الجنس

سؤال اطرحه على نفسى منذ زمن لماذا لايكف العرب عن الكلام عن الجنس فى الادب فى المقهى فى حوارات الاصدقاء رغم اننا بشكل عام شعوب اسريه لكل ذكر انثاه ولكل انثى ذكرها . لماذا عدم التحقق هذا فى هذه المنطقه لماذا يأكلنا الجنس ويبدد طاقتنا دوما لا بالفعل ولكن فى التفكير والكلام
دعونا نفتح هذا الموضوع للاراء والنقاش.

بل شكرا لك انت على استجاتك وقد اثرت نقطه فى منتهى الخطوره فى تكوين العقل العربى فيقول عمنا زكى نجيب محمود أن أخطر مشاكل العقل العربى هو المسافة بين المعلن والخفى فيه وانها حضارة لها ظهر و بطن على حد تعبيره . فالمعلن يشكل دوما مجموعة من الاسس الاخلاقيه المتجمده من وقت طويل لم يجر تعديلها واو مرجعتها بما يتفق مع مقتضى الحال ، بينما المعمول به فى التعامل اليومى هو طرف نقيض من هذا المعلن فعلى المقهى تجد الاب يجلس يلاحق اجساد النساء بعيونه ويرسل الطرفة وراء الاخرى عن صاحبة الخصر المياس التى تعبر امامه وانا هنا اتكلم عن الرجل المعتدل الذى لان يلاحق العابره او الذى يستغفر الله ويلف وجهه و هو يعيد التذكر ، وحينما يعود الاب الى البيت يدير قناة التلفزيون اذا صادف قبلة فى احد الافلام . بينما اذا الاولاد يتفرجون وحدهم عادى جدا .والاب وحده يتفرج عادى جدا . وهنا لا يهم التناقض الذى نمصمص له شفاهنا ولكن لنتأمل تربية المسكوت عنه و تأصيلها فى الابناء.

س1 /لماذا لايكف العرب عن الكلام عن الجنس فى الادب فى المقهى فى حوارات الاصدقاء رغم اننا بشكل عام شعوب اسريه لكل ذكر انثاه ولكل انثى ذكرها
أ - بالنسبة لوجودة فى ابيات الشعر فهو نوع من المدح فى المحاسن مثلة مثل مدح الوجة الجميل وتشبيهاتة الاجمل مثل القمر والنور .
ب - وبالنسبة لوجودة بين حديث الاصدقاء على المقاهى فذلك راجع لنقص وقصورفى شخصية المتحدث من ناحية العلاقة الجنسية . ولذلك يلجاْ لأستكمال هذا النقص بالكلام (( شفوياَ))

س2 / لماذا عدم التحقق هذا فى هذه المنطقه
لأن الفرد لا يكلف نفسة بالتفكير الصحيح وكأن الحياة تسير طبيعية معة من هذة الناحية



س3 / لماذا يأكلنا الجنس ويبدد طاقتنا دوما لا بالفعل ولكن فى التفكير والكلام
راجع للقصور ونقص وحرمان من موضوع الجنس فتجد ان القضية تشغل بالة بصفة مستمرة سواء كانت بالفعل او التفكير وهنا يولد الخلل فى المجتمع لعدم وجود علاقة جنسية صحيحة (( اختلاف فى الرغبات وعدم توافر ثقافة جنسية صحيحة ))

أشكرك أستاذ حسّان دهشان على إثارتك لهذا الموضوع الحسّاس . و سأكتفي في تدخلي هذا

بذكر قصيدة للشاعر الكبير نزار قبّاني بعنوان " الخرافة "ارتأيت أنها كفبلة بالتعبير عن موقفي من هذه القضية يقول فيها :

حين كنّا .. في الكتاتيب صغارا

حقنونا .. بسخيف القول .. ليلا و نهارا

درّسونا :

" ركبة المرأة عورهْ.."

" ضحكة المرأة عورهْ "

" صوتها ..

-- من ثقب الباب – عورهْ ."

صوّروا الجنس لنا .

غولا بأنياب كبيرهْ..

يخنق الأطفال ..

يقتات العذارى ..

خوّفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا

هدّدونا .. بالسكاكين .. إذا نحن حلمنا ..

فنشأنا .. كنباتات الصّحارى

نلعق الملح ، و نسفاف الغبارا ..

***

يوم كان العلم في أيّامنا

فلْقة تمسك رجلينا و شيخا .. و حصيرا ..

شوّهونا ..

شوّهوا اللإحساس فينا و الشعورا ..

فصلوا أجسادنا عنّا ..

عصورا .. و عصورا ..

صوّروا الحبّ لنا .. بابا خطيرا

لو فتحناه..سقطنا ميّتينْ

فنشأنا ساذجين

نحسب المرأة .. شاة و بعيرا

و نرى العالم .. جنسا و سريرا..

نزار قبّاني " قصائد متوحّشة "


و السؤال الذي لشدّ ما حيّرني و لم أجد له جوابا قطعيّا هو كيف يمكن أن نتخلّص من ربق

هذه التربية الخاطئة " تربية المسكوت عنه " - كما ذكرت - و كيف يمكن أن نتعامل مع ناشئتنا -

أبناءنا كانوا أم تلاميذتنا -لنخلّصهم من شوائب هذه التربية العقيمة.

تقبّل مني ، أستاذ حسّان ، احترامي الشديد