرئ الإذاعة والتلفزيون وعند سماع الخبر يهرع أهالى ههيا تاركين العزاء والمقرئ متوافدين جماعات إلى المدافن للمشاركة فى تشييع الجنازة .. وإذ يقدم الراوى ذلك الموت إنما يعكس دلالة غير مباشرة على قرب انتهاء هذا الزمن الجميل زمن الأسطى عبد الودود المنتمى بكليته إلى المشروع الناصرى والأحلام الاشتراكية ووعيه الشعبى بأن العرق الحقيقى فى السعى وراء الرزق لا يمكن أن يخلف لصاحبه ثروة كبيرة فالثروة عنده محل شك يتشكك فى أطروحات الثروات مجهولة المصدر ويتنكر للرأس مالية الفجة التى تفشت أبان فترة الانفتاح .. ونلاحظ كيف يتحول صالون الشعب إدارة الأسطى عبد الودود إلى ( أفلام الطنى إدارة سيد العاطفى الأخ الأصغر للأسطى ) .
هذا التحول يعكس أبعادا اجتماعية تهز أركان المجتمع خلال السبعينيات ، حيث سقطت القيم وتهاوت المبادئ العظيمة وليدة ثورة يوليو لاحظ دلالة العنوان صالون الشعب وكيف تحول نفس الدكان إلى محل لبيع أفلام الفيديو ، وما بين التحول التاريخى والسياسى الذى انعكس بالتبعية على شكل البناء الاجتماعى بحلول الانفتاح .. انحسرت بالتالى الشخوص الإيجابية فى الرواية فمات الأسطى عبد الودود وصديقه عبد الرحمن أبوفول ، وأدرك أهالى ههيا أن هؤلاء الهامشيون لا يقلون أهمية عن أعلام ههيا .. تلك الإشارة الدالة تمثل احتفاء الكاتب بالمهمشين وتناول حكاياتهم ومواقفهم النادرة كتاريخ بديل عن التاريخ الرسمى ، وتعكس ملامح تركيب شخصياتهم وعوامل المكونات الفكرية والفلكلورية والشعبية التى تحرك هؤلاء الشخوص وتدلف بهم إلى حيز الحياة ، كأنهم بتلك الملامح يعكسون تحول المدن الريفية / الزراعية إلى المدن الأخطبوطية التى تقهر أهم ما فى الإنسان .. إنسانيته . " فبعد أن كان كتاب الرواية التقليدية يهتمون بالافتتاحية فى الرواية ، مركزين فيها على الزمن الماضى حيث تتكون الافتتاحية من عنصرين أساسيين هما الماضى والمكان " (4) ومن هنا يتضح لماذا افتتح الكاتب روايته بذلك الفصل المنقول عن كتاب وصف مصر الذى سجله علماء الحملة الفرنسية فى أوائل القرن التاسع عشر مخالفا الرواية التقليدية فى الافتتاحية الوصفية لماضى المكان ، ولهذا الفصل دور فاعل يتجادل مع نهاية الرواية ، ويخلق مفارقة صارخة تعبر عن مدى التحولات المدمرة التى لحقت البيئة / المكان الذى كان يحفل بشخوص تقاوم صلف الحياة وتعنت السلطة وتبحث عن فرحها الخاص متمثلا فى إحياء مولد الحاجة آمنة أو سرد نوادرهم الكوميدية ، لنتوقف أمام عبد الرحمن أبوفول عندما علق ولده محمود بيبو من قدميه فى عروق الخشب بعد أن سرق نصف جنيه ثمن خبزهم كى يشاهد فيلم سارق الملايين والموقف هو حضور ابنه صالح ومعه الصول مع ضرورة تقديم الطعام كواجب ضيافة وأبوفول الفقير كان يلعب مع امرأته الكوتشينة ( وهمو بيلعبو الواد كان لسانه مدلى زى المشنوق ورايح جاى بعينه الباظه بين أمه وأبوه يتابع اللعب ويقول لأمه : بالعند فيه قشى بالولد ، خلى الكومى يمكن تبصرى ، هيه .. هيه .. بصره . الصول شاف المنظر عقله طار ، كمل عليه عبد الرحمن : قومى يا فريدة هاتى صابونة بريحة وفوطة نضيفة ومشط ، علشان حضرة الصول يغسل شعره من عفر الطريق ويسرح . طبعا الصول كان أصلع خالص ، ساب البيت وجرى : باينى فى سراية مجانين ) ص 290
يمتلك عبد الرحمن أبو فول شخصية ثرية ، فهو ( البناء والسمكرى خفيف الظل وصانع الكوميديا فى حارة المعاملية وشارع البحر وعاشق كرة القدم غير المنازع ربما فى القطر كله ) ص 248
وأظن أن تلك الشخصية لو نالت حضورا أكثر داخل الرواية لزاحمت شخصية الأسطى ، فهو يمتلك قدرة عالية على التكيف والتعايش حيث رفض مهنة أبيه ، فتعلم أن يكون بناء ثم ظهرت عنده حساسية من نوع خاص تجاه الأسمنت فتحول إلى بناء لأفران الطين وأخمام الحمام .. وبرغم أورطة العيال فقد تحايل على ظروفه المعيشية وتمكن أن يقتنص أجمل ما فيها ، الروح المرحة ، والمقطع السابق يعكس دلالة عميقة على التعامل مع الفقر وبفطنة المصرى ، ففضل أن يظن الصول بهم الجنون على إظهار العوز والفقر ، وهو الذى تمكن أن يثاءب أمام النسناس الذى أحضره تاجر الحمص فى المولد ، ليحرس الحمص إذا داهمه النعاس ، فتمكن أبوفول أن يتناوم فنام النسناس وحصل على الحمص والحلوى بدون مقابل ، إن حضوره إلى السرد يعكس متعة عالية لأن شخصيته تدب بأوصالها فى لحم البيئة المصرية ، وإذا كانت كل شخوص الرواية تحمل بصمتها الخاصة وتعكس حضورا فريدا ، يظل الأسطى عبد الودود وأبوفول يتوهجان ويشعان ببريق خاص ، على الرغم من أن الكاتب جعل من الأسطى يمثل خطا طوليا وأبوفول يحضر بزاوية دلالية خاصة كما أسلفنا .
ثمة شخوص ثانوية يتكرر حضورها وتتنوع حولها الحكايات مثل ( عطية البلاسى ، العربى شديد ، متولى الأول ، متولى الثانى ، الشيخ الشبراوى وغيرهم ) " والمؤلف يتقن تضمين الأسماء فى روايته طاقة إيحائية ورمزية بارزة حيال موقف دقيق لأن حيال أمثولة كونية تريد أن تعبر مجازا عن رؤية خاصة " (5) ولعل أبرزهم حضورا هو عطية البلاسى لما يمثله من حلقة بين أهل ههيا وبين المغتربين من أبنائها فى العراق .
وتلك الشخوص تتعالق مع شخوص هامشية متعددة ، وتكشف حضورا فريدا وخاصا ، وتعكس منظورا روائيا يخص الكتابة عن المهمشين ، هؤلاء الذين يشكلون أيديولوجية النص ، شخوص تحمل ملامح المكان بعبقه وعنفه ، ورغائبه المكبوتة ، تمارس لهوها وضجيجها وحضورها الفذ ، حسب زوايا الرؤية المتنوعة لها ، وعلى الرغم من حضورها القصير نستبين أصلها من شجرة عائلة المكان ونتلمس خطاها وهى تشكل أفقا فى فضاء الرواية ، وجميعهم تجمعهم سمات فنية أهمها أنها تتحايل وتقاوح محاولة أن تتجاوز مأزقها الاقتصادى المزرى ، وما ألحقته الحياة بها من تهميش ، الكاتب ينتصر لها بالكتابة بإعلان حضورها وبأن الحياة جعلت منهم على الرغم من محنة وجودهم ، ينابيع متدفقة بماء الحياة ، هم بشكل أو بآخر يحركهم جوعهم نحو الحياة وولعهم بالجنس / الرامز للخصوبة ، وينطلق من منظور وعيهم الشعبى الذى لا يعترف بالتابو ولا يقف أمام المحرمات الصادرة من سلطة أعلى ، فقيام أهالى ههيا إثر تزوير الانتخابات بالضرب والحرق ، والتعدى على الممتلكات والحكومة إنما هو دلالة عميقة على مساحة القهر الكبيرة التى يقبع تحت صلفها وجبروتها الأهالى .
ثمة صراعات فنية تحرك رواية شارع البحر ، بداية من علاقة الشخوص ببعضها البعض لاختلاف الرؤى وتنوع الرغبات وتعارضها ، وهذه البيئة الصراعية تخلق جدلا مثاليا يشكل البناء الفنى المعمارى للرواية ، وهذه الشخوص تتعالق بشكل جدلى وصراع دام مع السلطة ، بدء من الحكومة التى تحضر متأخرة فى حالة المصائب لتعمل محضرا بالاهمال أو تتحرج من شهامة وجدعنة الأسطى عندما يخرج الغريق ، فتستوقفه بجانب الجثة إلى الصباح ، وأخيرا تقوم بحظر التجوال وتضرب الأهالى بالكرابيج وتستدعى المأمور النوبى صاحب المعرفة بالمكان فى السابق ، وتحتجز المئات وتقوم بالتحقيق معهم بعد عملية تزوير الانتخابات ورسوب مرشح ههيا ( حسب رغبة الحكومة ) وتمنعهم من إقامة مولد الحاجة آمنة ، التى تنتصر لنفسها وتحضر للمأمور فى المنام وتؤرق نومه وتأمر بإقامة المولد ، وكأن الأمر هو العفو عن هؤلاء الأهالى ليمارسوا فرحهم الخاص ، فى إقامة المولد حيث يعمل به عدد كبير من أهالى ههيا ويستفيد منه عدد أكبر .
وإذا كانت الشخوص تتعدد ألوانها حسب مفهوم الخير والشر والطيب والقبيح ، فثمة صراع خفى بين هؤلاء الذين يستغلون المكان ويحاولون امتصاص دماءه وبين هؤلاء الذين يكشفونهم ، فنرى الأسطى عبد الودود يدلل بالأمثلة عن ( تاجر المخدرات الذى اختلس الحكومة ومن تاجر فى اللحم الفطيس ونهب مع موردى الطعام ومستلزمات مواد البناء أموال الجيش بالاتفاق مع ذوى الضمائر الميتة من كبار الضباط ، حتى أكبر تاجر حديد وأسمنت ذو المسبحة وذبيبة الصلاة ولحية مثل المقشة ، كان يشارك رشاد عثمان فى تجارة المخدرات والحديد والأسمنت غطا ) ص179 وذلك الوجه المتقيح لتلك الشخوص ليست هى الشاغل الأساسى للرواية ، فهى كالدخان الفاسد ، تلوح فى فضاء النص وتختفى ، وتظل مواقف ونوادر الشخوص الحية تجسد تهميش الحياة لها وتقاوم من أجل تحقيق رغباتها وتضرب بأشكال السطوة عرض الحائط ، فيفر عدد كبير من أمهر الصناع إلى بلاد النفط وخاصة العراق ، فيعودون بأموال النفط ليغيروا بيوتهم ، يبنونها من الأسمنت والحجر ، ويتحول المكان على المستوى العمرانى إلى مدينة ينخر بجسدها التحولات سالفة الذكر ، فيبنون المساجد الجديدة بدلا من الأثرية القديمة ، ويتاجرون بكل شئ ( لاحظ المقاول ) وما يحمله من رغبة عارمة فى الثراء السريع على حساب هدم وتبديل وبناء المكان الجديد فتتجسد ملامح التحول وتسرى الرؤية الفنية التى تدين الانفتاح وأعمدته الانتهازيين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 )   بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) I_icon_minitimeالأربعاء 27 أغسطس 2008, 8:56 pm

أخي الحبيب / العربي
تحياتي وتقديري إليك
شكرا لك على هذه الدراسة القيمة ، وهي دالة على تميزك النقدي ، حيث التقطت عنصرا بالغ الأهمية في قراءة الرواية وهو عنصر التقنيات القصصية المعتمدة على الموازنة بين الحكي والراوي ، وهي تقنية جميلة ، وتعمقت من خلال تحليلك للشخصيات ، وكما تقول :
( إن تقنية إنشاء الحكايات وتجاورها وتلاحمها ومفارقتها بعضها البعض لهؤلاء الشخوص المفعمين بالحياة المنشغلين دوما بنزقهم الطفولى ورعونتهم ومواقفهم الباعثة على التندر والفكاهة ، وأحيانا الكوميديا المبكية تمثل متكأ تنهض الرواية عليه ، أو هو اللبنة الأولى التى خلقت المناخ الفنى والفضاء الدلالى ، وشكلت بالتالى البعدين الزمانى والمكانى )
وألحظ أن لغتك النقدية جميلة ، تميل للطابع العلمي ، ذي البعد الجميل في التحليل ، والعرض والتأويل للأحداث ن وتحليل شخصية عبد الودود .
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 )   بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 ) I_icon_minitimeالأحد 31 أغسطس 2008, 12:23 am

كل الشكر لمرورك يا دكتور مصطفى
لمتابعتك
ورؤيتك التى تنم عن وعى راق بالعملية النقدية
وأتمنى أن :ون عند حسن ظنك بى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين الراوى والحكاء قراة فى رواية / أحمد والى ( 1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: دراسات وآراء في النقد الأدبي-
انتقل الى: