.
.
.
عجزْ :
الساعة قاربت على العاشرة بتوقيت قرع طبول يشتد بقوة ويتوقف عند اكتمال الساعة.
ركنت افكاري في محطة ليست بأخيرة ، مجرد مكابرة ما بيني وبينها حاليا..
تتركني واتركها ، لنعود الى دائرتنا الخاصة بعد استراحة تلتهمنا بصمتْ.
نظرت الى زاوية في كهفي الصغير ، شرخٌ يتدفق منه سربٌ مِن نمل ، يقتنص صيده ويتسكع في خطوط اللون الابيض
كخيط اسود يمر بسرعة لهيب شمعة.
ما بالي اراقبهم ، وكأنها المرة الاولي لي ، بالأمس قتلت العشرات من جنودهم ، ولا اعتقد ان السماء ستغفر لي هذه الجريمة ،
لكنهم مستمرون بفوجٍ اكبر ، كولادة جديدة تصادرني بدهشة.
احتاج لشيء آخر غيرهم ، يلفحنا بهروب ، لكني ركزت اكثر بكثير ، يسيرون وكأن قرع طبول الحرب سائرة نحو الامام ،
يقتاتون رغيف خبزهم من اشلاء الطعام ، ويخزنوها في بيوتهم لموعدٍ يـُـسجن به الوقتْ.
هززت رأسي لأفرغه من هذه المشاهدة الغريبة ، والشكر لنافذتي الكبيرة لتلهيني بجمال سكون الليل واصوات الجيران المنخفضة
بصهيل اطفالهم ، والقمر غائبٌ هذا اللحظة ، قد يكون على موعدٍ مع سمرائه ، لكنني متعبة لن انتظره هذه الليلة.