الرجل الوحيد في العالم
الشاعر والمترجم:ابراهيم قعدوني
يؤلمني أنني أنامُ كغيمة مختنقة
أستيقظ كل يوم
فأجد الأسماء على حالها
والشوارع التي أحبها آخذةً بنسياني
(العدم) أكثر من كلمةٍ نقرأها في مقالٍ يتحدث عن هايدغر أو سارتر !
(العدم) رضيعٌ لا يكفّ عن البكاء
وربما كفّي تلوِّح مشيّعةً ما ألِفت
ثمّ مندسةً في جيوب الفراغ معلنةً غيابكم.
وأحياناً زهرةٌ لا تجد من يقطفها!
أو بحرٌ يتسلّق ركبتيكِ متوجّساً بعض الخبز والحليب.
لا جدوى من سماع الأغنيات
طالما أنها تنتهي..
لا طائل من وضع المراويل على صدر البحر ..
الحياة هي الأخرى
تشبه امرأة استولت على كآبتي
تشبه طفولتي مركونةً في زاوية البيت
ترسمني غائباً ومتبرجأ كأنني الرجل الوحيد في العالم
متسكّعاً في أزقّة حزني وهاذراً قصائدي التي لا تغنّى
أنا صديق العدم
رجل الحواف الخطرة
ابن الهاوية الصمّاء ..
أشبه صوتك يركض في دمي
أو نافذةٌ للحيرةِ / على النوافذِ أن تتركني خارجها
كي أحنّ إلى داخلٍ ما !
أنا الهاربُ من النسيانَ
اللاجئُ إلى وردةٍ في قميصكِ
ألتصِق بِحُزني ونمضي كصديقين، نسخرُ من غموض هذا العالم
ثمََ بشغبٍ ولهفة
نرصف طريقك بالمصائب
نشيّدُ لحذائك أفخاخاً من الورد
وقد نسمّيك الحياة
نخطُّ سبابنا على حيطانكِ
أنا و حزني ..
أبناء شوارع
نسخر من معانيكِ
نشير إلى الموت في آخر الطريق كي نرعبَ أبناءك العائدين إلى البيت
فيغيثهم اسمكِ
يا كثيرةَ الألوان؛
خذي أبناءك
و اتركينا
أنا و حزني
وحيدين
و سعيدين
كأننا الرجل الوحيد في العالم.
6-2-2008