الشاعر الصديق د.محمد ربيع
اعتقادي أن الأدب الفلسطيني - رواية وشعرا وقصة - أكتسب خلال سنوات من الصراع والتطور قوة متجذرة وقدرة فنية وتنوع أساليب وتعدد أشكال مكنته فعلا من تجاوز السطحية الماثلة في التعبير المباشر على شكل تابوهات، النص الإبداعي الفلسطيني الآن ينطق بعمق إنسانيته وقدرته التجاوزية. هناك شهادة من ناقد كبير هو فيصل دراج يقول فيها "على الرغم من المفارقة المؤسية التي تجعل النص الفلسطيني يبشر بالحرية مقيدا، ويواجه الالتباس الأدبي بيقين لا يقبل به الإبداع، استطاع الأدباء الفلسطينيون أن يروضوا معادلتهم الصعبة، وأن يبدعو أدبا حقيقيا، له أشكاله الخاصة به"
ورغم هذه الرحابة الإنسانية التي يكتسى بها الإبداع الفلسطيني إلا أنه لم يفقد خصوصيته الأصيلة فظل دائما أدب القضية، درويش مثلا - كما يقول الروائي الفلسطيني يحيى يخلف - عندما يكتب عن الحب هو يتعامل معه باعتباره إحدى ركائز صمود الإنسان. وكما شهد أحد الكتاب الألمان لهذا الأدب العظيم بقوله "فهمت القضية الفلسطينية من روايات غسان كنفاني أكثر مما فهمتها من النشرات الدعائية"